تواصل المرأة العربية رحلة تفوقها العلمي ونبوغها المتميز ، لتطل على العالم بأعظم الابتكارات والاختراعات التي تعمل على خدمة البشرية ، وقد تفوقت الدكتورة هند عبدالغفار لتصبح واحدة من النساء الصاعدات في المملكة ، حيث أنها تمكنت من صناعة سترة واقية تقوم بحماية رجال الأمن من الرصاص ، على الرغم من مرورها برحلة قاسية من الإحباط وتثبيط العزيمة .بداية الفكرة :
تعمل الدكتورة هند عبدالغفار كمحاضرة في جامعة الطائف ، وكانت بدايتها مع اختراع السترة الواقية لرجال الأمن من خلال ورقة بحث تقر بأن خيط العنكبوت أقوى من الفولاذ ، وقد اتضح بعد البحث أنها هندسة جينية تم عملها لخيوط العنكبوت فتراجعت ، ثم بدأت رحلة بحث جديدة عن خيوط صناعية جديدة من البترول .كانت الدكتورة هند تحاول الوصول إلى أقوى المواد التي من خلالها تستطيع صناعة سترة واقية لرجال الأمن ، حيث أن هاجس الأمن والحفاظ على رجاله هو العامل المسيطر الأول على رسالة الدكتورة هند ، على الرغم من وجود العديد من العقبات في طريقها ، وكان أولها التثبيط من عزيمتها ، ولكنها أصرّت على إتمام دراستها وأبحاثها حتى نجحت في الوصول إلى هدفها .رحلة التحدي :
كان الدعم لمشروع الدكتورة هند شبه منعدم ، حيث وجدت الإحباط من الكثيرين ممن قللّوا من شأن إمكانياتها على تحقيق حلمها بهذا الصدد ، فلم تجد الدعم الصادق في بداية مشوارها إلا من زوجها الذي وقف بجوارها لتحقق حلمها الأكبر ، فكان يرافقها هنا وهناك حتى وقفت على الطريق الصحيح الذي أشرق بابتكار جديد ومميز .قامت الدكتورة هند بحضور العديد من الندوات العلمية والمعارض الدولية ، كما قامت بعمل دراسات متعددة ، حتى تمكنت في نهاية المطاف من الوصول إلى توليفة معينة مصنوعة من الأنسجة تعمل على صد الرصاص وتشتيت الصدمة ، ليكون ابتكارها طفرة علمية تضاف إلى السجلات العلمية المتقدمة .ابتكار الدكتورة هند :
تمكنت الدكتورة هند عبدالغفار من خلال ابتكارها من تغيير النظرة التي سادت حول أقسام النسيج الموجودة في الجامعات ومدى إنتاجياتها ، حيث أنها تسجل في الوقت الحالي نقطة مهمة في تحسين خواص الأداء الوظيفي للسترات التي تقي من الرصاص باستخدام تقنية النانو ، وهو ما يُعد دعمًا لقسم النسيج والدراسات المستقبلية التي ستحدث فيه .كانت الدكتورة هند حريصة أن يكون اختراعها سهل التركيب والخلع ، كما اهتمت بألا يكون وزنه ثقيلًا على من يرتديا من رجال الأمن ، حيث أنها جعلت وزن السترة أقل من 3 كيلوجرام ، والتي ظهرت في صورة رداء قوي يقي من يرتديه من أي طلقات قد تأتي من العدو ، كما أنه يحميه من لسعات البرد القارس في الشتاء .حصلت الدكتورة هند على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف نتيجة لهذا الابتكار المميز ، وقد لاقى هذا الاختراع ترحبيًا عظيمًا من قِبل مصنع الملابس والتجهيزات العسكرية ، حيث أنها توجهت إلى مصنع الأسلحة في دبي ، وقد تمكنت من جعل وزن درعها الواقي 2.9 كجم فقط ، على الرغم من أنه قد جرت العادة أن يكون وزن الدرع الواقي 5 كجم ، ولقد تحملت مصانع الخرج جميع التكاليف اللازمة .تعقد الدكتورة هند النية على ابتكار خيط جديد يحمل خواص جديدة ومميزة في هذا الاختراع ، حتى تخرج السترة هذه المرة بشكل أخف عن السترة التي قبلها ، وتسعى الدكتورة هند إلى تجاوب الجهات البحثية معها من أجل الحصول على الدعم اللازم لمشروعها القادم .