تم نشر الرواية الروسية آند كويت فلوس ذا دون ، بين عامي 1928م ، 1940م وظهرت الترجمة الإنجليزية للجزء الأول في عام 1934م ، وقد نُشر كتاب Don Flows Home to the Sea الجزء الثاني من الرواية الأصلية بالترجمة الإنجليزية في عام 1940م .تقدم القصة حدثًا تاريخيًا وثورة وعلاقة حب عاطفي بين أبطالها جريجورميلكهوف ، وأكسينيا أستاكوفا وقد حاول المؤلف أن يرينا إيمانًا محزنًا في أوقات الحرب ، فتخبرنا هذه الرواية عن التاريخ ، ولكن في نفس الوقت تأخذ رحلة عبر حياة رجل عادي .نبذة عن المؤلف :
رواية من روائع الأدب الروسي ، للكاتب العالمي ميخائيل أليكساندروفيتش شولوخوف ، Mikhail Aleksandrovich Sholokhov ، ولد شولوخوف في روسيا في أرض القوزاق قرية Kruzhilin ،وكان والده ، ألكسندر ميخائيلوفيتش (1865م : 1925م )، عضوًا في الطبقة الوسطى الدنيا ، وفي بعض الأحيان مزارعًا وتاجرًا للماشية ، أما والدة شولوخوف ، أناستازيا دانيلوفنا تشيرنيكوفا (1871م : 1942م
، جاءت من الفلاحين الأوكرانيين كان والدها فلاحًا في إقليم تشيرنيهيف ، نشر كتابه الأول حكايات من الدون ، وهو جزء من القصص عن منطقته الأصلية خلال الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية ، ونشرت أعمال شولوخوف التي تم جمعها في ثمانية مجلدات بين عامي 1965م : 1960م.الشخصيات في الرواية :
جريجور ميلكهوف ، بيوترا ميليكوف الأخ الأكبر لجريجور ، ناتاليا مليخوفا ناتاليا مليخوفا ، زوجة جريجور ، أكسينيا أستاكوفا عشيقة جريجور ، إليا بنشوك إليا وهو زعيم ثوري .أحداث الرواية :
تدور أحداث الرواية في أوائل القرن العشرين ، ربما حوالي في عام 1912م ، قبيل الحرب العالمية الأولى ، عن عائلة ميلكهوف ، المنحدرين من أحد القوازق ، التي تعيش في قرية تاتارسك الصغيرة ، على ضفاف حوض نهر الدون في روسيا ، ويكن لهم أهل القرية الاحترام .ويعيش جريجور ميلكهوف مع أسرته التي تتكون من والديه وأخته وأخيه المتزوج وهو الابن الأكبر للعائلة ، وهو شاب وسيم وواعد ، ويعيش علاقة حب مع جارته المتزوجة التي تدعى أكسينيا أستاكوفا ، وهي زوجة جاره وصديق العائلة الذي يدعى ستيبان أستاخوف ، والذي يقضي فترة ولايته في الجيش ، وأكسينيا أستاكوفا وزوجها ستيبان أستاخوف هما زوجان بعلاقة مضطربة حيث لا يوجد بينهما حب .وفي محاولة من والد جريجورميلكهوف ، للعمل على استقرار حياة ابنه ، ومنع الشبهات عنه ، قام بترتيب زواج لابنه مع ناتاليا كورشينوف ، التي تنحدر من عائلة ثرية ، ورغم أن جريجور ميلكهوف لا يحب نتاليا ، إلا أنه تزوجها لكنه لم يكن سعيدًا ، ولقد كانت زوجة جيدة ، وموالية لكنها علاقتهما كانت باردة ، وبعد بضع سنوات ، عاد جريجور ميلكهوف إلى أكسينيا أستاكوفا مرة أخرى.ولأن أناس القرية تقليديون ، فقد أثارت علاقة جريجور وأكسينيا الرومانسية حفيظتهم ، كما بدأ والد جريجور يسمع القيل والقال عنهما ، فقام والد جريجور بالشجار مع ابنه وصل لحد ضربه بالسوط ، ونتيجة لذلك غضب جريجور وغادر المنزل ، وهرب من القرية ، وبصحبته عشيقته أكسينيا أستاكوفا ، وقاموا سويًا بالعمل كخدم في حقل ضابط عسكري متقاعد ثري.في ذلك الوقت بدأ أول أنصار الشيوعيين يظهرون في القرية ، وكانوا يناضلون من أجل المساواة ، وكانت زوجته ناتاليا كورشينوف حامل بطفل منه ، وبعد وضعها لطفلها ، طالبته بترك عشيقته أكسينيا ، وعودته إلى منزله والعناية بهما ، لكنه رفض تمامًا ، فحاولت ناتاليا الانتحار وقتل نفسها ، لأن زوجها جريجور لم يعد يحبها ، وقد طلب منها الوالد ميلكهوف ، أن تظل في المنزل ، الا أنها عادت لمنزلها الخاص مع طفلتها الصغيرة .وبدأت الحرب وهي الحرب الأكثر دموية في تاريخ روسيا ، وتمت تعبئة جريجور في الجيش ، في البداية شعرجريجور بالمرض من القتل والدم ، ولكن سرعان ما تأقلم على الوضع ، حتى أنه جرح عدة مرات ، وقد تم تكريمه من قبل الجيش بسبب شجاعته ، حيث حصل على صليب القديس جروج ، وهكذا أصبح أول شوفالييه في القرية ، وبينما هو في الجيش ، يلتقي بشقيقه ، بيوترا ميليكوف ، وعدوه ستيبان أستاخوف الذي أصبح قائد عليه في الكتيبة .وأثناء غياب جريجور ميلكهوف لأداء الخدمة العسكرية ، ماتت تانيا ، ابنة أكسينيا أستاكوفا ، وقد حاصرت أستاكوفا حالة من الوحدة والبؤس ، جعلتها ترتمي في أحضان يوجين ابن العائلة الثرية التي تعمل عندها ، ويكتشف جريجور لدى عودته من أول أجازة ، أن عشيقته أكسينيا أستاكوفا لم تكن مخلصة له ، بل تخونه مع يوجين ليستنيتسكي ابن العائلة الثرية التي يعملون خدم لديها ، فأنهى علاقته بأكسينيا نهائيًا ، بعد مواجهة يوجين ليستنيتسكي ، وعاد إلى زوجته التي كانت حاملاً بتوأم منه .ومع كل ذلك كانت الحرب مستمرة وكان الجيش غير راض ، وكل ما سبق ذكره أصبح منطقة جيدة للدعاية الثورية التي تنتشر عبر روسيا ، وقد قال أحد البلاشفة أن الحرب ضد الألمان ، ستتحول إلى حرب أهلية .وفي غضون تلك الأحداث أنجبت ناتاليا صبيا وفتاة ، وأصبح الجيش متعبًا أكثر فأكثر وقد أنهكته الحرب ، ضد الجيش الأحمر ، وعندما اعتقد الجميع أن الحرب كانت على وشك التحول لحرب أهلية ، بدأت ثورة أكتوبر وانضم جريجور ميلكهوف إلى البلاشفة ، وكان لديه الكثير ليفعله لأنه أراد محاربة عدم المساواة والظلم ، على الرغم من أنه يؤمن بأنهم سوف ينهارون قريباً .وفي خضم تلك الأحداث ، تزوج يوجين ليستنيتسكي ابن العائلة الثرية ، وتخلّى عن أكسينيا ، فعادت إلى زوجها ستيفان الذي تم تحريره من الأثر وكانت ناتاليا حاملاً مرة أخرى بطفل جريجور ميلكهوف ، لكنها لم تكن راغبة في الحمل ، حاولت أن تنهي الحمل بعنف وانتهى بها الأمر وماتت .وفي النهاية تم تسريح جريجور ميلكهوف من الجيش وعاد إلى المنزل ، وهناك التقى بصهره إليا بنشوك إليا ، الذي كان يقود الثورة البلشفية في قريته ، وانضم جريجور ميلكهوف إلى عصابة ، ولكن سرعان ما تخلى عنها ، وهرب مع أكسينيا عشيقته القديمة مرة أخرى ولكن هذه المرة ، تم نصب كمين وقتلت أكسينيا ، وبينما كان يدفن جريجور ميلكهوف جسدها أدرك مدى الحياة المحزنة وغير العادلة .