في إحدى الجامعات العربية وقف البروفيسور أمام تلامذته ومعه مجموعة من الوسائل التعليمية ، ودون أن يتكلم بدأ الدرس حيث أخرج من حقيبته عبوة زجاجية فارغة وبدأ يملأها ببعض كرات الجولف التي كانت بحوزته ، وحينما فرغ مما يفعله سأل التلاميذ : هل الزجاجة التي بحوزته فارغة أم أنها مليئة ؟فأجمع التلميذ على أن الزجاجة مليئة بالفعل ، وهنا قام البروفيسور بسكب علبه صغيرة مليئة بالحصى داخل الزجاجة ، ثم بدأ في رجها بشدة حتى تخلل الحصى بين كرات الجولف وأصبحت الزجاجة مليئة أكثر من ذي قبل ، ثم سأل التلاميذ إن كانت الزجاجة هكذا مليئة أم لا ؟فاتفق التلاميذ مرة ثانية على أن الزجاجة مليئة تمامًا ، فقام البروفيسور بإخراج علبة مليئة بالرمل من حقيبته ثم بدأ في سكبها فوق محتويات الزجاجة ، فبدأ الرمل يتخلل في الفراغات بين الحصى وكرات الجولف حتى امتلأت الزجاجة تمامًا ووصل الرمل إلى حافتها ، وهنا توجه البروفيسور بالسؤال إلى طلابه وطلب منهم أن يخبروه إن كانت الزجاجة مليئة أم لا ؟فردوا جميعًا بأنها مليئة ولم يعد هناك مجالًا لوضع شيء أخر ، فابتسم البروفيسور وأخرج فنجانًا من القهوة كان معه وسكب كامل محتوياته بداخل الزجاجة ، فضحك التلاميذ لأنهم أدركوا ذكاء معلمهم وقصر تفكيرهم التقليدي ، وبعد أن شارك البروفيسور تلامذته في الضحك شرع في الحديث قائلًا : تلك التجربة التي قمت بها أمامكم لها هدف أريدكم أن تعرفوه ودرس يجب أن تتعلموه لذا انصتوا جيدًا .إن هذه الزجاجة بمثابة حياة كل شخص منكم ، كرات الجولف الموجودة بها تمثل الأشياء الضرورية في حياتكم كالثوابت من دين وقيم وأخلاق وعائلة وأبناء وصحة وأصدقاء ، فلو فقدتم أي شيء في الحياة واستمر وجود تلك الثوابت ستستمر حياتكم ولن تتوقف ، أما الحصى فهي الأشياء المهمة والتي تلي في مكانتها الأشياء الضرورية كالوظيفة المنزل السيارة .أما الرمل فيمثل الأمور الهامشية في الحياة ، فلو وضع كل منكم الرمل أولًا لن يتبقى مكانًا للحصى أو لكرات الجولف ، وهذا بالضبط ينطبق على الحياة في الواقع فلو صرف الإنسان كل جهده ووقته على الأمور السطحية التافهة لن يبقى مكان للأمور الهامة كالدين والأسرة والصحة .لذا عليكم أن تنتبهوا جيدًا للأشياء الهامة والضرورية حتى تستمر حياتكم ولا تتوقف ، احرصوا دائمًا على علاقتكم بربكم ، تمسكوا بالقيم والأخلاق والمبادئ لأن من دونها لن يقيم لكم أحدًا وزنًا ، أمرحوا مع عائلاتكم وأطفالكم صلوا رحمكم ، قدموا هدية لأحبائكم وأخبروهم بمدى حبكم لهم ، استقطعوا بعض الوقت لعمل الفحوصات واهتموا بصحتكم لأنها أغلى ما لديكم .وعليكم أن تثقوا دائمًا أن الوقت سيكون كافيًا لعمل بقية الأشياء الأخرى ، فهي في النهاية مجرد رمل لذا حددوا الأولويات وتصرفوا على هذا الأساس ، هنا انتهى البروفيسور من حديثه وأتم ما كان يود توصيله من معلومة لطلابه ، فتوقف أحدهم ورفع يده يود سؤال البروفيسور ، فلما سمح له بالحديث قال الطالب : لقد بينت لنا ماهية الزجاجة وكرات الجولف والحصى والرمل ولكنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة ؟فابتسم البروفيسور قائلًا : سؤال جيد بالفعل لقد كنت أنتظره لذا سأجيبك عليه ، لقد أضفت القهوة فقط كي أبين لكم أن الحياة مهما كانت مليئة بالأشياء الهامة أو الهامشية ، فلا بد أن هناك مساحة دائمًا لارتشاف فنجان من القهوة اللذيذة .