هو رائد الفن التشكيلي بالمملكة وبالخليج العربي كله عن جدارة واستحقاق ، لقب بالبروفيسور وقد ولد في حارة أجياد بمدينة مكة المكرمة في عام 1939م ، وعانى رضوي منذ صغره حيث توفي والده وهو بسن السابعة فقط ، فتحمل أعباء أسرته وعندما بلغ 9 سنوات عمل بائعًا للحلوى للمعتمرين والحجاج ، وعمل أيضًا مطوفًا لهم لكي يساعد أسرته في العيش ، واستمر في رحلته الشاقة حتى تبلورت لديه موهبة الرسم لكنه لم يستطع إشباعها ، فلم تكن الحركة الفنية بهذا الوقت منتشرة .دراسته :
وبرغم كل تلك الظروف أكمل عبد الحليم رضوي دراسته الثانوية عام 1958م ، لكن حلمه بدراسة الفن التشكيلي كان يتملكه تمامًا فأخذ قرارًا جريئًا بأن يسافر إلى ايطاليا في مغامرة ، لكي ينمي موهبته الفنية ويقوم بالدراسة الفنية الأكاديمية بدولة رائدة بهذا الفن وهي إيطاليا ، وبالفعل بدأ دراسته الأكاديمية هناك .وكان يعمل أيضًا بعد الدراسة بطلاء الجدران لكي يستطيع أن يكمل دراسته ، ومن حسن حظه أنة في يوم من الأيام قابل عن طريق الصدفة السفير السعودي بايطاليا ؛ الشيخ عبد الرحمن الحليسي عام 1961م بأحد المعارض الفنية ، وعرف حكايته فقرر السفير أن يضمه إلى البعثة الحكومية ليكمل دراسته ، وبالفعل استطاع أن يحصل علي ليسانس فنون الديكور من كلية الفنون بروما ، وأكمل بعد ذلك وحصل على درجة أكاديمية عام 1979م .أعماله :
لقد تميزت أعمال الفنان المبدع ولوحاته الجميلة والرائعة بأنها تعكس البيئة الجميلة في أحياء مكة وجدة ، وتصور المعالم الدينية مثل المسجد النبوي والكعبة المشرفة ، وأيضًا صور الرقصات الشعبية والحياة كلها بشكل كبير ، لقد جسد رضوي الروح الشعبية بالمملكة وقدمت أعماله أيضًا الخيول العربية الجميلة ، وأيضًا نورس البحر على شواطئ جدة الصافية وكان رضوي يحيط أعمالة الرائعة بالزخارف .كما كان يرى أن العمل الفني هو نتيجة تفاعل كل ما يحيط بالفنان ، فينعكس في شحنات انفعالية تتركز في الفكر ثم تنعكس على الأعمال في شكل تعبيري ، ينتهي بلوحة فنية يتفاعل معها كل عاشق لتذوق الفن ، ولقد كان أسلوب الفنان هو مزيج من كل الاتجاهات فقد استوعب الفن السريالي والتجريدي والتكعيبي وأيضًا الفن التعبيري ، وبالتأكيد كان الأساس هو الموروث المحلي الذي ظهر في معظم لوحاته .بالإضافة إلى تلك الزخارف العربية والمحلية التي تعبر عن هويته الإسلامية ، التي عاشها في مكة المكرمة ، وقد عمل الفنان المبدع كرئيس لرابطة الفنانين التشكيليين العرب عام 1973م ، وعمل أيضًا كمدير لجمعية الثقافة والفنون في جدة عام 1980م وأيضا عام 1992م ، كما عمل مستشار للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون منذ عام 1993م حتى توفي عام 2006م .المعارض :
لقد أقام الفنان عبد الحليم رضوي أول معرض فني في تاريخ المملكة عام 1965م ، حيث أقامه بنادي البحر الأحمر بجدة وثاني معرض كان عام 1967م بنادي النصر بالرياض ، ثم أكمل رحلته وعندما أصبح محترفًا سجل رقمًا قياسيًا في عدد المعارض ، تجاوزت 100 معرض شخصي في بلاد العالم من هولندا والبرازيل والسويد واليابان وإندونيسيا وفرنسا والولايات المتحدة .وقد حُفظت بعض أعماله في متاحف العالم مثل الأردن ، وأيضًا حفظت بعض أعماله في أسبانيا وإيطاليا وبلجيكا ومتحف الفن الحديث في المغرب ، وأيضًا متحف كير جاس بزيورخ بالإضافة إلى متاحف روما وبجده كان معرضة الخاص ، وعندما تتأمل لوحات الفنان الرائع تجد حكايات الناس والمملكة .فتجد الفتيات في زيهم الإسلامي وهم ذاهبون إلى الصلاة بالحرم المكي ، وفي لوحة أخري تجد روح الأفراح الشعبية بالمملكة التي تُظهر فرحة الأهل ، فقد عكس الفنان المبدع روح الشعب في لوحاته المبدعة ، وظل يقدم المزيد من الفن الراقي حتى توفي الفنان الشهير عام 2006م ، وترك فنه من بعده يتحدث عن رحلته الإبداعية في عالم الفن .