المستكشف الفرنسي ميشال سيفري ، مغامر جيولوجي وعالم شهير ، ولد في 3 يناير من عام 1939م ، في مدينة نيس ، وكان قد عُرف عنه شغفه بالاستكشاف منذ الطفولة ، حيث قضى نحو عشر أعوام ، لاستكشاف حديقة الكهف الإمبراطوري ، وكان مولعًا بشدة باستكشاف الكهوف .حصل العالم الفرنسي ميشال سيفري على درجة الدراسات العليا ، عقب انتهاؤه من مرحلة الجامعة بشتة أشهر ، وذلك من جامعة السوربون ، ومن أهم إنجازاته قيامه بإنشاء ، المعهد الفرنسي لعلم الكهوف في عام 1962م .الانجازات الرئيسة :
للعالم ميشال سيفري العديد من الإنجازات والنجاحات ، التي حققها خلال مسيرته العلمية والمهنية ، حيث اهتم في فترة شبابه بالسباحة الفضائية ، التي نالت الكثير من شغفه ، فقرر أن يجد طريقة للإسهام بهذا المجال ، فكان يلاحظ أن أغلب ما يمر به رواد الفضاء ، يمكن أن يمر به من يعيش داخل أحد الكهوف العميقة ، ولهذا كانت بداية تجاربه .تجربة الوقت :
في فترة الستينات من القرن المنصرم ، وفي قمة سباق الفضاء ، تم طرح عددًا من التساؤلات بشأن السفر إلى الفضاء ، وتساءل العلماء عن كيفية الحياة الفضائية ، في مكان معزول عن البشر ودون شمس ، وكيف يكون شكل النوم وساعاته في هذا الوقت ، فتطوع العالم الجيولوجي الفرنسي سيفري ، وكان يبلغ من العمر في هذا الوقت 23 عامًا ، بأن يخوض تجربة العزلة للخروج بتوصيات وملاحظات دقيقة ، وذلك في عام 1962م .عاش سيفري لمدة شهرين في عزلة تامة داخل أحد الكهوف ، على عمق مائة مترًا تحت سطح الأرض ، داخل جبل جليدي ، في جبال الألب البحرية الفرنسية الإيطالية ، في عدم وجود ساعات أو ضوء النهار لتحديد الوقت .كانت درجات الحرارة داخل الكهف ، أقل من درجة التجمد ، مع رطوبة تصل إلى 98 في المائة ، وبسبب تلك العوامل عانى سيفري خلال التجربة ، من انخفاض حرارة الجسم ، وخلال فترة التجربة تلك ، لم يسجل سيفري أية لحظة من لحظات الجنون ، سوى مرة واحدة فقط ، حيث بدأ فجأة في الغناء والرقص ، ولكن دون ذلك ظلت سلوكياته طبيعية للغاية خلال فترة التجربة .عقب انتهاء التجربة كان سيفري يظن ، أنه قد خرج من الكهف في شهر أغسطس ، بينما الحقيقة أنه قد خرج في سبتمبر ، مما يعني أنه قد فقد مسار الزمن والوقت ، في حين لم يبد على جسده أي اختلاف .سجل سيفري أيضًا خلال تجربته ، أوقاتًا متباينة في النوم والاستيقاظ ، بشكل منتظم ووصل متوسط اليوم لديه ، 24 ساعة تقريبًا ،حيث اكتشف سيفري أن الكائنات الحية ، لديها ساعات داخلية تنظم لها طبيعتها الحيوية .نجحت تجربة سيفري ، وبدأ بعدها في تنظيم عددًا من التجارب المماثلة ، على مدار عشرة أعوام كاملة ، وكرر تجربته في كهف آخر بالقرب من ديل ريو ، في ولاية تكساس ، في تجربة فريدة برعاية وكالة ناسا .كانت التجربة في تكساس مختلفة عن سابقتها ، حيث كان الكهف في تكساس حارًا بعض الشيء ، كما كان فاخرًا أيضًا ، ولم يكن هناك مصدرًا لإزعاجه ، سوى بعض الأقطاب الكهربائية المتصلة برأسه ، والتي كانت تستهدف مراقبة نبضاته ودماغه ، ونشاط العضلات .مر أول شهرين لسيفري داخل الكهف ، بشكل طبيعي للغاية ، قضاهما في الاستكشاف والاستمتاع بالتجربة ، ولكن مع بلوغه اليوم 79 بدأ عقله في الاضطراب ، وأصيب باكتئاب شديد ، دفعه لتدمير كتبه وأبحاثه وكافة المعدات العملية التي بحوزته .بدأ بعدها سيفري يفكر بالانتحار ، حيث كان يجد الرفقة في وجود فأر تجارب أبيض ، يتجول هنا وهناك ، ولكن قتله سيفري بالخطأ ، بضربه بطبق خزفي ، فقال وقتها سيفري جملته الشهيرة (يدمرني الهلاك) .وقبيل انتهاء التجربة ، أتت عاصفة رعدية شديدة ، تسببت في حدوث صدمة كهربائية ، مرت إلى عقل سيفري من خلال الأقطاب الكهربائية على رأسه ، وعلى الرغم من عدم شعوره بالألم الشديد ، إلا أنه احتاج إلى ثلاث صدمات ، قبل أن يبدأ في نزع الأسلاك عن رأسه .وأسفرت نتائج تجربة كهف تكساس ، عن نتائج أكثر إثارة من سابقتها ، حيث بلغ مقدار اليوم الواحد ، إلى 48 ساعة وليس 24 ، ودخل سيفري في نوبات نوم عميقة ، لفترات طويلة بعدها ، لتبدأ دورات النوم لديه في التنوع عشوائيًا ، ليتراوح عدد ساعات نومه ما بين 18 إلى 52 ساعة ، وهو الأمر الذي بدأ العلماء في الاهتمام به ، والاستفادة منه مع فئات معينة مثل ، الجنود العسكريين ورواد الفضاء .