قد يؤرقك أمرًا ما ، وتنظر له بعين الشيء البسيط ، الذي لا يستحق أن يأخذ أكبر من حجمه ، بينما ينظر غيرنا لبعض الأمور ، بنظرة مختلفة فنجده يسعى ويبحث عن حلولاً ، تجعله يتخلص من أرقه هذا بسبب هذا الشيء الصغير .ولعل هذا ما حدث مع مايكل ليندل ، الشاب الأمريكي الذي عانى طويلاً ، من النوم ومشاكله والأرق لفترات طويلة ، والنهوض متكاسلاً ومتأخرًا ، مع إرهاق واضح وشديد ، نتيجة عدم عثوره على وسادة جيدة ، يمكنه أن يخلد للنوم عليها ، لينهض نشيطًا ومبتهجًا ، كما هو مطلوب .وكما أشرنا أن البعض قد يرى تلك المشكلة ، أمرًا بسيطًا لا يجب أن يعره اهتمامًا بالغًا ، بل قد لا يلقي لها الشخص بالاً من الأساس ، إلا أن عقلية مايكل ليست مثل من حوله ، فطوّر معاناته وحولها إلى مشروع عملي ، فقام بتصنيع وسادة مثالية ، يمكنها أن تمنح الشخص الاسترخاء التام أثناء النوم .لم يقف مايكل مكتوف الأيدي ، بل سلك طريقًا نحو تنفيذ ما أراد ، وبدأ في اتخاذ الخطوات اللازمة لنوم هادئ ومريح! فأسس شركته الخاصة والمتخصصة في صناعة الوسائد المريحة ، وأطلق عليها اسم My Pillow .عمل مايكل ليندل المولود في عام 1961م ، ببلدة أمريكية صغيرة ، في بداية حياته في إحدى البقالات ، إلى أن بلغ من العمر ستة عشر عامًا ، فبدأ في تحرير أفكاره ، وبدأ في إظهار تمرد على كل ما هو تقليدي ، خاصة أوامر رئيسه في العمل .والذي وبخه ببضعة كلمات كان لها بالغ الأثر في حياة مايكل فيما بعد ، فأخبره أنه إن لم يكن يشعر بالراحة ، في هذا العمل فليذهب ويصنع عملاً ، ويكون هو مديرًا لنفسه ، كانت تلك الكلمات الفاصلة ، هي ما ظل يتردد في ذهن مايكل ، وكانت هي المفتاح الذي خرج من خلاله إلى سبيل راحته .فربط بين كلمات مديره ، وشعوره اليومي بعدم الراحة ، بسبب الوسادة فقرر أن يصنع لنفسه وسادة الراحة، وقرر أن تتميز وسادته المثالية بقدر من الاحتفاظ بدرجة الحرارة ، دون أن ترتفع مع طول ساعات النوم ، كما يجب أن تكون سميكة حتى لا تتسطح بسهولة نتيجة كثرة الاستخدام، وأخيرًا يجب في الوسادة ، ألا تفقد أيا من تلك الخواص عقب مرورها ، بعمليات التنظيف والتجفيف.عكف مايكل على تعلم فنون الحياكة المختلفة ، لفترة من الوقت ، كما بدأ في البحث عن أفضل أنواع الحشوات ، التي تتوفر فيها المواصفات المطلوبة ، وأنواع الأقمشة الخارجية كذلك ، وأصبح مايكل باحثًا عن المعرفة بشأن كل ما يتعلق بحلمه ، ليخرج بمنتجه المتميز ، الرابط بين الجودة وبساطة التكلفة .الحلم يتحول إلى حقيقة :
عقب فترة من البحث والتنقيب ، استطاع مايكل أن يتوصل إلى أفضل خواص للوسادة المثالية ، التي طالما حلم بها ، فبدأ في إجراءات تأسيس شركته الخاصة My Pillow ، عام 2004م ليبدأ في تنفيذها ، ثم ترويجها للعامة .بالطبع ظن مايكل بأن منتجه ، سوف يبهر العملاء الذين يعانون من نفس مشكلته ، مع الوسائد التي تغرق الأسواق ، ولكن كانت الصدمة بالنسبة له ، هو رفض أحد أكبر المتاجر المتخصصة ، أن يشتري من مايكل منتجه ، هذا الرد الصادم الذي فاجأ مايكل ، لم يفت في عضده ، بل شجعه على استكمال المسيرة ، خاصة مع إيمانه الشديد بمنتجه وتميزه .قام مايكل برهن منزله وباع بعض ممتلكاته ، ليستطيع استئجار مكانًا داخل أحد المولات ، ليضع به منتجه ، فماله لم يكن كافيًا لافتتاح متجرًا خاصًا به ، ووقف مايكل ليبيع 300 وسائدة ، إلا أن الأمر انتهى ببيعه لـ 80 وسادة فقط ، في فترة أعياد الكريسماس .بحلول عام 2005م ، تلقى مايكل دعوة من أحد العملاء ممن اشتروا منتجه ، ليشارك في معرض ينظمه العميل بنفسه ، وقد دعا مايكل للترويج لمنتجه داخل المعرض ، وهنا بدأ مايكل مسيرته نحو النجاح ، حيث استطاع أن يروج لمنتجه بطريقة جيدة ، ليبيع كل ما يملك من وسائد .فتوالت عليه العروض من كبرى الشركات ، للمشاركة في معارضهم الخاصة ، وبدأ التجار في شراء منتجه وتداوله ، فبدأ مايكل يجني المال ، وقام بتسجيل منتجه ببراءة اختراع ، ثم افتتح شركته الخاصة المنتجة للوسادة المتميزة مرة أخرى .مع تزايد الأرباح ، بدأ مايكل يتجه إلى الترويج لمنتجه عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمرئية ، لتتزايد حجم مبيعاته ، ويبدأ مايكل في التوسع بمنتجات شركته ، لينتج كل ما يتعلق بالأسرّة والمفارش وغيرها من المستلزمات ، حتى الخاصة بالحيوانات الأليفة أيضًا .وبحلول عام 2017م ، كانت الشركة قد امتلكت أكثر من 17 فرعًا ، على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية ، ويسعى مايكل الآن لامتلاك أكبر مصنع ، لصناعة الوسائد على مستوى العالم ككل .