قصة تل الجن

منذ #قصص عالمية

ركضت بعض زواحف من أبو بريص مرتبكة في شقوق شجرة هرمة ، كان بإمكانها أن تفهم بعضها بعضًا لأنها تتحدث بلغة أبو بريص ، ياه أي صخب وأي ضجيج في تل الجن القديم ، قالت إحداهن من أبو بريص  لليلتين وبسبب هذه القلاقل لم يغمض لي جفن وكأني عندي وجع أسنان حينها لا أنام أيضًا .نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع القصص الدنماركي ، للشاعر والمؤلف هانس كريستيان أندرسن ، ولد هناس في أودنسه في الدنمارك في 2 ابريل عام 1805م ، ويعد من أكبر شعراء الدنمارك ، وقد أطلق عليه شاعر الدنمارك الوطني ، كتب روايات ومسرحيات وأعمال شعرية ، لكن إسهاماته الكبرى في الأدب العالمي كانت هي الحكايات الخرافية ، توفي هانس أندرسن في 4 أغسطس عام 1875م عن عمر يناهز 70 عام .شئ ما يحدث عندهم هناك قالت أبو بريص الثانية ، أوقفوا التل على أربعة أعمدة حمر حتى صياح الديك ، وقد تم تهوية المكان جيدًا ، الجنيات وتعلمت رقصة جديدة سيدبكن على إيقاعها هناك ولا شك ما يحصل .زيارة غريب ذي مقام رفيع :
صحيح لقد تحدثت مع دودة أرض من معارفي : قالت الثالثة من أبو بريص ، دودة الأرض قد وصلت للتو من التل حيث كانت تنبش في الأرض ليل نهار ، سمعت الكثير ليس بإمكانها النظر ، الحيوانة المسكينة ولكنها تشعر وتتنصت بإمكانها ذلك ، إنهم يتوقعون زيارة غريب في تل الجن ، غريب ذي مقام رفيع ولكن من هو لم تشأ دودة الأرض قول شئ أو ربما لم تعرف شيئًا عن ذلك كل ذوي المصابيح تم استدعاؤهم لعمل مسيرة مشاعل كما يقال ، ولمعت الفضة والذهب الذي كان منها ما يكفي في التل ، ووضعت تحت ضوء القمر .الجنية العجوز :
من عساه يكون هذا الغريب ! سألت كل واحدة من أبو بريص ، ماذا يحصل ، أسمعوا يا له من طنين ! أسمعوا يا له من زن ، في اللحظة ذاتها انشق تل الجن وبرزت جنية عجوز من ذوات الظهر الأجوف ، كانت بلا ظهر عدا ذلك فقد كانت ترتدي ملابس وقورة ، وهي تخطر في مشيتها كانت مدبرة قصر الملك هي من الأقرباء البعيدين في العائلة ، وعلى جبينها قلب من الكهرب ، الساقان كانتا تخطوان خطوات قصيرة سريعة طق طق ، تالله كم كان باستطاعتها التخطر ، وخطرت مباشرة إلى المستنقع إلى حيث طائر الليل .الدعوات :
حضرتك مدعو إلى تل الجن الليلة ، قالت الجنية العجوز ، ولكن ألا يمكنك أولًا أن تقدم لنا خدمة كبيرة في أن تتولى الدعوات ، لابد لك من تقديم منفعة طالما أنك لن تضيف أحدًا ، سنستقبل غرباء عاليي الشأن عفاريت لهم باع طويل ملك الجن العجوز يرغب في أن يتباهى بهذه المناسبة .دعوة الأشباح :
من الذي يجب أن يدعى : سأل طائر الليل ، للحفل الراقص الكبير بإمكان الجميع المجيء حتى البشر ، مجرد أن يكون باستطاعتهم الحديث أثناء النوم ، أو شيء من هذا القبيل مما هو شبيه بما يفعله جنسنا ، ولكن الحفلة الأولى يجب أن تكون هناك اختيارات مشددة ، فنحن لا نريد حضور إلا الأعلى شأنًا ، أنا على خلاف مع ملك الجن ، إذ برأيي لا يمكننا دعوة حتى الأشباح .دعوة كل العفاريت والأقرباء :
يجب دعوة ملك البحر وبناته أولًا ، هم لا يحبذون الحضور كثيرًا إلى اليابسة ، ولكن سيحصل كل واحد منهم على حجر رطب ليجلس عليه ، وربما شيء أفضل من هذا ، أعتقد بأنهم لن يرفضوا دعوتنا هذه المرة ، علينا أن ندعو كل العفاريت الشيوخ من الدرجة الأولى ذوي الأذناب ، ملك النهر وجنانوة عيد الميلاد ، وأنا أفكر بأنه لا يمكننا أن ننسى بالطبع خنزيرة القبور ، حصان جهنم ، جنانوة الكنائس ، هم ينتمون بالطبع أيضًا إلى الأبرشية من غير جنسنا ، ولكنها وظيفتهم إنهم أقرباؤنا عادة ما يقومون بزيارات لنا .تل الجن :
خيرًا : قال طائر الليل وطار من المكان ليوجه الدعوات ، كانت الجنيات من ذوات الظهر الأجوف قد بدأت الرقص في تل الجن ، وقد رقصت بشال طويل منسوج من الضباب وضوء القمر ، وقد بدا ذلك رائعًا لمن يحب هذا النوع .لاستعداد للحفل  :
كان البهو الكبير في منتصف تل الجن قد لمع ، غسلت الأرضية بضوء القمر ، والجدران فركت بشحم الساحرة حتى لمعت مثل أوراق توليت تحت الضوء ، كان المطبخ مملوءًا بضفادع في أسياخ جلد حية مسلوخ بأصابع أطفال صغيرة سلطة بذور الفطر ، خطم فأر رطب مع نبات الشوكران ، جعة من تخمير عجوز المستنقعات ، نبيذ النتريك من قبو القبر ، وكل شيء صلد : مسامير صدئة ، وزجاج نوافذ كنيسة كمكسرات ، وأمر ملك الجن تلميع تاجه الذهبي بمسحوق الطباشير، وعلقت ستائر لصقت ببصاق حية أجل كان هناك طنين وزن هرج ومرج .طلب الزواج:
والآن يجب تبخير المكان بشعر مجعد وشعر خنزير ، وبهذا أعتقد بأني قد أديت الذي علي قالت الجنية العجوز ، أبي العزيز : قالت أصغر البنات ، هل أخبرتني الآن من سيكون هذا الغريب صاحب الشأن ؟!! ها ها تودين معرفة ذلك إذا قال الأب ، إذا علي الإجابة على اثنتين من بناتي أن يجهزن للزواج ، اثنتان ستغادران إلى بيت الزوجية ، شيخ العفاريت من النرويج والذي يسكن في الصخور الكبيرة ، ومنجم من الذهب أجمل مما يتصور المرء .سيأتي إلينا مع ولديه خرج كل منهما ليبحث عن زوجة له ، الشيخ العفريت من الشيوخ الأمناء النرويجيين الحقيقيين طرب وصريح ، أعرفه منذ تلك الأيام ، عندما كنا نتخاطب من دون رسميات بيننا جاء إلى هنا ليأخذ زوجته ، لقد ماتت كانت ابنة ملك الصخور في جزيرة مون ، ياه كم اشتقت لهذا الشيخ العفريت ! الولدان يقال عنهما إنهما ولدان غير مؤدبين متعاليين ، ولكن ربما لم ينصفا في ذلك وبالإمكان جعلهما ولدين صالحين ، إن تم تعتيقهما عدوني بأن تعدلًا من سلوكهما .طريق الوصول :
متى يصلون ؟ سألت إحدى البنات ، ذلك يعتمد على الريح والطقس : قال ملك الجن ، يسافرون في الدرجة الثانية ينتظرون السفينة التي تبحر أردت مجيئهم عبر السويد ، ولكن العجوز ما يزال غير ميال إلى تلك الجهة ، إنه لا يماشي عصره وهذا ما لا أحبه .الولدان :
في الوقت ذاته جاء اثنان من ذوي المصابيح الواحد أسرع من الآخر ، ولذا وصل الواحد أولًا وصلوا ، وصلوا: صاحا ، ناوليني تاجي دعيني أقف تحت ضوء القمر ! قال ملك الجن ، رفعت كل من الفتيات شالها الطويل وقد أثنت ركبتها حتى لامست الأرض تحية للملك ، وقف الشيخ العفريت من دوفره بتاج من ذؤابات جليدية صلدة وكوز صنوبر ملمع ، وبالمناسبة كان يرتدي فراء دب وجزمة تزلج الولدان ، وعلى العكس مشيا بعنق عار ومن دون حمالات بنطلون لأنهما كانا فهلويين .اللغة :
هل هذا هو تل ؟ سأل أصغر الولدين ، وأشار إلى تل الجن نحن في النرويج نسميه جحرًا ، أيها الصبيان :  قال العجوز ، الجحر لا ينبعج إلى داخل التل ينبعج إلى الخارج ، أليس لديكما عيون في رأسيكما ، الشيء الوحيد الذي أعجبهما هناك كما قالا ، كان هو إنهما فهما اللغة هكذا مباشرة ودون مقدمات .الحفل الراقي :
لا تغترا قال العجوز ، يكاد المرء يظن بأنكما لم تخبزا جيدًا ، ودخلوا إلى تل الجن حيث كان هناك بالفعل حفل راقِ ، وقد حدث ذلك بسرعة يخيل للمرء بأن الريح نفختهم مرة واحدة كان كل شيء قد صف بشكل لطيف وأنيق ، لكل واحد من المدعوين جلس بنو البحر إلى مائدة الطعام في حوض الاستحمام ، قالوا وكأن البيت بيتهم والكل قد مسك بالشوكة والسكين ما عدا العفريتين الصغيرين النرويجيين ، وضعا أرجلهما على المائدة واعتقدا بأن كل شيء يليق بهما .على مائدة الطعام :
أنزلا أقدامكما من على الصحن : قال العفريت العجوز ، وانصاعا للأمر ولكنهما لم يفعلا ذلك بالحال السيدتان اللتان تشاركهما المائدة إلى اليمين تدغدغتا بكوز الصنوبر الذي كان في جيبي الصبيين ، ونزعا جزمتيهما ليرتاحا في جلستهما وأعطيا السيدتين الجزمات ليحملنها .ولكن الأب عفريت دوفره العجوز كان مختلفًا تماما ، تحدث بجمال عن حقول النرويج المتباهية وعن الشلالات التي تتدفق إلى الأسفل برغوة بيضاء ، ودوي مثل الرعد ورنين الأورغل تحدث عن سمك السالمون ، الذي يتقافز عاليًا تجاه المياه المتدفقة عندما يعزف جني الماء نوكن على القيثارة الذهبية .ولقد تحدث عن الليلي الشتائية الساطعة عندما ترن جلاجل الزلاقة ، والأولاد يركضون بشعلات متقدة فوق الجليد الصقيل العالي الشفافية حتى إنهم كانوا يرون الأسماك ، تحت أقدامهم وهي تشعر بالخوف ، أجل إنه يتحدث بطريقة يرى فيها المرء ، ويسمع ما يقول وكأنه المنشار الذي يشغله الناعور .كان الشباب والفتيات يغنون الأناشيد ، ويرقصون رقصة شعبية نرويجية بقفزة واحدة ، طبع الشيخ العفريت خد الجنية العجوز بمنطقة أخوية كانت قبلة قوية،  والاثنان لم يكونا من عائلة واحدة ، وجاء دور الجنيات من ذوات الظهر الأجوف ليرقصن وكان رقصًا عاديًا ثم رقص دبكة ، الرقص يليق بهن وجاء بعد ذلك فن رقص أرقى أو ما يطلق عليه بـ : الخروج من حلبة الرقص تباعًا ، يا الله كيف كن يرفعن سيقانهن ، لا يعرف المرء نهايتهن من بدايتهن ، لا يفرق المرء بين أذرعهن وسيقانهن تداخلن مثل نشارة الخشب والتففن حول المكان ، حتى إن حصان جهنم أصابه ألم وأضطر إلى ترك المائدة .البنات  :
هيا : قال الشيخ العفريت إنها متعة بواسطة الأحذية ،ولكن ماذا يمكنهن غير الرقص ورفع السيقان والدوران مثل الدوامة ، ستعرف قال ملك الجن ، ونادى على أصغر بناته كانت رفيعة وصاحية ، مثل ضوء قمر كانت الأرقى بين أخواتها اجمعهن تناولت عودًا أبيض في فمها فاختفت تمامًا ، كان ذلك فمها .ولكن الشيخ العفريت قال إنه لا يحب هذا الفن الذي كانت زوجته تجيده ، وهو لا يعتقد بأن أولاده يحبونه ، الثانية كان يمكنها المشي بجانب نفسها وكأن لها ظلًا والعفريت لا تملك ذلك بالطبع .الثالثة كانت من نوع آخر تمامًا ! فلقد تعلمت في بيت تخمير امرأة المستنقع وهي التي تعلمت حشو جذوع الأشجار بحشرات سراج الليل ، ستكون ربة بيت ممتازة : قال الشيخ العجوز ، ورفع نخبًا بعينيه لأنه لم يكن يريد أن يشرب كثيرًا ، وجاءت الجنية الرابعة لديها قيثارة كبيرة من الذهب ، تعزف عليها وعندما ضربت على الوتر الأول رفع الجميع الساق اليسرى لأن بني العفاريت عسر ، وعندما ضربت على الوتر الثاني كان على الجميع أن يفعلوا ما أرادت .الوصول إلى النرويج :
