تعتبر نوال بخش هي أول مذيعة من أبناء المملكة تظهر على شاشة التليفزيون ، وقد كان ذلك في عام 1386هـ ، حيث تتفرد نوال بأنها أول صوت نسائي يقوم بتقديم البرامج الجماهيرية على الهواء في إذاعة الرياض ، وذلك خلال أول أيام عيد الفطر المبارك في الفترة المفتوحة عام 1416هـ .الميلاد والنشأة :
ولدت نوال بمكة المكرمة عام 1954م و1374هـ وتخرجت من العاشرة الابتدائية بالرياض عام 1383هـ و1963م ، ثم من معهد إعداد المعلمات المتوسط بالرياض عام 1383هـ ، وبعدها التحقت بالثانوية الأولى بالرياض ثم تخرجت منها عام 1404هـ ، وتخرجت نوال من قسم الخدمة الاجتماعية بكلية الآداب التابعة لجامعة الملك سعود عام 1408هـ ، وبعدها حصلت على دبلوم جامعة كامبريدج في اللغة الإنجليزية .عملها الإذاعي :
التحقت ابنة المملكة بالعمل الإذاعي في سن صغيرة بمقر إذاعة الرياض عام 1964ـ 1384هـ ، وتعتبر هي أول مذيعة سعودية تطل بصوتها على الجماهير ، وبعد فترة من الزمن انتقلت للعمل بالقناة الأولى بالتليفزيون السعودي ، وهي أول سيدة تطالع المشاهدين من خلال التليفزيون .وقد تخصصت في تقديم برامج المرأة والطفل ، وتنوعت في مجالها لتشمل المجال الاجتماعي ، بالإضافة إلى المجال الخيري والنسائي ، فهى عضو جمعية النهضة الخيرية النسائية بالرياض ، والجمعية السعودية الخيرية لراية الأطفال المعاقين بالرياض .أدوارها الاجتماعية :
ساعدت في نقل فعاليات دورات مهرجانات الجنادرية لمدة تجاوزت الخمسة عشر عامًا بشكل دوري ، وحصلت على العديد من الميداليات والدروع وشهادات التقدير من مختلف المؤسسات داخل المملكة وخارجها ، على مجهوداتها الفعالة من خلال برامجها المختلفة ، وفي يوم تقاعدها بكت بكاءً شديدًا، لأنها شعرت بأنها فقدت شيئًا لا يعوض ، بعد مرحلة مرت سريعة كلمح البصر .حياتها :
لقد عاشت المذيعة نوال بخش حياة مريرة أثناء طفولتها ، حيث كانت تقطن في منطقة شعبية بسيطة بمنطقة الحجاز مع أسرتها الفقيرة ، وكان والدها طريحًا للفراش وعاجزًا عن الحركة ، وكانت أمها اتملك ماكينة لحياكة الملابس ، فكانت تعمل عليها ومن ثم تبيع ما تحيكه لتربية أولادها الخمس .غادرت الطفلة نوال منطقتها وهي في سنواتها الأولى ، وكانت حينها لم تتجاوز العاشرة من عمرها ، فذهبت للرياض لتتحمل مسؤولية المنزل الفقير ، حيث كانت تقوم بخدمات التنظيف والطهي لأخواتها ، وكانت الأم تعمل لسد رمق العائلة وعلاج الأب طريح الفراش.انطلاقة نوال :
بمجرد انطلاق إذاعة الرياض عام 1964م بدأ يلمع نجم الطفلة الموهوبة نوال بخش ، التي كان عمرها 12عامًا آنذاك ، ورغم ذلك استطاعت أن تدخل مجال الإذاعة بفضل وجود شقيقتها ، فلقد قدمت برنامج حواريًا لبنت وأبيها عن شهر رمضان ، وكان متزامن مع افتتاح الإذاعة في تلك السنة لتكون نقطة لها عبر عدد من البرامج ، أما الأجور فهي لم تتجاوز 15 ريال للبرنامج الواحد ، وتم رفعها إلى 50 ريال بعد التماس قُدم للملك فيصل في ذلك الوقت .العقبات في حباتها :
أما عن العقبات التي واجهت نوال ، أثناء مسيرتها التلفزيونية ، فهي لم تكتفي بالإذاعة بل اقتحمت مجال التلفزيون ، فمع بدء انطلاق التلفزيون بدأت تلك الفتاة السعودية شق طريقها وتقديم برامجها التلفزيونية ، لتحدث انقلاب وضجة كبيرة داخل المجتمع السعودي وبعد فترة من الزمن تزوجت تلك الفتاة المكافحة وهي في سن مبكر .حيث تزوجت في نهاية عامها الخامس عشر ابن الجيران ، الذي كان يدعى صالح المليك ، وقد سافرا معًا ليكملا دراستهما في الخارج ، حيث درسا اللغة والأدب في جامعة كامبردج ، وقد أنجبت منه نوال أربعة أبناء ، ورغم سفرها وانشغالها مع أولادها لمدة 10سنوات ، لم تنقطع قطعًا عن الإذاعة والتلفزيون ، فهي مثال حي على المرأة المكافحة التي استطاعت أن تصل لعنان السماء بمجهودها وموهبتها الرائعة .