يحتاج النجاح إلى الإيمان بالفكرة والسعي وراء تحقيقها ، وهو ما فعلته طالبة من المملكة تُدعى “مجد أحمد حاسن” ، حيث كانت لازالت في سن السادسة عشر حينما واتتها فكرة صناعة كوب مخصص للمصابين بمرض الرعاش ، وذلك من أجل أن يستطيعوا التغلب على مرضهم الذي يجعلهم يفقدون القدرة على السيطرة أو التحكم في الكوب الذي بأيديهم.بداية الفكرة :
كانت مجد تدرس في مدارس سعد الثانوية بالخبر حينما جاءتها فكرة الكوب الذكي ، حيث أنها كانت تشاهد زوج خالتها دائمًا وهو يسكب قهوته نتيجة لعدم قدرته في التحكم بالكوب وذلك لإصابته بمرض الرعاش ، فكانت كلما رأت مجد هذا المشهد شعرت بالحزن ، مما جعلها تفكر في طريقة تساعد بها المصابين بمرض الرعاش على التحكم في الكوب .قامت مجد بالبحث على الإنترنت عن طريقة مناسبة للتحكم في الكوب ، ولكنها لم تصل لشيء مناسب ، ومن هنا بدأت التفكير في صناعة كوب بنفسها من أجل المرضى ، فقامت بعمل العديد من التجارب حتى توصلت أخيرًا إلى فكرة جيدة وهي وضع كوب داخل كوب آخر بحيث يكون بين الاثنين نبضات تقوم بامتصاص الاهتزازات التي تؤدي إلى تطاير المشروب من داخل الكوب .فكرة الكوب :
وقد استوحت مجد فكرة هذا الكوب من النوابض “الزنبك” التي تقوم بفصل إطارات السيارات عن الهيكل الخارجي فتحول دون اهتزاز المركبة أثناء حركة السيارة ، وحينما عرضت الفكرة على أساتذتها شعروا بمدى استحسانها وروعتها ، ولكن مجد كانت مشغولة بكيفية تحويل تلك الفكرة إلى واقع ملموس ، فبات هو حلمها الأكبر الذي سعت من أجل الوصول إليه .تنفيذ فكرة الكوب :
وذات يوم شعرت مجد أن تحقيق حلمها يقترب حينما قرأت تغريدة على موقع تويتر ، والتي كانت تتحدث عن مسابقة أسبوع النمذجة الذي يقوم “فاب لاب الظهران” بتنظيمه ؛ وهو عبارة عن مختبر تقوم “أرامكو السعودية” بالإشراف عليه بالاشتراك مع جامعة “الملك فهد للبترول والمعادن” ، حيث تعمل هذه المسابقة على مساعدة أصحاب الأفكار الجيدة على تحويل أفكارهم إلى منتج حقيقي .اتجهت مجد على الفور للمشاركة في فعاليات هذا الأسبوع ، حيث خضعت من خلاله إلى تدريبات مكثفة في مختبر “فاب لاب الظهران” تحت إشراف مدربين عالميين وفدوا من هولندا ومصر والهند والكويت من أجل تدريب المواهب على كيفية إخراج أفكارهم بصورة متميزة ، حتى تمكنت مجد بعد مائة ساعة عمل في المختبر من صناعة أول نموذج ملموس لفكرة الكوب .تحقيق الحلم :
وأخيرًا أمسكت مجد حلمها بيديها ، حيث شعرت وكأنها محلقة في السماء مثل والدها الذي يعمل طيارًا مع الفارق أنه يطير في السماء ؛ بينما تطير هي على الأرض بهذا الاختراع الذكي الذي جعل منها نموذجًا حقيقيًا للنجاح والتفوق ، وقد تضاعفت سعادتها حينما أمسك زوج خالتها بهذا الكوب الذي صنعته من أجله ومن أجل كل مصاب بمرض الرعاش ، حيث أنها شاهدت دموع الفرحة في عيني زوج خالتها الذي غمرته السعادة لأن قهوته لم تنسكب على الأرض لأول مرة .انتشرت فكرة اختراع مجد خلال عام 2015م ، وقد قامت مجد بتسجيل براءة اختراعها في مؤسسة “الملك عبدالعزيز” للموهوبين ، وقد أطلقت عليه اسم “كوب مرضى الرعاش” ، اشتهرت مجد في المرحلة الثانوية التي انتقلت منها للدراسة في جامعة الدمام ، وهي لازالت تحلم بأن يصل اختراعها إلى القمة ليصبح رائجًا في أنحاء العالم لكل مريض لا يستطيع الإمساك بكوبه .