كان من أعظم رجال الكويت ، حيث نشأته داخل بيئة صالحة جعلته يترعرع على حب الخير ومساعدة الآخرين ، ليتردد اسمه بقوة في أعمال الخير والسياسة ، ليكون نموذجًا طيبًا للإنسان المسلم الوطني الذي يسعى لخدمة دينه ووطنه ، وقد تميز بكونه أول شاب كويتي يدرس القانون ، إنه جاسم حمد الصقر .نشأته وتعليمه :
وُلد جاسم حمد الصقر في الكويت وبالتحديد في حي القبلة خلال عام 1918م ، وكان لديه من الإخوة خمسة ، وكان هو الرابع بين إخوته ، وقد نشأ في بيئة صالحة حيث اشتهرت عائلته بحب الخير والإنفاق في سبيل الله تعالى ، وعُرفت أسرته بأعمالها التجارية من خلال النقل البحري ، حيث أنهم تميزوا في منطقة الخليج العربي بتجارة التمور ، فكان لديهم العديد من السفن الضخمة تجوب بلاد الخليج العربي وحتى الهند وغيرها من البلاد .ذهب جاسم الصقر في صغره إلى الكتّاب ليحفظ هناك بعض سور القرآن الكريم والعلوم الأساسية من القراءة والحساب ، ليلتحق فيما بعد بمدرسة العجيري الابتدائية حينما بلغ السابعة من عمره ، وانتقل بعد ذلك للدراسة في مدرسة السيد هاشم الحنيان ، ومنها إلى المدرسة الأحمدية ، ثم سافر إلى البصرة مع أحد إخوته ليُكمل هناك تعليمه بالمرحلة الثانوية .كان يرغب جاسم الحمد في السفر إلى القاهرة ليتم تعليمه الجامعي هناك في جامعة الملك فؤاد ، غير أن اندلاع الحرب العالمية الثانية حال بينه وبين تحقيق هذا الحلم ، فاتجه إلى لبنان حيث تعلم هناك اللغتين الإنجليزية والفرنسية ، ثم سافر إلى بغداد خلال عام 1939م ليلتحق بكلية الحقوق في جامعة بغداد التي تخرج منها خلال عام 1943م ، حيث أصبح بذلك أول مواطن كويتي يقوم بدراسة القانون ويحصل على شهادة من كلية الحقوق .المناصب التي شغلها :
شغل جاسم الصقر عدة مناصب مهمة ، وكان مشغولًا بقضايا بلاده وهو ما جعله من أوائل الذين أسسوا الصندوق الكويتي للتنمية ، وقد انخرط في العمل بالحياة النيابية التي بدأها والده الذي كان أول رئيس لأول مجلس شورى بالكويت خلال عام 1921م ، كما شغل شقيقه عبدالعزيز منصب أول رئيس لأول مجلس نيابي .ومن أبرز المناصب التي شغلها جاسم الصقر أنه أصبح القنصل الفخري للكويت داخل مملكة السويد ، وذلك لمدة خمسة عشر عامًا ، وقد حاز على وسام تشريفي من ملك السويد ، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة جريدة القبس ، وحصل أيضًا على منصب رئيس جمعية القلب الكويتية ، وكان كذلك عضوًا بالمجلس الأعلى لجامعة الكويت .أعماله الخيرية :
كانت مسيرة جاسم الصقر في أعمال الخير مضيئة وبارزة ، والتي شملت العديد من المؤسسات في قطاعات مختلفة ، كما سعى إلى مساعدة الشعوب المنكوبة وجمع التبرعات من أجلهم ، ومن أبرز أعماله الخيرية أنه قام بإعادة بناء مسجد الصقر الذي كان قد أسسه حمد الصقر في منطقة القبلة ، ولكن تم هدمه فيما بعد في إطار التوسعات العمرانية ، ليتم بنائه في العديلية ، وقد تم استكمال عمارته على نفقة جاسم الصقر بالمشاركة مع أخيه عبدالعزيز .قام حمد الصقر أيضًا بالتعاون مع أخيه عبدالعزيز ببناء مسجد البصرة ، وقد تبرعا الاثنان أيضًا بمبلغ ضخم من أجل تأسيس مركز طبي يحمل اسم والدهما ، حيث تم تأسيس مركز حمد الصقر التخصصي بشمال شرق العديلية ، وقد ساهم جاسم وإخوته في دعم بيت الزكاة الكويتي بمبالغ مالية ضخمة .وفاته : توفي جاسم حمد الصقر خلال عام 2006م بعد مسيرة عطاء عظيمة ؛ رحمه الله وجعل أعماله الباقية في ميزان حسناته .