لاقت المحاضرة التي ألقاها الدكتور نزار باهبري استشاري الطب الباطني والأمراض المعدية بنادي كلية الطب في جامعة حائل تحت عنوان قصة نجاح شخص فاشل رواجًا منقطع النظير ، فقد ألهمت العديد من الشبان والفتيات لتغيير مصائرهم والإصرار على النجاح ، فما قاله الدكتور باهبري في تلك المحاضرة كان حقًا غريب وملهم .حيث روى الدكتور قصة فشله قائلًا : لم أكن أتخيل يومًا أن أصل إلى ما أنا فيه الآن ولكنها إرادة الله ثم عزمي وتصميمي ، لقد التحقت بكلية الطب في جامعة الملك فيصل وتعثرت بها كثيرًا حتى أن الأساتذة وزملائي الطلاب كانوا يرونني دائمًا طالب فاشل ، فلم استطع إنهاء الدراسة بها إلا بعد تسع سنوات ، وحتى حينما تخرجت منها كان تقديري مقبول مع مرتبة إنذار مستمر .بالطبع كان هذا أسوأ تقدير يمكن أن يحصل عليه طبيب ، فأي مستشفى تلك التي كانت ستقبل بطبيب فاشل مثلي ، بعدها عملت بقسم طوارئ مستشفى الملك فهد الواقعة بالخبر، وبالطبع لم يتم قبولي لنبوغي ولكن بسبب العجز في الأطباء وحاجة المستشفى لكادر سعودي .ولأن تقديري كان لا يسمح لي بإكمال دراستي ، لذا سعيت للقبول بكندا وأمريكا لمدة أربع سنوات لكن دون جدوى ، كل عام أقدم في الابتعاث ويتم رفضي ظللت هكذا حتى أصابني اليأس والإحباط ، ولكن فجأة غيرت حياتي مريضة سرطان التقيت بها ، فقد كانت حالتها خطرة للغاية ولا يبعدها عن الموت سوى أمر الله .كانت تلك المرأة صابرة محتسبة رغم علمها بأنها على وشك الوقت ، استنكرت عليها هذا ألستي حزينة ؟ كيف كل هذا الصبر والجلد قالت لي الحمد لله على ما أنا فيه فأنا أكل دون عناء ، وأعلم أن الله يختار للعبد ما هو خير وأنفع ، في هذا اليوم خرجت من المستشفى واعتكفت بالمسجد .لقد أعادت لي تلك المرأة الصابرة المحتسبة ثقتي بنفسي ويقيني بالله ، فقويت علاقتي مع الله وسعيت ثانية في أمر الابتعاث حتى تم قبولي في السنة الرابعة للحصول على البورد الأمريكي والكندي في الطب ، وبالفعل سافرت ودرست بل الأكثر من ذلك أني حصلت على جائزة أفضل طبيب في البورد الكندي عام 2008م .لقد كانت الثقة بالنفس والمحاولة المستمرة رغم كثرة العثرات هي مفتاح النجاح الذي فتح لي الباب بعد أن كان موصدًا ، فقد يسهم الفشل المتكرر في النجاح لأنه ستكون عرفت كل الأسباب التي تؤدي لفشلك وبالتالي ستستطيع تلافيها وكي تنجح ألجأ إلى الله أولًا وأسعى وثابر ثانيًا .كان هذا هو ملخص قصة الدكتور نزار محمد باهبري الذي حصل على البورد الأمريكي والكندي في الأمراض المعدية بعد عدة محاولات فاشلة لكن استطاع بعزيمته النجاح حتى أن أصبح مديرًا للجمعية السعودية للأمراض المعدية بالمنطقة الغربية ، ومديرًا للشئون الأكاديمية بمستشفى الدكتور سليمان فقيه .أما عن الجوائز التي حصل عليها الدكتور نزار باهبري جائزة أفضل طبيب في البورد الكندي عام 2008م ، وهي أول مرة تحدث أن يحصل طبيب عربي على هذه الجائزة من جامعة برتش كولومبيا الكندية ، هذا بالإضافة إلى حصوله على العديد من جوائز المركز الثقافي السعودي فانكوفر ، والملحقية السعودية بكندا .ومن أشهر محاضراته هذه المحاضرة التي ألهمت الكثير من الطلاب داخل وخارج المملكة ، وله العديد من البرامج التعليمية وبرامج توعية وتثقيف المرضى ، كما نشرت له العديد من الدراسات والأبحاث عن الأمراض المعدية في المجلات السعودية والأجنبية ليثبت بهذا النجاح كله أن الفشل خطوة أولى من خطوات النجاح .