قصة نجاح جامع المخلفات

منذ #قصص نجاح

كثيرًا ما نسمع عن قصص النجاح المميزة ولكن قليلًا ما نسمع عن مريض بالديسلكسيا استطاع تخطي عقبة مرضه وانطلق يحلق في عالم النجاح ، ويعتبر مرض الديسلكسيا من الأمراض الطويلة أو المزمنة حيث يتعلق هذا المرض بصعوبات التعلم عند الفرد وتعسر القراءة والكتابة ، فقد استطاع براين سكودمور جامع المخلفات المريض أن يضع اسمه في قائمة الناجحين ، ويعطي دروسًا في الإنجاز لطلبة الجامعة والمدرسة التي طرد منها وهو طفل صغير .ولد براين سكودمور عام 1970م بسان فرانسيسكو ، وقد اضطره مرض صعوبات التعلم الذي كان يعاني منه إلى التنقل في المرحلة الثانوية بين أربعة مدارس ، وذلك بسبب سخرية زملاؤه منه مما جعله يكره المدرسة ويتغيب عن الحضور ، لذا صدر قرار بفصله من المدرسة قبل أن يكمل تعليمه الثانوي بعام واحد فقط .كان براين يرى في نفسه منذ الصغر رجل أعمال ناجح لذا كان ينافس ابن الجيران في غسيل السيارات بالمنطقة ، فكان يغسلها فقط بدولار ونصف في حين أن ابن الجيران كان يغسلها بدولارين ، وعندما طرد براين من المدرسة الثانوية قرر زيارة أحد المسئولين بكلية إدارة الأعمال بمونتريال ، والغريب أنه استطاع إقناعه بأن يلتحق بدبلوم إدارة الأعمال كونه يستحق فرصة للنجاح .ورغم محاولاته تلك إلا أن والده الطبيب رفض مساعدته في دفع رسوم الكلية ، لأنه خذله كثيرًا من قبل ، فاضطر براين أن يعمل كي يستطيع سداد الرسوم لذا التحق بأحد فروع ماكدونالدز وذات يوم عندما كان يقوم بتسليم إحدى الطلبات لسائق شاحنة ، لاحظ براين أن الشاحنة التي يمتلكها مخصصة لنقل نفايات المنازل .ومن وقتها لمعت في رأسه فكرة وهو أن يعمل في مجال جمع المخلفات ، وبالفعل بدأ في حصر مدخراته المالية التي كانت تقدر بألف دولار كي يشتري شاحنة يعمل بها ، ولكن وجدها لا تكفي فطلب من والده قرض كي يبدأ به مشروعه ، ولكن والده رفض بشدة قائلًا : ” إنها كارثة أن يترك ولدي الأكبر تعليمه كي يعمل بجمع المخلفات ” .ولكن في صباح اليوم التالي فاجأ براين عائلته بشاحنة مخلفات تقف أمام المنزل ، وقام بحملة إعلانية في الجريدة قال فيها : ” سنخفي مخلفاتكم في لحظة ” ، وبعدها انطلق براين في عمله الجديد يطرق الأبواب ويجوب الشوارع بحثًا عن المخلفات حتى يبيعها لشركات إعادة التدوير ، وتدريجيًا بدأ ينتشر ويتوسع في المكان حتى حقق أرباح مفاجئة جعلت أحد الصحافيين يجري معه حوارًا ، ومن وقتها انتشر بصورة أوسع .حيث قام بشراء ثلاث شاحنات وتوظيف ثلاثة أشخاص للعمل معه ، ومع زيادة أعماله اضطر لترك الجامعة كما فعل في المدرسة الثانوية ، مما صدم أسرته مرة أخرى ، ولكن رغم نجاحه وتوسعه وزيادة عدد موظفيه إلا إنه وقع في كثير من المشاكل بسبب قلة خبرته في الأعمال الإدارية والحسابية ، ولكن كان الجميع من حوله يعزي ذلك لمرضه فقد كان لديهم يقين بأن ما يحدث معه نتيجة خلل لديه .فقام بفصل جميع العاملين بشركته لأنهم لا يثقون بقدراته ولا يحترمونه ، واستبدلهم بآخرين أكثر ثقة به وقام بوضع أهداف الشركة وتوزيعها على جميع العاملين ، وكتب فيها : ” لن أسمح لأي أحد أن يشكك في قدراتي ، هناك طريقة واحدة حتى أصل لهدفي وهي أن نعمل معًا بجهدٍ أكبر” .وفي عام 1995م استطاع براين أن يحقق أهدافه وهو صافي ربح مليون دولار بالإضافة إلى تقديم خدمة مميزة للعملاء ، وكان براين كل خمس سنوات يضع قائمة جديدة بالأهداف وينجح بالفعل في تحقيقها ، حتى بلغت ثروته عام 2006م 100 مليون دولار ، وبعدها أسس براين شركة هي الأولى من نوعها في دهانات المنازل السريعة ، وتقوم فكرتها على انجاز سريع بسعر مخفض ونظافة جيدة .والآن أصبحت شركتي براين تمتلك أكثر من 550 فرع موزع بين أمريكا وكندا ، وهكذا استطاع ملك المخلفات الذي يعاني من مرض الديسلكسيا أن يصبح أحد أشهر رواد الأعمال الناجين ، وقد وضع لنفسه أهداف جديدة في الخمس سنوات المقبلة وهي أن يحقق ربح يقدر ببليون دولار ، وهذا ليس ببعيدًا عليه فلطالما فعلها من قبل وحقق كل أهدافه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك