قصة مارثا ستيوارت

---

النجاح والسعادة تكمن بداخلك فأنت وحدك القادر على تبديد ظلمة نفسك وإسعادها ، رغم كم المواقف العصيبة التي قد تمر بها ، فالسعادة قرار والنجاح قرار وأنت لا سواك من يستطيع اتخاذ القرار ، من هنا نتحدث عن مارثا ستيوارت وهي كاتبة ومقدمة برامج تليفزيونية شهيرة ، وتعتبر من أهم سيدات الأعمال بأميركا ويطلق عليها ملكة التدبير المنزلي ، كما أنها من أشهر الشيفات وبرامجها الحوارية يتم بثها في جميع أنحاء العالم .ولدت مارثا بنيوجيرسي بأميركا وسط خمسة من الأشقاء عام 1941م ، وهي من أصل بولندي علمتها والدتها الطبخ والحياكة منذ صغرها ، كما تعلمت من أجدادها أيضًا فن التعليب ، وكان والدها يحب البستنه والزراعة فعلمها الكثير عن البستنه ، وكانت بمدرستها تحب الصحافة المدرسية والفن ، كما أنها اهتمت في ذلك السن الصغير بمجال الأزياء وقدمت إعلانات لبعض المجلات المهتمة بالموضة .وكل هذا المهارات كانت تختلف تمامًا مع دراستها حيث درست تاريخ الفن والهندسة المعمارية ، وفي عام 1961م تزوجت من اندي ستيوارت وأنجبت منه طفلتها ألكسيس ستيوارت ، وفي عام 1989م انفصل الزوجان ولكنها لم تتزوج بعدها مرة أخرى ، رغم أنها كانت تواعد تشارلز ستيوارت ، ومارثا ستيوارت من أشد المعجبين بالحيوانات الأليفة مثل كلاب البلدوج والقطط لدرجة أنه في عام 2012م أعلنت خبر وفاة أحد كلابها ويدعي قوبلاى خان تشاو عبر حسابها الرسمي عن عمر 12 عام .ودخلت مارثا وزوجها عالم البورصة عام 1967م ولكنها تركت المجال في عام 1973م ، لقضاء وقت أطول مع ابنتها حيث انتقلوا لموطن جديد بولاية كنيتكيت وقاموا بشراء مزرعة كبيرة ، وهناك بدأت تنتبه لموهبتها في الترتيب والتزيين وإعداد الطعام ، وبالفعل أطلقت مشروع من داخل منزلها وهو إعداد الأطباق الخاصة وتنفيذها حسب الطلب ، ولاقت استحسان الكثيرين وزاد الطلب علي وجبات مارثا الشهيرة ، ونتيجة لهذا طلبت منها إحدى دور النشر المشهورة حينها باسم مجموعة كراون تأليف كتاب عن الطهي .وبالفعل نال كتاب Entertaining لمارثا انتشار منقطع النظير وازدادت شهرة مارثا كثيرًا بعدها ، واستمرت في نشر كتب خاصة بالطهي ككتاب

وجبات مارثا ، ومشهيات مارثا ، وأيضا أكلات مارثا ستيوارت، ووجبات مارثا السريعة ، وحفلات الزفاف ، وغيرها

، وانتشرت مقالاتها بالصحف وظهرت في برامج عديدة مثل برنامج أوبرا وينفري شو ، ولارى كينج لايف ، وفي عام 1990م أدارت مجلة باسم مارثا ستيوارت للحياة ، وحقق أول عدد للمجلة   250 ألف نسخة وزاد العدد عام 2002م إلى 2 مليون نسخة .ومن هنا بدأت ببرنامج تلفزيوني على شاشة cbs التي قدمت من خلالها برامج حوارية كثيرة ، حتى تصدرت الصفحة الأولى لصحيفة نيويورك التي وصفتها بأنها المرأة الأمريكية بلا منازع ، وبدأت تشتري مارثا المشاريع التلفزيونية وتسوق لمشاريع متصلة بفريقها الخاص ، ودمجت كل مشاريعها باسم مارثا ستيوارت ليفينج ، وساهمت تلك الشركة في البورصة الأمريكية وحقق السهم ارتفاع ملحوظ من 18 دولار إلى 38 دولار فجعلها هذا من المليارديرات بالبورصة .وفي عام 2001م باعت جميع أرباح أسهم شركتها بالبورصة ، وفي اليوم التالي للبيع انخفضت قيمة الأسهم بنسبة مخيفة ، وعام 2002م استقالت من  مجلس إدارة البورصة بعد ما تم توجيه لها من تهم من قبل النيابة بالغش في الأوراق المالية ، وحظيت محاكمتها بتغطية إعلامية جبارة ، ودعاية كبيرة استمرت لمدة خمسة أسابيع وتمت إدانتها ، وحكم عليها بالسجن لمدة خمسة أشهر في إصلاحية فيدرالية وسنتين مع الإفراج المشروط ، ثم تم إطلاق سراحها في 4 مارس 2005م .وخرجت مارثا ستيوارت لتكمل مشوارها الإعلامي دون أن تعبأ بما حدث لها وقدمت برنامج مارثا ستيوارت ليفينج ، وتحكي لنا وهي باستضافة أوبرا وينفرى عن فترة سجنها وتقول : إن الحكم عليها بالسجن كان صعبًا جدًا ولكن لم يكسرها ، وتقول كنت أعرف كيفية التلميع وكان أفضل وقت لي بالسجن حين أقوم بتلميع دش الحمام وتلميع الأرضيات ، واكتشفت داخل السجن أداة تنظيف جديدة للسجاد ، ولقد تركت المكان أكثر إشراقًا وتألقًا عند مغادرتي .ولا أنكر أني كنت أستطيع قراءة كل الجرائد التي أريدها لقد استفدت حقًا من فترة سجني ، وتعلمت كيف أعيش دون أي مظاهر من الفخامة أو التكلف ، والجدير بالذكر أن برامج مارثا ستيوارت حققت نجاحًا مبهرًا وحققت شركاتها نجاحًا عظيمًا مصاحبًا لنجاح البرامج ، وتعتبر مارثا ستيوارت إلى الآن المرأة الأمريكية الأكثر نجاحًا ، فالنجاح مصاحبا لها أينما أحلت ومهما حدث .