مسرحية المفتش العام أو المفتش الحكومي هي واحدة من أشهر المسرحيات في الأدب الروسي ، من تأليف الكاتب الروسي نيكولا جوجول ، وهي مسرحية كوميدية ساخرة ، ينتقد فيها جوجول الفساد والبيروقيراطية وأيضًا جشع البشر الذي كان يسود روسيا الإمبراطورية ، وقد نشرها في عام 1836م ، وقد أدى نشر تلك المسرحية إلى غضب عارم في أوساط الصحافة الرجعية التي كانت تجامل القيصر ، على الرغم من أن القيصر نيقولا الأول قد تدخل بشكل شخصي مما سمح بعرض المسرحية في روسيا لأول مرة .ويعد جوجول من آباء الأدب الروسي وهو أوكراني الأصل ، وقد ولد في 1 أبريل 1809م وتوفي في 4 مارس 1852م .أحداث المسرحية
تحكي القصة عن مدينة روسية يحكمها مجموعة من المسئولين الحكوميين الفاسدين وعلى رأسهم عمدة المدينة، والذين يتنامى إلى علمهم في أحد الأيام أن هناك مسئول حكومي سري سيصل متخفيًا إلى المدينة للتحقيق في اتهامهم بالفساد ، فتسرى موجه من النشاط بين المسئولين لتغطية جرائمهم .ويتزامن مع هذا التقرير أو قبله بأسبوعين وصول موظف حكومي من سانت بيطرسبورغ إلى المدينة واسمه خليستاكوف ، ويقيم في نزل المدينة ، فيعتقد الجميع أنه هو المفتش السري .ومما أكد شكوكهم أن الموظف خليستاكوف قد مضى فاتورة الفندق الكبيرة باسم التاج ، يصبح العمدة وأصدقائه على يقين أن خليستاكوف هو الموظف المقصود بينما هو لا يدرك ذلك ، فيذهب إليه العمدة ويستقبله بحفاوة ويدعوه للبقاء في منزله ، كما يعرض عليه مكافآت ضخمة من العمدة وشركاؤه وأيضًا يطلب منه العمدة قروض للمدينة ، كما تتقرب إليه بشدة زوجة العمدة وابنته .وأيضًا يصل إليه مجموعة من تجار القرية الذين تعبوا من الرشاوي الكبيرة التي يطلبها منهم عمدة المدينة واحتقاره لهم ، ويتوسلون إلى خلستاكوف أن يطرد العمدة من منصبه ، ويندهش خلستاكوف من فساد العمدة ويقول أنه يستحق أن يقيد بالسلاسل ويرسل إلى سيبيريا ، ومع ذلك يطلب المزيد من القروض من التجار ويعدهم بتنفيذ مطلبهم .ويذهب العمدة الذي يشعر بالهلع إلى خلستاكوف حتى يترجاه أن لا يقبض عليه ، ولكنه حين يصل لمنزله يعلم أن خليستاكوف قد ارتبط بعلاقة عاطفية مع ابنته فيشعر الرجل بالسعادة ويقرض خلستاكوف مزيد من الأموال ، وأيضًا يطلب من مساعده إعداد قائمة بأسماء التجار الذين قدموا شكاوى في حقه لينتقم منهم ، وعند تلك النقطة يقول مساعد خلستاكوف أنه قد أصبح في خطر ولا يجب عليه أن يستمر في تلك التمثيلية ، فيقرر العودة إلى سانت بطرسبورغ .ويغادر بالفعل على متن عربة يقودها أسرع الخيول في المدينة ، ويذهب أصدقاء العمدة إليه لتهنئته بخطبة ابنته من المفتش العام ، ولكن يصل خطاب إلى مكتب بريد القرية باسم خلستاكوف ، ويكتشف العمدة من هذا الخطاب شخصية خلستاكوف الحقيقية ، وأيضًا رأيه فيه وفي أصدقاؤه الآخرين .ينفعل العمدة على أصدقاؤه ، ويخبرهم أنهم هم من وقعوه في هذا المأزق ، ولكن في تلك الأثناء يصل خطاب من المفتش العام الحقيقي إلى العمدة ويخبره أنه يريد مقابلته فورًا !