تعتبر ماري آن إيفانز Mary Ann Evans المؤلفة الإنجليزية الأكثر موهبة على الإطلاق ، إلا أن معظم الناس لن يتعرفوا عليها بها ، أصبحت هويتها مغمورة تمامًا فاستخدمت الاسم المستعار جورج إليوت ” George Eliot ” هذا هو الاسم الذي أصبحت معروفة به خلال عصرها ، وهي أيضًا معروفة به اليوم قم بزيارة أي مكتبة في إنجلترا ، أو أنظر إلى قائمة الأعمال الدرامية في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) سترى أعمالها حاضرة بقوة .ولدت ماري آن إيفانز في العام 1819م في Arbory Park في بلد ميدلاندز الإنجليزي Midlands country ، من وارويكشاير ، كان والدها روبرت هو المسئول عن إيرل أوف لونسديل ، واحتلت عائلة إيفانز موقعًا مميزًا بين الطبقات المتوسطة الريفية .ماتت والدة ماري آن وهي بعمر المراهقة ، وفي هذه المرحلة تولت مهام إدارة منزل إيفان ، وعندما انتقلت مع والدها إلى مدينة كوفنتري في عام 1841م بدأت في الانضمام إلى دائرة فكرية علمانية ، وسرعان ما توقفت عن حضور خدمات كنيسة انجلترا ، وعلى الرغم من أن والدها لم يكن متعصبا دينيًا ، إلا أنه لم يتقبل غيابها عن الكنيسة ومن باب الإخلاص لأبيها استأنفت حضور الكنيسة ، واستمرت في أداء دور مدبرة المنزل حتى وفاة والدها عام 1849م .الآن أصبحت ماري آن إيفانز مستقلة بدخل مائة جنيه في السنة من ملكية والدها ، كانت بعيدة عن كونها ثرية ولكنها كانت كافية لتلبية احتياجاتها ، وواجهت تحدي الحياة وحدها ، وتجاوزت بالفعل سن الزواج الطبيعي للنساء في مجتمعها ، وكانت احتمالات زواجها غير مشجعة ، وفي هذا الوقت بدأت في نشر كتابتها ، وبدأت مجلة ويستمنستر ريفيو الشهيرة في نشر قصصها ، وفي عام 1851م أصبحت محررة مساعدة ، وكان من غير المعتاد في ذلك الوقت أن تتولى النساء مثل تلك المناصب ، ولكن مهارات إيفان الأدبية كانت جيدة للغاية بحيث لا يمكن التخلي عنها .قد تكون هناك أسباب أخرى لقبول إيفان بين موظفي ويستمنستر ريفيو ، فقد أخذها محرّرها ، هنري لويس ، نتيجة لاهتمامًا رومانسيًا بها ، فقد كانت زوجته قد هجرته وأطفاله الثلاثة ، وجاءت ماري آن إيفانز لملء مكانها ولكن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على علاقتهما في الأعراف الاجتماعية لحفلات الكنيسة .شجع لويس ماري على الكتابة الإبداعية من خلال تقديم أفكار للموضوعات وتحرير المخطوطات ، وقرّرت استخدام اسم مستعار بسبب معتقدات المجتمع آنذاك .نشرت مجلة بلاكوود في عام 1857م Scenes from Clerical Life في عام 1859م تمتعت بأول نجاح أدبي كبير عندما أصبحت روايتها “Adam Bede” ، استندت شخصية آدم بيدي جزئياً إلى ذكرياتها عن والدها ، كما كتبت في الرواية آرائها الدينية والفنية ، حيث كانت الخلفية التاريخية للاضطرابات السياسية في أواخر عام 1830م و 1840م مألوفة لدى معظم القراء .في رواياتها التالية ، استمرت في معالجة القضايا الدينية والأخلاقية ، على سبيل المثال ، كانت رواية Middlemarch عام 1872م عن فترة الصراع المتعلقة بتمرير قانون الإصلاح 1832م ، حيث تجد بطلة الرواية نفسها عالقة في زواج بلا حب وتواجه القيود الاجتماعية التي تواجهها النساء في هذا الوقت .ولعل أشهر رواياتها ،the Mill on the Floss عام 1860م ، هي القصة المأساوية لابنة المطران ، التي ينظر إليها الخبراء الأدبيون على أنها تمثل صراعات إيفان الخاصة والصراع مع عائلتها ، وينظر أيضا إلى وفاة ماجي وشقيقها ، كرمز للطريقة التي نظرت بها الكاتبة إلى حياتها الخاصة ، في عملها الرئيسي الأخير ، “Daniel Deronda” التي نشرته عام 1876م ، اختارت مرة أخرى أن تستكشف إحباطات سيدة مجتمع متزوجة غير سعيدة في الوقت الذي كانت فية فروض دينية كثيرة وسيطرة على المجتمع .بعد وفاة هنري لويس ، تزوجت ماري آن إيفانز بصديق كان أصغر منها بعشرين سنة – جون كروس. وتوفيت في 22 ديسمبر 1880م ودفنت في لندن .