من الجدير بالذكر أن البن اليمني يُعد من أجود أنواع البن الذي أصبح من المحاصيل الأكثر شهرة على مستوى العالم ، وقد بلغ أوج ازدهاره خلال القرنين السادس والسابع عشر ، وقد اشتهر باسم “موكا كوفي Mocha Coffee” ، غير أن الوضع السياسي الحالي أدي إلى تراجع صناعة البن باليمن ، وهو ما دعا بعض رواد الأعمال إلى استعادة صناعتهم المميزة للبن ، وهو ما نجح فيه رجل الأعمال اليمني حسين أحمد المشهور بلقب “صائد القهوة”.من هو حسين أحمد :
حسين أحمد هو رجل يمني وينحدر بالتحديد من مدينة صنعاء ، وقد نجح في الحصول على شهادة التذوق الدولية للبن من المنظمة الأمريكية Coffee Quality Grader ، وقام بتأسيس أكثر من مشروع وشركة ناشئة ، كما قام بتأسيس مقهى في مدينة طوكيو باليابان ، واشتهر بقوة في عالم صناعة البن اليمني .بداية العمل في البن :
حينما عاد حسين أحمد من اليابان ؛ كان أول ما فكر به هو العمل على تصدير البن اليمني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وبينما كان ذات مرة مسافرًا في رحلة عمل إلى أمريكا ؛ اندلعت الحرب اليمنية فاضطر إلى البقاء هناك ، ليعمل في عدة وظائف متواضعة ، ومنها أنه عمل كسائق لدى Uber ، كما عمل كذلك في متجر يبيع الهواتف المحمولة .التقى حسين أحمد في غربته بصديقه الذي أسس شركة أدهم الجهمي ، والذي يعمل أيضًا لدى فيسبوك ، وقد أعجبه اهتمام حسين الشديد بالقهوة وولعه بالبن اليمني ، وهو الأمر الذي جعلهما يدرسان كيفية العمل في البن اليمني ، حيث استمرت دراستهما لسوق العمل لوقت طويل ، كما أنهما انطلقا إلى المقاهي المميزة من أجل التذوق والبحث .شركة موكا هانترز :
وبعد مرور ثمانية أشهر على البحث والتخطيط ؛ نجح الصديقان في تأسيس شركة ناشئة باسم “Mocha Hunters” وهو يعني “صائدو القهوة” ، والذي جاء تيمنًا بلقب حسين أحمد الذي حصل عليه من أحد زبائنه في مقهى اليابان بعد معرفته بكافة الصعوبات التي يتعرض لها حسين أثناء بحثه عن مزارع البن الفاخر داخل اليمن بسبب الهضاب والوديان والجبال العالية .حينما منح الزبون لقب صائد القهوة إلى حسين أحمد ؛ أعجبه كثيرًا وهو ما جعله يطلقه كاسم على شركته الناشئة في أمريكا ، والتي يسري نشاطها في الولايات المتحدة واليمن على حد سواء ، ويتم الحصول على البن الفاخر من اليمن مباشرةً ، حيث يتم تصديره وبيعه إلى المقاهي المخصصة في صناعة القهوة الفاخرة والتي يُطلق عليها اسم Speciality Coffee .يسعى حسين أحمد دائمًا إلى التميز والذي حصل عليه بالفعل نتيجة لجودة تذوقه إلى القهوة ، كما أنه نجح في إقامة علاقات جيدة مع المزارعين كي يحصل على أجود الأنواع من البن ، حيث أنه يقوم بدفع من 30% إلى 70% أكثر من الأسعار الرئيسية بالسوق ، وذلك من أجل توفير تلك الأنواع المميزة من البن ، وقد تمكن حسين أحمد من التعاقد مع شركة أمريكية متخصصة بالبن .وبعيدًا عن صيد البن ؛ فإن حسين احمد أثبت تفوقه في العمل بمجالات أخرى ، حيث أنه قام بتأسيس شركة Study United والتي تعمل على تسهيل عملية التسجيل الخاصة بالطلاب العرب الذين يرغبون في دراسة اللغة الإنجليزية بالخارج ، وهكذا أثبت حسين أحمد تفوقه رغم وجود عراقيل في طريقه وبالتحديد العقبات السياسية للوضع الراهن ، إلا أنه يسعى للتقدم والوصول ببلاده إلى بر السلام .