قصة البدوي ذو الحاسة السادسة

منذ #قصص نجاح

قد يهب الله للفرد قدرات لا يهبها لغيره من بني جنسه ، وبطل قصتنا اليوم يمتلك واحدة من تلك الهبات الربانية إنه لا يتوه في الصحراء أبدًا ، ويستطيع أن يتذكر كل شيء يمر به منذ عشر سنوات ، فلديه ذاكرة مدهشة جدًا .من هو خميس رمثان :
إنه أشهر دليل للصحراء في الجزيرة العربية كلها ، بل وفي تاريخنا الحديث ، وُلِد في بداية القرن العشرين بمنطقة الأحساء ، وكان مرشدًا ، وجغرافيًا ماهرًا ، كان يقوم بتوضيح الطرق بكل دقة في الصحراء ، وكشف الدروب للمسافرين .وكان يقوم بتحديد أماكن تواجد المياه جيدًا في أماكن يصعب على الفرد العادي الاهتداء إليها ، وقد كان مجال شهرته أكثر في المنطقة الشرقية بشكل خاص ، والجزيرة العربية بشكلٍ عام ، حيث كان يهتدي بالنجوم لمعرفته بالطرق ، وكان يقطع الربع الخالي ذهابًا وإيابًا دون أن يضيع .دور خميس في اكتشاف أول آبار النفط في المملكة مع الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي :
إن من أهم أسباب ذيوع اسم خميس وانتشاره بين المشتغلين في مجال البترول هو مساهمته في أعظم الاكتشافات في مجال النفط في المملكة مع الجيولوجيين الأمريكان ؛ نظرًا لشهرته بمعرفته الموسوعية بكل خطوة في منطقة الجزيرة العربية مِن كل اتجاهاتها مِن شمالها إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها ، لذاكراته القوية التي يعتمد عليها فقط دون خرائط أو أجهزة.إن لخبرته الطويلة عن الأماكن ، ودرايته بمكنونات الأرض وطبقاتها في مختلف أماكن المملكة ، الأثر الأكبر في رأي الحكومة أن تعينه مرافقًا ، ودليلًا لجيولوجي شركات النفط ، فرافق بعثة الشركة الحاصلة على امتياز التنقيب عن الزيت في شرقيّ المملكة ، وبعدها عمل مع شركة أرامكو التي عُين فيها موظفًا رسميًا عام 1942م ، واستمر بها حتى وفاته .حكاية اكتشاف أول آبار نفط في المملكة ، بئر الدمام رقم 7 في 4 مارس مِن عام 1938م بعد اليأس والفشل :
بعد خمس سنوات من الحفر المتتابع ، والتنقيب المتواصل ، وبعد حفر تسع آبار ، وبحث مكثف ، عن الزيت في المملكة ، عن طريق الشركات الغربية وقتها ، وفي آخر اللحظات التي تم فيها إبلاغ فريق البحث بالتوقف ، كانت المفاجأة التي قلبت حسابات الفريق حيث اكتشف خميس ذلك البئر هو وزميله ، وساعد هذا الاكتشاف في المزيد من البحث ، واكتشاف المزيد من الآبار.أثر اكتشاف البترول على اقتصاد المملكة :
وانتقلت المملكة إثر هذا الاكتشاف نقلة كبيرة في اقتصادها ، فاختلفت سبل الحياة الاجتماعية بشكل ملحوظ ، وكذلك الحياة السياسية ، وفي كثير مِن المجالات ، وبدأت المملكة تدخل حقبة جديدة مِن الصناعة التي تعتمد على النفط ، ولاحقًا أطلق الملك عبد الله على هذه البئر اسم بئر الخير ، وتقديرًا لخميس بن رمثان فقد أطلقت أرامكو في عام 1974م اسمه على أحد حقول النفط المهمة.اختيار شركة أرامكو لشخصية خميس بن رمثان لتمييز جناحها وثناء مشرف جناحها المهندس عبد العزيز المقيطيب عليه :
قبل أكثر من سنة وفي إحدى المعارض اختارته الشركة كشخصية تميز جناحها ، وقال عنه مشرفها إن خميس هو أول دليل عمل في الشركة ويسمى قصاص الأثر ، وقصاص الأثر موهبة من الله ، ويعود له الفضل بعد الله في هذا الرخاء الذي تعيشه المملكة .مما قيل عنه في كتاب القبة الزرقاء ألفه الجيولوجي الأمريكي طوم بارغر :
في هذا الكتاب ذكر المؤلف أن خميسًا لا يتوه خميس أبدًا في الصحراء ؛ لأنه بالإضافة إلى حاسته السادسة ، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ ، كان لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر دغلة كان قد مر بها وهو شاب ، او اتجاه موقع بئر ، سمع عنه قبل عشر سنوات.وفاته :
توفي بعد صراع طويل مع مرض السرطان ، وذلك في مستشفى أرامكو بالظهران عام 1959م.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك