قصة قرود المارموزيت

منذ #قصص عالمية

المرة الأولى التي حصلنا فيها على قرد من نوع المارموزيت ، كانت قبيل عيد الميلاد وكنا بدون ماء وبدون خادمة ، وكان الناس يقفون في الطوابير لشراء اللحم وكان الطقس الحار ، قد بدأ فجأة عندما شاهدت مذهولة القرد الهدية يدخل البيت منهمكًا في أكل موزة ، متفحصًا كل شيء بسرعة بالغة وبذيل طويل ، كان يبدو قردًا لم يكبر بعد وكانت قدراته هائلة ، تسلق الملابس المنشورة ليصل على جبل الغسيل ، حيث أخذ يسب ويشتم مثل بحار وسقط قشر الموز كيفما إتفق وصرت مرهقة بالفعل .نبذة عن المؤلف :
من روائع القصص البرازيلي ، للكاتبه الشهيره كلاريس ليسبكتور ، ولدت كلاريس عام 1925م  ، بنت أسرة من يهود أوكرانيا هاجرت للبرازيل وهي في الشهر الثاني من عمرها ، وفي العقد الثاني من وفاتها اعترف بها كأفضل كاتبه من كتاب اللغة البرتغالية ، في الأربعينات تخرجت من مدرسة القانون ، وتزوجت من زميل لها في الصحيفة التي تكتب بها عام 1943م ،ثم انفصلت عنه وعاشت مع طفليها في مدينة ريو ، ومن أشهر مؤلفاتها : روابط أسريه ، والتفاح في الظلام ، توفيت عام 1977م.القرد الصغير :
وفي كل مرة أنسى فيها وأخرج شاردة الذهن إلى الشرفة الخلفية ، كنت أجفل : كان هناك ذلك الرجل السعيد ، أدرك إبني الأصغر قبل أن أدرك أنا ، أنني سأتخلص من هذه الغوريلا : إذا بشرتك بأن القرد سيصيبه المرض ذات يوم ويموت ، هل ستدعينه يبقى ، أو إذا علمت أنه سيسقط ذات يوم من النافذة بطريقة ما ويموت هناك في الأسفل ، وكانت أحاسيسي تنزاح جانبًا ، ذلك أن بذاءة القرد الصغير ، وغفلته المرحة جعلتاني مسئولة عن مصيره ، حيث أنه لن تقع عليه أية مسئولية .الرجل الضاحك :
أدرك أحد الأصدقاء كيف أنني رضخت بمرارة ، وأية نوايا شريرة كانت تتنامى تحت طبيعتي الحالمة ، وأنقذني بطريقة فظة : قدمت جماعة مبتهجة من الأطفال الصغار من التل ، وحملوا الرجل الضاحك بعيدًا .وكانت السنة الجديدة مسلوبة من الحيوية لكنها كانت على الأقل بلا قرود ، بعد ذلك بسنة وفي وقت من أوقات السعادة ، رأيت فجأة هناك في كوباكابانا ذلك الجمع الصغير، وفكرت في أطفالي ، في المباهج التي منحوني إياها بسخاء غير مرتبطة بالهموم التي منحوني أيضًا إياها ، بسخاء وفكرت في سلسلة من البهجة : هل سيقوم الشخص الذي يتلقى هذه بنقلها إلى شخص آخر .المهاجرة :
وكل شخص آخر مثل شرارة على طول قطار بارود ، في تلك اللحظة وفي ذلك المكان اشتريت تلك التي سيكون اسمها ليزيت ، كانت بحجم يد واحدة تقريبا ، وكانت تلبس جونلة وقرطين وعقدًا وسوارًا من الخرز الزجاجي ، وكانت لها هيئة مهاجرة تنزل لتوها من السفينة في زيها الوطني ، ومثل عيني مهاجرة أيضًا كانت عيناها مستديرتين .المارموزيت :
