قصة نجاح محمد القزاز

منذ #قصص نجاح

محمد القزاز واحد من الرجال الذين حفروا اسمهم بحروف من ذهب في تاريخ المملكة ، لما قام به من أعمال خيرية خدمت الدين وخدمت الوطن ، فهو واحدًا من أبرز الرجال الذين سعوا لنشر الدعوة ، وقد أعطاه الله من المحبة ما يجعل الجميع يقدره ويحبه ويكن له كل الاحترام .الميلاد :
ولد محمد القزاز في مكة عام 1320هـ ، وتعلم في مكة القراءة والكتابة ، وحرص أهله على أن يتعلم القرآن وبحفظه في سن صغيرة ، وكان يتمتع بصوت جميل ويحسن الترتيل ، ورغم سنه الصغير إلا أنه كان إمامًا للمصلين في صلاة التراويح .كانت أسرته تعمل في مجال إعاشة الجنود ، وحين انتقلت الأسرة إلى الطائف انتقل معهم ، وكانت أسرته معروفة كثيرًا ، حتى أن منزل أخيه الشيخ أحمد القزاز كان منزلًا لأعيان مكة المسافرين إلى الطائف .الأسرة والنشأة :
كانت أسرة محمد القزاز من الأسر العريقة والمعروفة ، وكان معروف عنهم الكرم والضيافة الحسنة للضيوف ، وكان منزلهم قبلة الأعيان المسافرين ، وعملت الأسرة في صناعة الزجاج ، فكان حوش المنزل يحتوي على المهاريس والأفران والقوالب والنوافخ والملاقيط التي تستخدم في صناعة الزجاج.وفي عهد الدولة العثمانية كانت أسرة القزاز تصنع القناديل التي تستخدم في إضاءة الأبواب والأروقة ، وأيضًا إضاءة المسجد الشريف كوظيفة ثابته براتب شهري ، ويقال أن اسم القزاز يعني تاجر الحرير ، وهو ما يعني أن أسرتهم منذ البداية كانت تعمل في التجارة .وعملت الأسرة أيضًا في تصنيع القناديل ، التي كانت تستخدم في إضاءة الحفلات والاحتفالات كالزفاف والمولد ، وكانت القناديل في البداية تعمل بالزيت ، ولكن مع ظهور الكهرباء وانتشارها تم استبدال الزيت بمصابيح الإضاءة الكهربائية .العمل :
بدأ القزاز أو حياته العملية كأمين عام لصندوق وزارة المالية في منطقة الطائف ، ثم تولى منصب مدير مديرية المالية ، ثم انتقل إلى مكة ليتولى نفس المنصب فيها ، ومن ثم تم اختياره ليعمل كناظر عام للجمارك ، وكان حينها العمل في الواردات أكثر ، لأن في هذا الوقت لم يكن العمل بالنفط قد بدأ .تم تعيينه أيضًا كمساعد لمديرية شؤون الحج ، وتدرج حتى أصبح مدير شؤون الحج وكان هذا عام 1368هـ ، أيضًا تولى منصب مدير شئون الزراعة ، بعد تأسيسها مباشرة ، وكانت الثقة في محمد القزاز تتعدى حدود المملكة ، فقد تم اختياره من أجل إدارة مشروع إصلاح قبة الصخر في القدس .أهم المهام :
كان محمد القزاز رجلًا مميزًا بحق ، وقد أثبت أنه جدير بالثقة التي أوكلت إليه في كل مرة ، بدأت القصة حين كان القزاز مع أسرته يزور المسجد النبوي ، ويتحدث عن رغبته في السكن بجوار المسجد ، يتمنى أن يتقاعد وأن يأخذ راتب تقاعد ألف ريال .تعجب من حوله وأخبروه أنه مازال في سن الشباب على هذه الأمنية ، فأجابهم أن هناك شعور داخلي يسيطر عليه ، نحو هذه الرغبة بالتحديد ، بعد ستة سنوات نشرت الصحف في مصر أن هناك تصدع حدث في أعمدة المسجد النبوي .وبدأت الدعوات من أجل التبرع لإعمار المسجد ، ولكن الملك عبد العزيز رفض التبرعات ، وقال أن أهل المملكة أولى بترميم المسجد ، وأمر وزارة المالية أن تتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة إعمار المسجد.وبالفعل بدأت وزارة المالية في التخطيط لعملية إعادة الإعمار ، وتولى المقاولة محمد بن لادن ، والذي اشترط وجود شخص صاحب كفاءة من أجل تحمل الأمور الإدارية في العملية ، وبالتالي تم اختيار محمد القزاز للقيام بالمهمة .وبالفعل حقق الشيخ أمنيته وانتقل إلى المدينة المنورة ، وسكن بجوار المسجد النبوي ، ولم يتقاضى أجرًا من المهمة الشريفة التي تولاها ، حتى أنه حين تولى صيانة وإعمار المسجد الحرام وأيضًا مشروع قبة الصخر أيضًا لم يكن يتقاضى أي أجر .ولكن بعد أن وصل هذا إلى جلالة الملك قرر أن يفرض له راتب ليعول به أسرته ، وبالفعل أستمر هذا الراتب حتى وفاته ، ويقول العديد من الشهود الذين كانوا حاضرين في مرحلة إعمار المسجد النبوي والمسجد الحرام ، أنه لم يتقاضى ريال واحد لهذه المهمة ، حتى أنه كان يدفع للسيارة وللسائق من أمواله الخاصة .عُرف عن القزاز إخلاصه وإتقانه لعمله ، وبعده التام عن الطمع وأيضًا تفضيل عمله عن أي شيء أخر حتى لو كان راحته ، حتى أن إجازاته كان يقضيها بين المناطق الزراعية التي كان يتولاها من أجل أن يتفقد أحوالها ، ويحل المشكلات المتعلقة بها إن وجدت .أدوار القزاز في العالم الإسلامي :
كان للقزاز أيضًا دورًا هامًا في رابطة العالمي الإسلامي التي تكونت عام 1382هـ ، والتي كان مقرها في مكة المكرمة ، وقد اختاره حينها أمين عام الرابطة الشيخ محمد سرور الصبان ليكون أمين عام بالوكالة ، وحين توفي الصبان تولى القزاز المهمة .كان له دورًا كبيرًا أيضًا في عمليات تحفيظ القرآن حيث أنه أولى المسألة اهتمام كبير ، فقد أسس مدرسة لتحفيظ القرآن ، ومنحها الكثير من الوقت لتحقق النجاح ، وقد انتشرت فروع المدرسة في كافة أنحاء المملكة ، وقد أوقف القزاز للمدرسة عمارة في منطقة محلة الشامية في مكة المكرمة ، يدفع كل ما تدره العمارة إلى المدرسة .الوفاة :
توفي الشيخ عام 1409هـ وكان حينها في التسعون من عمره ، ومازال حتى يومنا هذا سيرته العطرة ، والإنجازات التي حققها في عقل أبناء المملكة ، حيث أن المؤرخين حرصوا على تخليد سيرته العطرة وذكراه الجيدة ومسيرته المليئة بالإنجازات .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك