هناك مثل شهير يقول لا يباع الحطب قبل قطعه ولا يباع السمك قبل صيده ، فالنجاح في مجالات الحياة المتنوعة عامة يتطلب الصبر والمحاولة لحين الوصول للهدف المنشود ، والنجاح في مجال التسويق بصفة خاصة يتطلب التأني والصبر للحصول على المنتج الجيد ومن ثم بيعه .والتسويق لا يمكن اعتباره وظيفة مستقلة بذاتها في أي شركة بل هو جزء من كل الوظائف الموجودة بالشركات والمؤسسات الناجحة ، ويعتمد النجاح في عملية التسويق على تحقيق الربح المعنوي المتمثل في إرضاء العميل ، والذي يدر بدوره الربح المادي كما يقول فيليب كوتلر رائد التسويق في العالم .ولد كوتلر في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٣١م بولاية شيكاغو وهو من أصل أوكراني حيث هاجر والده من أوكرانيا إلى شيكاغو عام ١٩١٧م واستقرا بها ، ويعد فيليب كوتلر أكثر من اخترع نظريات للتسويق في العالم حيث كتب أكثر من 57 كتابًا عن التسويق ، وهي كتب عظيمة بها محتوى تعليمي قادر على تطوير فكر أي إنسان يريد النجاح في التسويق .كما حصل فيليب على 14 درجة علمية فخرية من جامعات عالمية ، لذلك لقب بأبو التسويق لأنه قدم ما لم يقدمه أحد في هذا المجال من علم وفير في كيفية القيام بالتسويق ، وتكريمًا لهذه الجهود التي بذلها كوتلر طبعت اندونيسيا طابع بريد يحمل صورته الشخصية .وقد بدأت رحلة كوتلر عندما تخرج من جامعة شيكاغو وحصل على شهادته الجامعية في الاقتصاد عام 1953م ، واستمر في الدراسة حتى حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ام أي تي ودرس بعدها الرياضيات والعلوم السلوكية ليطور مجال التسويق والتعامل بين كل من البشر ، ويستطيع تسويق المنتجات وإدارة الأموال بأفضل طريقة .ثم قام بعدها بتدريس التسويق الدولي في جامعة كيلوج ، وأصبح يلقي العديد من المحاضرات في فن التسويق وذلك بدايةً من عام 1965م ، وسافر إلى العديد من الدول ليقدم الاستشارات لأكبر شركات العالم الموجودة بها ، ولم تقتصر استشاراته على الشركات فقط بل امتدت لتشمل الحكومات ، فكان يساعدهم على إدارة العملية التسويقية وزيادة الأرباح .وقد نشر أول كتاب له تحت عنوان إدارة التسويق ، طبع منه 15 نسخة وأصبح أكثر كتاب يدرس في الجامعات حول التسويق ، ويقول فيليب كوتلر أن أول ظهور لكلمة تسويق كانت في جريدة تم نشرها بإنجلترا عام 1652م حيث كان المقال المنشور بها يتكلم عن مزايا شرب القهوة .وكانت الجريدة تقوم بتسويق قهوة معينة عن طريق ذكر مزايا شربها ، وكان كوتلر يعتبر أن تلك الطريقة واحدة من الطرق المميزة في عملية التسويق ، فالشركات لم يكن بها قائمين على هذا العمل في البداية ، ولكن كان البائعين هم من يقومون بهذا العمل ، عن طريق عمل بعض الدعايات للترويج لمنتجاتهم .ولكن التسويق ظهر كمجال متخصص في أقسام مبيعات بعض الشركات في البداية ، ثم أصبحت الشركات بعد ذلك تقوم بتوظيف متخصصين فقط في التسويق لإدراكهم أهمية هذا العمل ، ويركز كوتلر في نصائحه المستمرة للشركات الكبرى والأفراد على قول أن ربح أي شركة يقوم على سعادة ورضا العميل بشكل مباشر أو غير مباشر .ولهذا يجب علي المؤسسات أن تبحث عن كل ما يرضي ويسعد العميل حول المنتج ، فالتسويق هو كل شيء وبدونه لا يعرف العميل أي شيء عن المنتج ولذلك لا تحدث عملية الشراء ، وذلك لأن تسويق المنتج للعميل هو محور العملية كلها .وهناك العديد من المبادئ التي وضعها كوتلر لنمو وتطوير أي شركة وهي :
أولًا يجب أن تصنع عملاء يحبون منتجك لكي يستمروا في شرائه ، ولكي تزيد حصصك بالسوق يجب عليك شراء حصص منافسيك ، ثانيًا يجب أن تبتكر وتطور منتجك للوصول إلى العميل بأسهل طريقة وبأفضل صورة ، وأن تختار أسواق سريعة النمو لأنها أفضل طريقة لجمع المال .ويقول كوتلر في واحدة من كلماته : كلما عظمت وكبرت شركتك يجب عليك أن تهتم بالمسؤولية المجتمعية ، وذلك كي تساعد المجتمع على التطور ، وبهذا تحوز علي الثقة المطلقة في منتجاتك من قبل الشعوب ، ولكن في البداية يجب أن يكون هدفك الأساسي هو إرضاء العميل وتقديم أفضل منتج بأفضل طريقة ممكنة .