يثبت الشباب العرب دائماً أنه قادر على العطاء والابتكار ، وأنه لا يقل ذكاءًا ولا طموحًا عن الشباب الغربي ، وأنه إذا ما توفرت لديه الإرادة والبيئة المناسبة يستطيع أن يقدم الكثير.ويعتبر حسام الزواوي رمزًا للشاب العربي الذي يجب أن يتخذه أبناء جيله كقدوة على السعي من أجل طلب العلم وتحقيق النجاح ، فالبرغم من أنه مازال في العقد الثالث من عمره إلا أنه أستطاع أن يقدم للعالم أبحاث عن البكتيريا تساعد في إنقاذ آلاف الأرواح حتى أُطلق عليه لقب محارب البكتيريا ، وقد احتفى به العالم حيث خصصت مجلة التايم الأمريكية صفحة كاملة للحديث عن أبحاثه .بدايته :
ولد حسام الزواوي بالمملكة وقد تلقى تعليمه فيها ، وقد كان والده يهوى تربية النحل ، كان حسام في السابعة من عمره حين زارهم صديق لوالده ، أهدى الزائر لوالد حسام ميكرويسكوبًا ليستخدمه في فحص حبوب اللقاح ، ولكن الوالد لم يستخدمه .دفع الفضول حسام وشقيقته إلى اللعب بميكروسكوب الوالد ، وفي البداية كان يضع تحت عدسته النمل فيراه كبيرًا ، سحر الميكروسكوب حسام وبدأ يكتشف العالم من خلاله ، وبدأ يراقب الأجسام الصغيرة فاكتشف عالمًا جديدًا تحت عدسة الميكروسكوب .بعد أن أتم حسام دراسته الثانوية ، التحق بكلية العلوم ، وقد اختار دراسة علم الأحياء الدقيقة ، وبدأ يتعرف على أنواع البكتيريا وقد اهتم بدراسة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والميكروبات المسببة للأمراض المعدية .الأبحاث :
بعد التخرج عمل حسام كأخصائي بأحد المختبرات ، وهناك أدرك أن البكتيريا المسببة للعدوى ، والمؤدية للوفاة ، والتي قد زال خطرها باكتشاف المضادات الحيوية ، عادت لتهدد البشرية من جديد بشكل أكثر ضراوة ، حيث أدى الإسراف في تناول المضادات الحيوية إلى ظهور أجيال جديدة من البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية .سافر حسام بعد ذلك إلى أستراليا للعمل كباحث بجامعة كوينزلاند ، وهناك في مختبرات الجامعة قام بعدة أبحاث هامة عن طرق الكشف السريع عن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ، وقد حقق نتائج مذهلة لم يصل إليها أحدًا من قبل .بدأ حسام أبحاثه بإنشاء شبكة بحثية بين عدة مستشفيات في دول مجلس التعاون الخليجي وهي الشبكة الأولى من نوعها ، والهدف الرئيس من تلك الأبحاث هو سرعة الكشف عن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وبناء صورة عامة عنها لإيجاد العلاج المناسب لها ، وإن كان من غير الممكن القضاء تمامًا على البكتيريا ولكن سرعة الكشف عنها يساهم بشكل كبير في علاجها.التكريمات :
فاز حسام الزواوي في 2010م بجائزة التفوق العلمي من جامعة جريفيث Griffith University Award for Academic Excellence ، كما فاز أيضًا بجائزة الرولكس للمشاريع الطموحة وهي جائزة تقدمها شركة رولكس كل عامين لخمسة أشخاص مبادرين بهدف الاحتفاء بهم ودعم جهودهم في مواجهة التحديات العالمية الكبرى ، وقد حصل على الجائزة من بين 1500 مرشح.كما كرمته أيضًا جريدة التايم الأمريكية بأن نشرت صفحة مطولة عنه من مركز كوينزلاند للأبحاث السريرية ، بوصفه واحد من ضمن قادة الجيل القادم حيث يقدم أبحاثًا ابتكاريه في حماية الإنسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية .كما صنفته مجلة آربيان بيزنس كواحد من أنجح مائة شخصية عربية تحت سن الأربعين ، كما هنأه مبعوث خادم الحرمين في أستراليا ونيوزيلندا نظير نجاحاته وأبحاثه ، ومازال حسام يعمل على أبحاثه ليحقق المزيد ، آملًا أن يحقق المزيد من التقدم في مجال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ، كما يتمنى أن يلقى مزيدًا من الدعم الخليجي لأبحاثه .