هذه امرأة خطيرة : قال الشيخ العفريت ، ولكن كلا الولدين خرج من التل لأنهما كانا ضجرين ، وماذا بإمكان الابنة التالية فعله ، سأل الشيخ العفريت ، لقد تعلمت أن أحب النرويجيين : قالت : ولا أتزوج إطلاقًا إن لم يكن باستطاعتي الوصول إلى النرويج .شاهدة قبر :
ولكن أصغرهن سنًا همست في أذن الشيخ العفريت : ذلك لمجرد أنها سمعت من نشيد النرويج بأن العالم عندما يزول سبتقى الصخور النرويجية مثل شاهدة قبر ، لذا فهي تود الذهاب إلى هناك لأنها تخشى كثيرًا أن تزول ، يا لطيف قال الشيخ العفريت ، على مهلك وماذا في استطاعة السابعة والأخيرة ، السادسة تجئ قبل الأخيرة قال ملك الجن فقد كان بإمكانه العد ولكن السادسة لم تكن ترغب كثيرًا بالمثول أمامهم .خطوبة :
أنا لا يمكنني إلا قول الحقيقة عن المخلوقات أجمع قالت السادسة ، لا أحد يحبني ولدي ما يكفيني من العمل خياطتي لكفني ، وجاءت السابعة والأخيرة وما الذي كان بإمكانها فعله؟ كان بإمكانها قص الحكايات الخرافية قد ما تريد ، هذه هي كل أصابعي الخمسة قال الشيخ العجوز ، قصي لي واحدة عن كل واحد ومسكت الجنية بمعصمه ، وقد ضحك حتى غص من الضحك وعندما وصلت إلى السبابة التي كان لها محبس ذهني حول خصرها ، وكأنه متأكد بأنه ستكون هناك خطوبة .القرن الذهبي لملوك النرويج :
قال الشيخ العفريت: حافظي جيدًا على ما لديك ، اليد لك أنتِ من أريد زوجة لي ؟ قالت الجني إن ما زال لديها المزيد عن السبابة والخنصر، سنسمع عن ذلك في فصل الشتاء ، قال الشيخ العفريت وعن الصنوبر وعن شجر البتولا وهدايا عفريتة الغابة هولدغا والثلج الرنان أنتِ من ستقصين لنا الحكايات بلا شك ، فلم يعد أحد يقوم بذلك ، هناك سنجلس في البهو الحجري حيث تشتعل نشارة خشب الأبريات ، ونشرب شراب الميوذ من القرن الذهبي لملوك النرويج العجائر .أين الولدين :
نوكن جني الماء أهدى لي بضع كؤوس ، وعندما نجلس سيزورنا وسيغني لك كل أغاني بنت المروج الجبلية سيكون ذلك مفرحًا ، السالمون يتقافز في الشلال ويضرب الجدار الحجري ، ولكنه لن يدخل مع ذلك أجل صدقيني هناك الجميل في النرويج القديمة ولكن أين الأولاد .أجل صحيح أين الولدان لقد ركضا في الحقل ! وأطفأ ذوي المصابيح التي سارت في مسيرة مشاعل بسلام ، أهناك ما تتسكعان من أجله ، قال الشيخ العفريت : ها أنا جئت لكما بأم ، عليكما الآن أن تختارا خالة .أكثر رفعة من تبادل الخواتم :
ولكن الوالدين قالا إنهما يفضلان إلقاء الخطبة والشرب ، أما الزواج فلا أحد له رغبة فيه وألقيا خطبة ، وألغيا الرسميات ، ثم وضعا حافة الكأس على الإظفر لكي يظهرا أنهما قد شرباه حتى القعر،  رفعا بذلتيهما وتمددا على المائدة وغطا بالنوم ، فهما لم يكونا خجلين من ذلك ولكن الشيخ العفريت دار راقصًا في المكان مع عروسه الشابة ، وبدل حذائه معها لأن ذلك كان أكثر رفعة من تبادل الخواتم .وانغلق التل :
صاح الديك ، قالت الجنية التي تدير المنزل ، علينا إغلاق درفات النوافذ كي لا نموت احتراقا في الداخل ، وأنغلق التل في الخارج ركضت الزواحف من أبو بريص أعلى وأسفل الشجرة المتشققة ، تقول الواحدة للأخرى ، ياه كم أحببت شيخ العفاريت هذا ! أنا أحب الأولاد أكثر،  قالت دودة المطر ولكن لم يكن باستطاعة الحيوانة المسكينة النظر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك