حب العلم والسعي إلى تحقيق النجاح من خلاله كان هو الهدف الرئيسي في حياة الفتاة المصرية شيماء أبو زيد ، التي حصلت على دكتوراه في مجال الفيزياء النووية ، لتصبح بذلك أول امرأة مصرية تحصل على هذه الدكتوراه ، وقد توصلت كذلك إلى اكتشاف علاج لمرض سرطان الأطفال من خلال أبحاثها العلمية ، إنها قصة نجاح عالمة صاعدة تسعى إلى تحقيق المزيد من التفوق لخدمة الإنسانية من خلال العلم .نشأتها وتعليمها :
وُلدت شيماء عبدالواحد أبوزيد عبد الظاهر النحاس في صعيد مصر ، وهي السادسة في الترتيب من بين سبعة إخوة ، وكان والدها يعمل تاجرًا ، ثم انتقل فيما بعد بأسرته للعيش في القاهرة والاستقرار هناك ، وكانت شيماء لازالت طفلة صغيرة ، حيث تابعت تعليمها بالقاهرة وبدا عليها التفوق العلمي منذ صغرها ، وهو الأمر الذي جعلها تحلم بالالتحاق بكلية الطب ، غير أن مجموعها في الثانوية العامة لم يؤهلها لدخول الكلية التي كانت تحلم بها .لم تتوقف شيماء عن حب العلم ومحاولة الوصول من خلاله إلى مكانة مميزة ، وهو ما جعلها تلتحق للدراسة بكلية العلوم جامعة عين شمس ، فأصبح شغفها بمجال دراستها كبيرًا للغاية ، وهو ما جعلها تتفوق جدًا في هذا المجال ، لتحصل على فرصتها في التعيين كمعيدة بنفس الكلية بعد تخرجها بتفوق ، لتحقق إنجازًا عظيمًا بعد فترة قصيرة جدًا من تعيينها بالجامعة .علاج لأورام سرطان الأطفال :
قبل أن تنقضي ستة أشهر على تعيين شيماء أبو زيد كمعيدة بكلية العلوم ؛ كانت أبحاثها قد توصلت إلى وجود علاج للأورام السرطانية التي تقتحم جسد الأطفال ، ومن ثم انهالت عليها العديد من العروض من عدة دول مختلفة من بينها إيران كي تسافر للدراسة بالخارج ، وذلك ليستفاد العالم الخارجي بأبحاثها المتقدمة ، غير أنها كانت ترفض كل العروض المقدمة إليها لأنها كانت ترغب في إفادة بلدها .قامت جامعة عين شمس بترشيح شيماء أبو زيد إلى السفر للحصول على منحة دراسية من الجامعة الحرة ببروكسيل The Free University of Brussels في بلجيكا ، حيث سافرت بالفعل لتواصل مسيرة نجاحها وتقدمها العلمي من أجل بلادها محملة بكل مبادئها وكل ما يشغل قضايا بلادها العربية ، كما أنها حافظت على عاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة ولم تنجرف خلف العادات الغربية أو محاولة تقليدها ، لتُجبر العالم الغربي على احترامها ووضعها في مكانة مميزة .دكتوراه في مجال الفيزياء النووية :
تمكنت شيماء أبو زيد من الحصول على دكتوراه مزدوجة في مجال الفيزياء النووية ، حيث حصلت عليها ما بين جامعتي عين شمس بمصر والجامعة الحرة ببروكسيل ، وكان عنوان رسالتها المقدمة “البحث عن اقترانات متعادلة الشحنة الكهربية في تغيير نكهة كوارك القمة بواسطة تجربة الملف اللولبي الميوني المدمج المقام على المصادم الهدروني الكبير” ، لتصبح بهذه الدكتوراه أول امرأة مصرية تحصل عليها .اشتهرت الدكتورة شيماء أبو زيد في الأوساط العلمية على الرغم من صغر سنها ، إلا أن حبها للعلم وشغفها بالتنقيب فيه جعلها تصل إلى مكانة مميزة في وقت قصير ، ولازالت تحلم بتغيير الواقع وكسر كل الحواجز الموجودة به من خلال الاهتمام بالعلم والبحث العلمي ، حيث أنه السبيل الأمثل إلى الرقي بالمجتمعات وحل المشكلات التي تواجهها ، وهكذا تواصل عالمة الفيزياء شيماء أبو زيد مسيرتها العلمية وأبحاثها المتميزة للوصول إلى حلول علمية للعديد من المشكلات التي تواجه الإنسان .