صدق أو لا تصدق بائع عصير يتحول إلى مالك أكبر سلسلة فنادق العالم ، إنه جون ويلارد ماريوت الذي ولد عام 1900م بمدينة أوغدن بالولايات المتحدة الأمريكية ، بدأ جون حياته بمهنة بيع عصير الليمون للزوار الذين يأتون لزيارة الكابيتال هيل في الصيف الحار ، وهو أكبر حي سكني تاريخي في مدينة واشنطن .وكان لجون أسلوب جميل في البيع لزبائنه حيث كان يقابلهم بابتسامة جميلة ويفتح معهم بعض الحوارات السريعة ، وكانت معظم الزبائن تشتكي له من ردائه الطعام والغرف بالفنادق التي يقيمون بها ، الأمر الذي جعله يفكر جديًا في فتح مطعم يقدم فيه وجبات جيدة لزوار المكان .وبالفعل بعد فترة من بيع العصير وجني الأموال استطاع جون أن يفتتح مطعم للوجبات الساخنة ، وكان يتقاسم فيه الأرباح مع موظفيه بطريقة عادله ، مما جعل كل من يعمل معه يشعر بالرضا والسعادة ، وبهذا ضمن جون تقديم خدمة متميزة للزبون لا تجعله يغضب أو يستاء من المكان كما كان يحدث من قبل في المطاعم الأخرى .وقد جعل هذا الأسلوب الرائع الكثير من الطهاة والعمال يرغبون في العمل معه ، حتى نجح مطعمه بشكل كبير وامتد نجاحه بعد ذلك ليفتتح عدد أكبر من المطاعم ، التي استطاعت أن تثبت وجودها في السوق بشكل مبهر ، وكان لجون ماريوت حلم يريد أن يحققه وهو أن يفتتح فندق خاص به .وبالفعل كان افتتاح الفندق هو الخطوة التالية حيث استطاع جون ويلارد أن يحقق حلم حياته و يفتتح فندق نظيف ومرتب ، تقدم فيه أفضل الأطعمة الساخنة لفترة تجريبية لمدة 3 أشهر بهدف الحصول علي أراء ومقترحات وشكاوى العملاء ، وبالفعل درس كل المقترحات والشكاوى وقام على إصلاحها ، فقد كانت لديه طريقة مميزة في الإدارة جعلته يتربع على عرش إدارة الفنادق بحق .ثم بدأ الافتتاح الرسمي لأول فندق من فنادق ماريوت بعد ذلك ، ونجح نجاحًا باهرًا لأنه قدم الأفضل لعملائه في كل شيء ، من نظافة وطعام جيد ومعاملة من أفضل ما يكون ، وكان هذا الافتتاح هو بداية سلسلة فنادق ماريوت الشهيرة المنتشرة حول العالم .وقد بدأ جون رحلته في الثلاثينيات من القرن المنصرم إلى أن أصبح أحد أهم العلامات التجارية للفنادق في العالم أجمع ، والعجيب فعلًا في قصة نجاح جون ماريوت أنه شعر بالتعب الشديد في بداياته وكان هذا عام 1935م ، وبعد عدة فحوصات أخبره الأطباء أنه مصاب بمرض سرطان الغدد الليمفاوية ، وأن أمامه عدة شهور فقط كي يعيشها .ولكن لا يعلم العمر إلا الله سبحانه وتعالى فقد عاش جون لمدة 50 عامًا بعد إصابته بالسرطان ! وتوفي عام 1985م بعد حياة حافلة بالجهد والعطاء والانجازات ، ترك لنا منها سيرة عظيمة يحتذى بها ومثالًا رائدًا في الإدارة والنجاح ، ويقود شركة ماريوت الآن بيل ماريوت والرئيس التنفيذي أرني سورنسون .وتمتلك الشركة أكثر من 4087 فندق حول العالم في أكثر من 80 دولة ، وفي عام 1995م كانت ماريوت الدولية هي أول شركة حول العالم تقدم للزبائن خيار الحجز على الانترنت ، وفي عام 2010م أعلنت شركة ماريوت عن خطط لإضافة أكثر من 600 فندق بحلول عام 2015م .وكان الجزء الأكبر من الإضافات مقرر إقامته في الأسواق الجديدة بالهند والصين وجنوب شرق آسيا حيث كانت ماريوت تخطط لتملك 100 عقار فندقي آنذاك ، ومن أكثر الأشياء التي لفتت النظر لفنادق ماريوت هو ما حدث في عام 2012م ، عندما أعلنت موسوعة غينيس للأرقام القياسية رسميًا أن فندق الخمس نجوم ماريوت ماركيز بدبي هو أطول فندق في العالم .وفنادق ماريوت هي أول سلسلة فنادق تقدم طعام خالي من الدهون غير مشبعة في كل منشآتها بأمريكا الشمالية ، وتلك الفنادق بأميركا معروفة بوضعها نسخ من كتاب المورمون بالإضافة للإنجيل في الغرف ، وكتاب المورمون هذا هو عبارة كتاب مقدس لكنيسة يسوع المسيح القديسي الأيام الأخيرة ، والذي كتبه جون سميث مؤسس الكنيسة اليسوعية والذين يعده أتباعه نبيًا من الأنبياء ويعتقدون أن كتابه يحتوي على كتابات الأنبياء القدماء الذين عاشوا في القارة الأمريكية من حوالي 2200 قبل الميلاد .ولعل اهتمام فنادق ماريوت بالطعام الروحي والجسدي لنزلائها من أكثر أسباب نجاحها وتربعها على عرش ريادة الفنادق في العالم ، فقد كان بالأمس حلمًا صار اليوم واقعًا ومي يستمر لا بد من حسن الإدارة والاهتمام براحة النزلاء فقد كان هذا هو شعار جون ماريوت الذي أصبح بسعيه صاحب أكبر علامة تجارية مميزة في أنحاء العالم .