حينما يدب الإبداع والابتكار في ثنايا الإنسان فإنه لا يعترف بسن معين أو جنس خاص ، إنه الإبداع الذي يخلقه المولى عز وجل في نفوس البشر ويختلف في درجته تبعًا لكل شخص ، ويمتلئ العالم العربي بالمبدعين الناجحين في كافة المجالات ، ولكن حينما يطل الصغار بثوب المبدعين العظام فإن الأمر يختلف كل الاختلاف حيث أنه يستدعي التأمل والشعور بالفخر بهؤلاء العظماء الصغار الذين أصبحوا كبارًا بمواهبهم وإبداعاتهم الخاصة .أصغر عالم عربي هو طفل من دولة الإمارات العربية المتحدة يُدعى أديب سليمان البلوشي ، وهكذا حصل على لقب عالم وهو لم يتخطى بعد سن الثانية عشر عامًا ، كما حاز على لقب آخر وهو “المخترع الإماراتي الصغير” وذلك لقدرته الإبداعية على اخترع بعض الأجهزة المهمة والتي تبدو معقدة في صناعتها وفكرتها ، ولكنها وقفت خاضعة أمام فكر وذكاء أديب البلوشي .البداية ..
تحدثت والدة أديب عما شعرت به منذ أن كان أديب جنينًا تحمله في أحشائها حيث قالت أن الأطباء أخبروها أنها مصابة بفيروس التكسوبلازما ؛ والذي يتسبب في إصابة الجنين بتشوهات خلقية قد تصل نسبتها إلى 70% ، وأوضحت الأم أنها كانت مؤمنة بقضاء الله تعالى ورفضت فكرة إجهاض الجنين .أكدت والدة أديب أيضًا أن زوجها أعانها على قرارها بعدم الإجهاض وذلك لأنه مصاب بمرض شلل الأطفال ؛ حيث أخبرها أن والده لم يتخلى عنه منذ ولادته فلماذا هو يتخلى عن ابنه ، وهكذا مضت أشهر الحمل وهي تتردد على الأطباء الذين بلغ عددهم أكثر من 17 طبيب وجهة علمية ، وجميعهم قد أكدوا أن الجنين أنثى وحاملة لفيروس التكسوبلازما ، ولكن الأم لم تيأس وسافرت إلى ألمانيا وهناك أكد لها أحد الأطباء أن الطفل ذكر وهو معافى تمامًا من أي مرض ، ومرت الأشهر تباعًا حتى وضعت مولودها النابغة أديب البلوشي .ذكاء أديب ..
تميز أديب منذ صغره بالذكاء الشديد الذي كان ملحوظًا في كل سلوكياته ودقة خطواته وهو ما استطاع الأهل أن يكتشفوه سريعًا ، ومن مواقفه التي تدل على إبداعه حينما كان مع والده في نزهة على أحد الشواطئ ، وهناك طلب من والده أن ينزل البحر ولكن الوالد اعتذر لأنه يرتدي جهازًا في ساقه ، وكانت المفاجأة في ذلك الوقت أن أديب أخبر والده أنه سيقوم باختراع ساق مضادة للصدأ ، كما فكر بأن يستخدم معدن آخر يكون أخف وزنًا من الحديد ، وهكذا بدأت رحلة بحثه العلمية ليطلق الشرارة الأولى من إبداعه .القراءة والبحث العلمي ..
تحتل القراءة مكانة خاصة جدًا في حياة أديب حيث أن أسرته تمتلك مكتبة كبيرة في البيت كما أن هناك مكتبة عامة بالقرب من مكان المعيشة ، يقرأ أديب يوميًا ساعة في مجال الأدب الإنجليزي والتكنولوجيا والعلوم ، كما يقضي نحو 6 ساعات كاملة في البحث العلمي عن طريق استخدام الانترنت والكتب ، كما أن أديب يهوى السباحة وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا .اختراعات أديب ..
قدمّ أديب للإنسانية أكثر من عشر اختراعات مفيدة منها ذلك الجهاز الذي أعلن عنه لوالده الخاص بمرضى شلل الأطفال وهو كرسي مضاد للماء ومتصل بالشرطة والمنزل عبر الأقمار الصناعية ، كما قام باختراع عصا خاصة بالمكفوفين وهي تحتوي على نغمات خاصة من أجل التنبه أثناء المشي ، وقام أيضًا باختراع حزام أمان يعمل على قياس نبضات القلب لدى السائقين ويقوم بإنذار أسرة السائق أو الشرطة في حال توقف القلب أو تزايد الضربات عن المعدل الطبيعي .تكريم أديب ..
حصل أديب على لقب السفير الدولي للتعليم والسلام لمنظمة ايما للسلام وذلك على المستوى العالمي ، كما حاز على العديد من الجوائز والميداليات وذلك تقديرًا لابتكاراته المتقدمة ، كما تم الإعلان عن مركز يحمل اسمه تحت عنوان “مركز أديب البلوشي لمحاكاة الأجيال” ، وهكذا يمضي الصغير بخطوات تسبق الزمان ليصل إلى أعلى مكانة في سن مبكر .