عملت إيفا بيرون كسيدة الأرجنتين الأولى في الفترة من عام 1946م إلى عام 1952م ، وأصبحت إيفا بيرون أو إيفيتا شخصية سياسية قوية تتمتع بقاعدة دعم كبيرة بين أعضاء النقابات العمالية الفقيرة والعاملة ، وألهمت الملايين بحملاتها لمساعدة الفقراء وإعطاء النساء حق التصويت في الانتخابات ، بالنسبة إلى أنصارها كانت قديسة تسعى جاهدة للتغلب على الفقر والظلم ، بالنسبة إلى منتقديها (في الجيش والبرجوازية الوطنية) ، كانت شخصية مثيرة للجدل في قلب السياسة الأرجنتينية .ولدت إيفا بيرون في فقر ريفي في مدينة تدعى “لوس تولدوس Los Toldos “، كانت ابنة غير شرعية لمالك أرض فاشل ، وعندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، تركت منزلها الريفي للذهاب إلى بوينس آيرس Buenos Aires حيث كانت تأمل في مواصلة مسيرتها المسرحية .وبمساعدة جمالها اكتسبت عملاً في المسرح وفي بوينس آيرس ، بدأت أيضًا في حملتها الانتخابية من أجل إعطاء النساء حق التصويت في الانتخابات والتصدي لانتشار الفقر المستشري في الأرجنتين ، ثم التقطت بالسياسي البارز خوان دومينغو بيرون Juan Domingo Peron ، وفي عام 1945م تزوجا ، وبعد ستة أشهر أصبحت السيدة الأولى للأرجنتين .وبصفتها زوجة الرئيس اكتسبت مكانة بارزة في الحملة الانتخابية من أجل قضايا مثل حقوق المرأة وتحسين الظروف الاجتماعية للفقراء ، إن ظهورها الرفيع وجمالها واهتمامها بالفقراء حفز الأمة ، ورآها المحرومون كمنقذ لهم ، ورآها الجيش والمستويات العليا من المجتمع تهديد لهم ، وانتقدوا اهتمامها المعلن بالفقراء كطريقة للحصول على دعم سياسي لزوجها ، وانتقد آخرون نظام خوان بيرون بسبب وجود ميول فاشية ، رغم أن هذه المزاعم لا تزال مثيرة للجدل .يشكك أنصارها في هذه التأكيدات من أعدائها ، مجادلين بأن الجيش والمعارضين السياسيين كانوا يحاولون فقط تشويه صورتها ، وفي عام 1952م ، حصلت على لقب “الزعيم الروحي للأمة”، وبعد ستة أشهر من عام 1952م ، ماتت بشكل مأساوي بسبب إصابتها بمرض السرطان .وفي عام 1955م عندما تمت الإطاحة بنظام خوان بيرون بواسطة انقلاب عسكري ، أخذوا جثتها واحتجزوها في مقبرة ميلانية تحت اسم راهبة ، لقد كانوا يخشون أن يوفر إرثها نقطة معارضة للنظام العسكري ، في عام 1973 ، عاد خوان بيرون إلى الأرجنتين ليبدأ فترة رئاسة ثالثة بعد الإطاحة بالنظام العسكري ، تم إرجاع جثة إيفا بيرون في نوفمبر 1974م ، تظل إيفا بيرون رمزًا هامًا للتحرر وخاصة بالنسبة للنساء في أمريكا اللاتينية ،فقد كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي أنشأن إرثًا سياسيًا
إنسانيًا دائمًا ، وتقول كريستينا فرنانديز ، أول رئيسة منتخبة للأرجنتين ، أن النساء من جيلها يدينون لإيفا كمثل للنضال والتحرر .