إذا توقف الإنسان عن الطموح والحلم ؛ ربما تتوقف حياته التي تصبح بلا هدف ، بينما تتفتح زهور الحياة حينما يحلم الإنسان ويطمح إلى تحقيق حلمه مهما طال به الزمن ، وهو ما حدث مع موزة الكتبي التي حلمت منذ صغرها بامتلاك مشروع يخصها ، ولكنها لم تستطع تنفيذه إلا بعد مرور سنوات بسبب ظروفها العائلية ، لتبدأ مشروع أرض التمور الذي طالما حلمت به بمبلغ 500 درهم فقط ؛ وهم حصيلة ادخار القطع النقدية التي كانت تتبقى من مصروف بيتها .بداية الحلم :
وُلدت موزة الكتبي في الإمارت ، حيث نشأت وتعلمت وحلمت بمشروعها الكبير منذ أن كانت طالبة في المدرسة ، غير أنها تزوجت مبكرًا قبل أن تبلغ سن السادسة عشر ، لتنجب فيما بعد أربعة من الأبناء ، وهو ما تسبب في تعطيل مسيرة تنفيذها لمشروعها الخاص ، ولكنها لم تنس ذلك الحلم الذي كان يكبر بداخلها عامًا بعد عام ، حتى توفي زوجها تاركًا مسئولية الأبناء عليها ، ومن هنا بدأت تتحرك لتحقيق حلمها الذي نما بداخلها .قامت موزة الكتبي بإتمام دراستها الثانوية التي لم تكن اكتملت بسبب زواجها ، لتلتحق فيما بعد بجامعة الشارقة لتدرس في مجال إدارة الأعمال ، ولم تكتف بذلك بل إنها حصلت على دورات تدريبية في مجال إدارة المال ، ومن بينها دورة “كن مليونيرًا” ، والتي كانت بالنسبة لها الخطوة الأولى إلى تنفيذ المشروع المنتظر .مشروع مزرعة التمور :
كانت موزة الكتبي قد ورثت عن زوجها مزرعة تمور ، والتي تنتج حوالي طنين من أجود أنواع التمور ، وهو ما جعل الكتبي تُقدم على استغلال هذه التمور في مشروعها الخاص ، فقامت بشراء الحشو الذي ستصنع منه نكهات التمور من سمسم وفستق وزعفران وغيرهم الكثير من المنتجات ذات النكهات المميزة ، وقد اشترت هذه المنتجات بمبلغ 500 درهم فقط كانوا في حصالتها من العملات النقدية .قامت الكتبي بتشكيل كمية من التمور بنكهات مختلفة ومميزة ، وكانت أول طلبية من عملها خاصة بإحدي قريباتها والتي اشترتها بمبلغ 200 درهم ، والتي كانت عبارة عن كمية من التمور التي تم حشوها بالفستق واللوز والجوز ، لتتلقى بعد أيام قليلة اتصال من ديوان حاكم عجمان ، حيث طُلب منها أن توفر 20 علبة كبيرة مشكلة من تلك التمور التي تقوم بصناعتها ، وبلغت قيمة هذه الطلبية 4000 درهم .نجاح مشروع التمور :
في غضون ستة أشهر فقط تمكنت الكتبي من تحقيق نجاح هائل في مشروع مزرعة التمور ، حيث وصلت إيرادات المشروع إلى أكثر من 40 ضعف التكلفة الرئيسية للمشروع بقيمة أرباح وصلت إلى حوالي 20 ألف درهم شهريًا ، وذلك بسبب تقديمها للتمور الطازجة بمختلف نكهاتها المميزة التي صُنعت يدويًا لتناسب جميع الأذواق .بدأ كبار الشخصيات في الإقبال الشديد على شراء منتجات التمور التابعة لموزة الكتبي ، حيث بلغت النسبة الكبرى من زبائنها من كبار الشخصيات في الشارقة وعجمان ، ومنهم من ينتمون إلى جهات حكومية ، وقد شاركت الكتبي في مهرجانات الرطب التي أقيمت في عجمان وأبوظبي ، حيث تمكنت من تحقيق المراكز الأولى في تلك المهرجانات .تتميز الكتبي في عملها بابتكار طرق لتقديم التمور بشكل مميز تبعًا لاختلاف أنواع الزبائن ، فهناك الصناديق الرسمية التي تم تخصيصها من أجل كبار الشخصيات ، وهناك العلب الوردية التي قامت بتخصيصها للبنات ، بينما خصصت للشباب علب زرقاء وبنية ، كما أنها قدمت أسعار في متناول الجميع ، لتصل إلى قمة النجاح والتميز في مشروعها الذي كان حلمًا راودها منذ الصغر لينمو معها ويصل إلى أبعد الحدود .