كانت هذه المارموزيت امرأة مصغرة ، عاشت معنا ثلاثة أيام ، كانت عظامها رقيقة للغاية ، وكانت حلوة للغاية وأكثر من عينيها ، كانت نظرتها مستديرة ، ومع كل حركة كان القرطان يهتزان ، وكانت الجونلة أنيقة دائمًا ، وكان العقد الأحمر يتلألأ ، كانت تنام كثيرًا لكنها فيما يتعلق بالأكل كانت حذرة وكسولة ، وكانت ملاطفتها النادرة ، مجرد عضّة خفيفة لا تترك أثرًا .هذا الموت :
في اليوم الثالث كنا خرجنا إلى الشرفة ، يملؤنا الإعجاب بليزيت ، وبكيف كانت ملكًا لنا ، لطيفة للغاية فكرت مفتقدة الغوريلا ، وفجأة قال قلبي بغلظة : لكن هذا ليس لطفًا هذا موت .محاولة الإنقاذ :
تركني جفاف الرسالة هادئة وقلت للطفلين ليزيت تموت … أدركتو أنا أنظر إليها مرحلة الحب التي كنا بلغناها حينئذ ، لففتها في فوطة وذهبت بها مع الطفلين إلى أقرب مركز للإسعافات الأولية ، حيث لم يكن بوسع الطبيب أن يعتني بها ، لأنه كان يجري عملية عاجلة لكلب تاكسي آخر ، تعتقد ليزيت أنها خرجت للقيام بنزهة في السيارة يا ماما مستشفى آخر،  وهناك أعطوها الأكسجين .ليزيت أخرى :
ومع أنفاس الحياة فوجئنا بليزيت أخرى ، لم نعرفها من قبل ، العينان أقل استدارة ، أكثر تحفظًا ، أكثر ضحكًا ، وفي الوجه البارز الفكين والعادي نوع من العجرفة الساخرة ، ومع أكسجين أكثر قليلًا رغبت ليزيت بشدة في أن تتكلم إلى حد أنها لم تستطع أن تطيق كونها قردة وكانت كذلك ، ولا بد أنه كان لديها الكثير لتقوله ، مزيد من الأكسجين ، ثم حقنة محلول ملح ، وكان رد فعلها على الشكة بصفعة غاضبة وكان سوارها يتلألأ ، ابتسم الممرض : ليزيت !على مهلك يا عزيزتي .ليزيت الرائعة :
التشخيص : لن تعيش ليزيت ، إن لم يكن هناك أكسجين جاهزًا للاستعمال ، وحتى في هذه الحالة فليس هذا مرجحًا لا تشتري قرودًا من الشارع .. وبخني أحيانًا تكون مريضة أصلًا، لا..  ينبغي أن يشترى المرء قرودًا مضمونة ، وأن يعرف من أين جاءت ليضمن خمس سنوات على الأقل من الحب ، وأن يعرف كل ما فلعته وما لم تفعله هذه القرود ، مثل الزواج وتناقشت في الأمر مع الطفلين دقيقة ، ثم قلت للممرض : يبدو أنك أحببت ليزيت كثيرًا ! ولهذا إذا جعلتها تبقى بضعة أيام بجوار الأكسجين ، يمكن أن تأخذها كان يفكر ليزيت رائعة ، هكذا توسلت إليه .موت ليزيت الجميلة :
إنها جميلة ، وافق متفكرًا .. ثم تنهد وقال : إذا نجحت في علاج ليزيت فهي لكِ أنتِ ، وانصرفنا بفوطتنا خالية ، في اليوم التالي اتصلوا بنا تليفونيا وأبلغت الطفلين أن ليزيت ماتت ! سألني الأصغر: هل تعتقدين أنها ماتت لابسة قرطيها ، قلت نعم ، بعد ذلك بأسبوع قال لي الأكبر: يبدو أنك تحبين ليزيت كثيرا جدًا ، أجبت : أحبك أنت ، أيضًا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك