يعيش الفلسطينيون تحديات مستمرة كل يوم بسبب الاحتلال الذي جعل حياتهم صعبة وقاسية ، غير أن الشعب الفلسطيني يواجه قسوة الاحتلال بتحديات تكنولوجية ، حيث هناك من استطاع أن يقوم بانجاز اختراعات إنسانية تعمل على خدمة البشرية ، وقد كانت الفلسطينية يارا نجدي واحدة من هؤلاء الذين يواجهون الحياة بتحديات مميزة ، حيث أنها نجحت في اختراع قدم ذكية تمكن من يعانون بشلل نصفي من السير على أقدامهم .اختراع قدم ذكية :
نشأت يارا نجدي في فلسطين وعانت ويلات الاحتلال وقسوته ، وقد تخرجت من مدرسة راهبات الوردية والإبراهيمية بمدينة القدس ، ثم سافرت الولايات المتحدة الأمريكية من أجل دراسة الهندسة الميكانيكية وهندسة الربوتات بجامعة Uc Berkeley والتي تخرجت منها في وقت قريب ، وبدأت من خلال مجال دراستها التفكير في اختراع روبوت ذكي ليساعد هؤلاء الذين أصيبوا بالشلل نتيجة لحروب أو لأمراض من السير على أقدامهم بدلًا من استخدام الكرسي المتحرك .تمكنت يارا نجدي من اختراع قدم ذكية لتساعد مرضى الشلل النصفي على المشي دون الحاجة إلى مساعدة ، وقد تم تنفيذ هذا الاختراع بالتعاون بين الجامعة التي تدرس بها بالولايات المتحدة الأمريكية Uc Berkeley وشركة Suitx بالمشاركة مع اثني عشر من الباحثين ، حتى تم تنفيذ الفكرة بنجاح هائل ، وهو عبارة عن “روبوت آلي” يجعل مرضى الشلل يستطيعون المشي .وقد سعت يارا نجدي إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من عدم الحركة للتحرر من الكرسي المتحرك أو العكاز أو غيرهما من الوسائل ، حيث تتسبب لهم تلك الوسائل في مشاكل صحية في المستقبل ، حيث أنها قامت باستخدام تكنولوجيا مبتكرة من خلال تركيب أطراف صناعية فوق الأطراف الطبيعية ، ومن ثم يتم التحكم بالحركة الخاصة بها عن طريق استخدام جهاز حاسوب صغير يتم اتصاله بخصر المريض .جائزة الإمارات :
قامت المهندسة يارا نجدي بالتعاون مع فريق عملها بتقديم اختراعها إلى جائزة الإمارات العربية المتحدة التي يتم منحها للمشاريع الداعمة للإنسانية ، وقد فاز اختراعها بالجائزة الدولية الأولى والتي تُقدر بمليون دولار ، وهي الجائزة المعروفة باسم “جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان” ، وقد تفوقت بذلك على مشاريع أخرى من مختلف أنحاء العالم .لماذا اختراع القدم الذكية :
وقد كان السبب الرئيسي وراء اختراع يارا للروبوت الذكي هو معايشتها لمدى المآسي التي تُخلفّها الحروب من ضحايا من الأطفال والشباب والشيوخ ، ومنهم الكثيرين ممن يفقدون القدرة على الحركة ، ومن بين تلك المآسي تلك الحرب التي تم شنّها في الآونة الأخيرة على قطاع غزة ، ومن هنا بدأت يارا في التفكير في شيء يخفف آلام المرضى من هؤلاء الضحايا ، كما أنها حصلت على تشجيع كبير من والديها في هذا الإطار .وتسعى المهندسة يارا نجدي إلى نقل التكنولوجيا المتطورة التي تكثف جهودها من أجل صناعتها غلى البشرية من أجل تخفيف المعاناة ، كما أن الشركة المنتجة لاختراعها ستقوم بالعمل على طرح هذا الجهاز المتطور بأسعار متاحة لكل الفقراء في العالم ، وذلك في إطار تقديم الخدمات الإنسانية .وهكذا أثبتت المهندسة الفلسطينية يارا نجدي أن الشعب الفلسطيني قادر على المقاومة والصمود من خلال العلم والسعي إلى النجاح في إطار خدمة البشرية ، والتي تكون المواجهة من خلالها مسلحة بأحدث الطرق التكنولوجية ، وهو ما يجعلها تسعى إلى الحفاظ على مستواها العلمي من أجل تقديم المزيد إلى شعبها وإلى كل المحتاجين في أنحاء العالم .