الدكتورة سامية العمودي هي مثال للمرأة السعودية المسلمة القادرة على تخطى الصعوبات بإصرارها وإرادتها ، فقد استطاعت التغلب على مرض السرطان ، وقد تم اختيارها ضمن قائمة الأقوياء العرب.النشأة :
والدها كان من حضرموت ، وقد سافر في طفولته إلى أثيوبيا ليلتحق بالمدارس الإيطالية ، حين كبر عمل بالتجارة وعاد للمملكة وتزوج من مكة والدة الدكتورة سامية ثم انتقلوا للعيش بجدة ، ولم تكن والدة الدكتورة سامية قد أكملت تعليمها لذلك حرصت على تعليم بناتها ، وكان المجتمع الحضرمي في ذلك الوقت لا يهتم بتعليم البنات ولكن والد الدكتورة سامية كان حريص على تعليم بناته ، وكان يتباهى بذلك وينفق عليهن بسخاء.كما أن والدتها كانت تحرص على دراسة القرآن واللغة العربية ، التحقت بمدرسة دار التربية الحديثة في المرحلة الابتدائية وقد كانت متفوقة في دراستها منذ الصغر ، وحين وصلت للمرحلة المتوسطة أصيب والدها بمرض السرطان ، وقد كانت تلك الفترة مؤلمة بشدة لها مع أنها لم تكن تعى معنى السرطان ، لكنها كانت تتألم بشدة لمرض والدها ، ثم توفى بعدها وكانت تلك الفترة نقطة تحول في حياتها .بعد وفاة والدها لاقت الأسرة صعوبات مادية ، ولكن بفضل والدتها استطاعت الأسرة تخطى العقبات ، كما أن والدتها أصرت أن تكمل تعليمها برغم الصعوبات ، وفي الرحلة الثانوية اختيرت الدكتورة سامية كطالبة مثالية ، ثم التحقت بعد ذلك بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وتم اخيارها أيضا كطالبة مثالية بالجامعة ثم تخرجت عام 1981م ، وأثناء دراستها بالجامعة كانت تنشر مقالات طبية بالصحف لتبين أن طالبات الطب الفتيات لا يختلفن عن الأطباء الرجال .أزمات بحياتها :
مرت الدكتورة سامية خلال حياتها بعديد من الصعوبات ولكنها استطاعت أن تتخطاها بعزيمة وإرادة قوية ، كان من بين تلك العقبات أزمة العقم ، فحين تزوجت لأول مرة لم ترزق بالأطفال لسنوات فتم الطلاق وكان ذلك بمثابة جرحا لها .لكن حياتها لم تتوقف واستمرت في عملها ، وقد نصحتها إحدى أساتذتها بترديد دعاء (رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين) ، وقد من الله عليها بعد زواجها الثاني بإنجاب إبنيها عبد الله وإسراء ، أما الأزمة الثانية فقد كانت إصابتها بمرض سرطان الثدي عام 2006م ، تلك الأزمة التي أثرت كثيرًا على حياتها ولكنها استطاعت أن تتخطاها وتحول المحنة إلى منحة .مرحلة جديدة :
شكل إصابة الدكتورة سامية بمرض السرطان نقطة تحول جديدة بحياتها ، فقد أصرت على نشر تجربتها مع المرض بعمودها الأسبوعي لتوعي الناس ، وتدعم فضية سرطان الثدي بالرغم من أن الكثيرين نصحوها بعدم فعل ذلك .لاقت مقالات الدكتورة سامية صدى واسع لم تكن تتخيله ، فتمت دعوتها لمشاركة في برنامج الشراكة الشرق أوسطية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة برعاية صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان عام 2007م .الجوائز والمناصب :
وقد حصلت الدكتورة على جائزة أشجع امرأة عام 2007م ، وهي أول سيدة عربية تحصل على تلك الجائزة ، وقد التقاها السفير عادل الجبير بمكتبة بعد تلقي الجائزة ، كما تم اختيارها من قبل مجلة أرابيان بيزنس ضمن قائمة الأقوياء العرب في الأعوام 2012م،2013م ، 2014 م ، 2015 م .كما تم تكريمها من قبل جمعية زهرة لسرطان الثدي ، ودعوتها من قبل منظمة اليونسكو لتلقى كلمة عن دور المرأة العربية في الطب والعلوم ، وتم تكريمها في واشنطن في مارس 2008م من قبل مؤسسة سوزان ج كومن للعلاج ، وتم تعيينها مشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 2008م.تم تكريمها في حفل جائزة المفتاحة لعام 2009م من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز من إمارة عسير ، وتشغل أيضا السيدة سامية حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي .وهي استشارية أمراض نساء وتوليد وعقم بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، وقد حصلت سابقًا على منصب وكيلة الكلية ، كما أنها عضوه بالجمعية السعودية الخيرية لسرطان الثدي .