للنجاح مذاق آخر ، خاصة إذا ما كنت نازحًا من موطنك الأصلي ، إلى بلد آخر لا تعلم ما سوف يكون مصيرك ، عقب دقائق وليس ساعات أو أيام ، فأن تثبت لنفسك أولاً ، أنك قادر على تحقيق النجاح في أي مكان ، وتثبت لمن حولك ذلك ، فالطبع أنت على قدر عال من الكفاءة ، التي تؤهلك لأن تصبح أحد رجال الأعمال ، ولعل هذا ما حدث مع رجل الأعمال اللبناني ، سامي اللاذقي .يعد المهاجرون اللبنانيون ، من أقوى الكفاءات التي تستطيع إثبات نجاحها ، أينما ذهبت وهذا ما حققه سامي اللاذقي ، فإذا ذهبت إلى أي مكان ، في ولاية سان دييجو الأمريكية ، سوف تجد مطعمًا للمأكولات ، يتنافس العملاء على ولوجه ، وإذا ما سألت عن مالكه ، ستعلم أنه اللبناني سامي اللاذقي .قصة سامي اللاذقي :
يعد اللبناني ابن بيروت ، سامي اللاذقي أحد العصاميين الذين بدؤا حياتهم ، حفرًا بالصخور وحتى الوصول للقمة ، وهو أكبر مستثمر لعدد من المطاعم والفنادق ، الأكثر شهرة في ولاية كاليفورنيا .كان سامي مولعًا منذ الصغر ، بإعداد الطعام وطهي الأصناف المختلفة منه ، ولطالما قام بإعداد الأطعمة الشهية ، فكان شعاره منذ الصغر (كل جيدًا تشعر بالسعادة) ، انطلق سامي اللاذقي من موطنه لبنان ، صوب ألمانيا ليتعلم بها مبادئ وأصول إدارة المطاعم ، والأعمال الفندقة وكيفية الطهي ، في أكبر معهد تخصصي بألمانيا ، وكان سامي قد تخرج من المعهد ، فانتقل إلى انجلترا .حيث عمل بأحد الفنادق الشهيرة ، في فندق يدعى وستبري ، لمدة عام كامل ، انتقل بعدها إلى فندق سونستا الملكي ، بمدينة نيو أوريلانز بأميركا ، ليواصل نجاحه المهني والتعليمي في نفس الوقت ، عندما انتقل إلى العمل في مجموعة فنادق ، بيننزولا بجزيرة برمودا ، في منطقة بحر الكاريبي .مشاريع خاصة :
قام سامي اللاذقي بافتتاح أول مشاريعه ، وكان عبارة عن مطعمًا فاخرًا ، أقامه في مدينة هيوستون بولاية تكساس عام 1983م ، وكان سامي قد عرف عنه ، بأنه رجل الأفكار لا الأرقام ، فكان كل عمله يدور حول كيفية تقديم ، كل ماهو صحي وشهي لزبائنه ، وأطلق سامي على مطعمه اسم كهف الملك ، تيمنًا بأكبر مطعم ونادٍ ليلي في بيروت ، موطنه الأصلي .عقب أن حقق المطعم نجاحًا مبهرًا ، كان سامي اللاذقي قد تعلق قلبه بمدينة لاهويا ، لؤلؤة سان دييجو بكاليفورنيا ، الأمر الذي دفعه لتأسيس مطعمًا جديدًا ، في عام 1989م بالقرب من حدود المكسيك ، وأسماه باسمه ، بيتزا الحطب عند سامي .كما أشرنا لم تكن المسألة رقمية ، بنفس قدر كونها أفكارًا تبحث عن النجاح ، وكان سامي قد لاحظ أن العشاق ، في فترة عيد الحب ، لا يجدون مطعمًا رخيص الثمن ، وجيد الطعام للجلوس فيه ، احتفالاً بتلك المناسبة .خاصة أن الكثير من المطاعم كانت باهظة الثمن للغاية ، وهؤلاء يفضلون ، تناول البيتزا الإيطالية والمعجنات ، إلى جانب بعض السلطات ، فقدم لهم سامي ما يرغبون به بأسعار زهيدة ، إلى جانب العديد من الأكلات الشرقية مثل التبولة والطحينة بالحمص ، وبعض المأكولات التايلاندية الشهيرة أيضًا .بالطبع كانت فكرة سامي ، هي الوقود الحقيقي لنجاحه ، فأقبل العملاء على مطعمه نظرًا لثمنه المناسب ، ووجباته وطعامه الشهي ، فتوسع سامي ليصير عدد أفرع مطعمه أكثر من 15 فرعًا ، في كل من أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا ، ويمنح التوكيل الخاص باسم مطعمه لوكيلين في طوكيو ، إلى جانب تفكيره لافتتاح أفرع أخرى في جميع أنحاء الوطن العربي .وقد نجح سامي في إدارة عددًا من المطاعم ، ليستطيع بعد ذلك تقديم وجباته ، في كبرى الفنادق الفاخرة ، التي تهتم باستضافة المشاهير والفنانين ، وتقدر مبيعات سلسة المطاعم الخاصة بسامي اللاذقي ، أكثر من 68 مليون دولار سنويًا ، ويمتلك أكثر من ألف موظف .ويعد سامي اللاذقي من أشهر الشخصيات العامة في سان دييغو ، حيث بدأ مشوار نجاحه تدريجيًا ، بداية من غسيل الصحون في الفنادق بألمانيا ، وحتى امتلاكه لأشهر سلسلة مطاعم في أميركا ، حيث تعلم فنون ومهارات لم يكن ليتعلمها بالمشاهدة ، والاكتفاء بالأحلام فقط .