يعتبر مؤسس شركة زارا للملابس هو أغني رجل في أسبانيا وفي أوروبا كلها ، ويدعى أمانسيوا أورتيجا حيث قدرت ثروته عام 2015م بـ 65 مليار دولار ، وتعد شركته أشهر شركة في تجارة الملابس والإكسسوارات حول العالم .ولد أمانسيوا أورتيجا عام ١٩٣٦م في شمال أسبانيا بقرية فقيرة ، وكانت والدته تعمل خادمة لتوفير الطعام لأسرتها ، أما والده فكان يعمل بالسكة الحديد ، وعندما بلغ أمانسيوا عامه الـ ١٣ كان يعمل بمحل صغير لبيع الملابس بعد الدراسة .وفي عام 1972م افتتح أول محل له مع فتاة من أقاربه تسمى روزاليا ميرا ، وكانوا يبيعون به الملابس التي يصنعها أورتيجا وتطرزها روزاليا التي أصبحت زوجته فيما بعد ، وكانت تلك الملابس تشبه الماركات العالمية آنذاك .واختار أمانسيوا اسم زوربا لمحله وشركته التي أنشئها نسبة إلى فيلم زوربا الشهير ، ولكنه وجد محل لبيع الخمور بالقرب منه يحمل نفس الاسم فقام بتغييره إلى زارا ، وكان كل تفكير أمانسيوا حينها ينصب على أسلوب غير تقليدي لتسويق منتجاته من الملابس .فكان يقدم الكثير من التصميمات الجديدة التي تشبه الماركات العالمية باستمرار ، حيث كانت بيوت الموضة والأزياء تطرح موديلاتها الجديدة كل عدة شهور ، ولكن أورتيجا وزوجته كانا يقومان بطرح موديلاتهم الجديدة كل أسبوعين فقط ، وسميت طريقته تلك بالموضة الفورية .ثم توسعت فروعه بإسبانيا بعد ذلك وأعطى حرية لكل فرع بتعديل الموديلات حسب الموضة الرائجة في المكان المحيط ، ووصل إنتاجهم السنوي إلى 12 ألف موديل جديد للملابس ، وكان كل مدير فرع يحقق أهداف بيعه الشهرية يحصل علي عمولة تعادل ضعف راتبه .وأخذ إقبال الناس يتزايد على محلات زارا لبيع الملابس ، وذلك ليروا كل ما هو جديد وعصري ، وكان قرب منافذ البيع من خطوط الإنتاج أحد عوامل نجاح شركة زارا ، فقد أدى هذا لسرعة عرض المنتجات الحديثة وسهولة وصولها للزبائن .وتوسعت تجارة شركة زارا فيما بعد حيث افتحت لها منافذ في البرتغال وتركيا والمغرب ، ووصل بها الحال إلى أن أصبح كل موديل جديد من موديلاتها لا يأخذ أكثر من 3 أسابيع من تصميمه حتى عرضه ، على عكس باقي بيوت الأزياء التي كانت تأخذ أكثر من 6 أشهر للإعلان عن الموديل .ومن عوامل نجاح زارا أيضًا عن غيرها من الشركات تميز موديلاتها واختلافها ، وملائمة أسعارها تمامًا فهي ليست غالية ولا رخيصة انما متوسطة وتناسب مختلف الدخول ، والتصميمات بزارا فيها نوع من الحداثة والتجدد بسبب أنها تعرض كل أسبوعين فدائمًا ما يكون هناك الجديد .وفي عام 2010م أطلقت الشركة متجر الكتروني يقدم الخدمات للجميع ، وكانت شخصية أورتيجا تميل إلى الابتعاد عن الشهرة والأضواء فكان يعمل وسط العاملين في غرف التصميم مع القماش ، ورغم ثرائه وكثرة العاملين بشركته إلا أنه كان يفضل دائمًا أن يعمل بنفسه .وفي عام ٢٠١١م تقاعد أورتيجا وترك أمور الشركة إلى بابلو ايسلا الرئيس التنفيذي للشركة ، وقد تم طرح الشركة في البورصة وارتفعت أسهمها أكثر من 10 مرات ، ويبلغ نمو ثروة أورتيجا في العام حوالي مليار دولار .وتعد العلامة التجارية زارا من أفضل الماركات العالمية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم ، ويعمل بالشركة حوالي 80 ألف عامل وتمتلك الشركة 7000 فرع حول العالم في أكثر من 89 دولة ، منها 450 محل في الصين فقط والتي تعد أكبر أسواق الشركة ، لتتربع بذلك على عرش صناعة الملابس .