لقد شهد التاريخ العديد والعديد من الحروب ، والمجاعات والأحداث التاريخية التي تأتي على كل من الأخضر واليابس في المدن ، وكذلك الهجمات العسكرية المسلحة ، وقد شهدت عدة مدن ، أبشع الهجمات العسكرية المسلحة ضد المدنيين ، على مدى التاريخ ، ونذكر منها قصة مذبحة مانيلا .
مذبحة مانيلا : ومذبحة مانيلا هي معركة وقعت بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية بتحالف مع الفلبين في مانيلا عاصمة الفلبين والتي وقعت بين 3 فبراير إلى 3 مارس عام 1945م ، وبالرغم من أن المعركة لم تستمر سوى شهرًا ، إلا أنها تسببت في دمار شامل للمدينة ، فتحولت شوارعها الهادئة إلى برك من الدماء ، بعد أن أصبحت العاصمة الفلبينية ، مسرحا لأسوأ قتال حدث في تاريخ حضارة المحيط الهادئ .
بداية المعركة وأسبابها : في عام 1943م ، سقطت مانيلا في يد الجيش الياباني ، وفي أواخر عام 1944م ، بدأ الجيش الأمريكي في تحقيق انتصارات واضحة على اليابانيين ، ومع هذا استمرت معركة مانيلا على أشدها بين الطرفين .
فعندما غزا اليابانيون الفلبين عام 1941م ، كانت مستعمرة أمريكية في ذلك الوقت ، وقد أعلن الجنرال دوجلاس ماك آرثر، قائد القوات الأمريكية هناك ، أن مانيلا مدينة مفتوحة لكي يجنبها دمار الحرب ، لكن عندما عاد الأمريكيين ، قررت اليابانية القتال حتى آخر رجل ، وحرق المدينة كلها.
مانيلا أسوأ ساحات القتال في العالم : وحسب موقع ستارز اند ستريبس الإخباري الأمريكي ، يقال إن الولايات المتحدة الأمريكية قد حررت العاصمة الفلبينية من اليابانيين ، بعد تدمير مانيلا ، وقتل أكثر من 100 ألف مدني ، مائة ألف مدني ، بالإضافة لمقتل 16ألف جندي ياباني ، وألف جندي أمريكي .
وقد وصف المؤرخ ريكاردو خوسيه من جامعة الفلبين ، مانيلا ، بأنها المدينة الثانية في قائمة المدن الأكثر تضررًا في الحرب العالمية الثانية ، بعد وارسو البولندية ، وأنها واحدة من أسوأ ساحات القتال في العالم .
وبالرغم من محاولة القوات الأمريكية حماية المدينة والمدنيين ، من خلال فرض قيود صارمة على المدفعية والدعم الجوي ، لم يكن هناك مفر من الدمار ، لأن فرق المشاة اليابانية كانت تهاجم المبنى تلو المبنى ، والبحرية اليابانية بقيادة البحار إيوابوشي ، هاجمت المدينة بقاذفات اللهب والقنابل اليدوية والبازوكا .
المذبحة الأكثر بشاعة في التاريخ ضد المدنيين : وقد توفي المدنيون بسبب سوء التغذية ، بالإضافة للقصف الأمريكي ، لكن اتفق أغلب المؤرخين على أن الخراب تم على أيدي القوات اليابانية ، وعندما بدأت المجزرة ، تعرضت المدينة للقصف المتواصل ، وارتكب اليابانيون العديد من الأعمال الوحشية القاسية ، مثل العنف والتشويه والاغتصاب والمجازر بحق السكان .
إعادة المدينة بعد انتهاء الاحتلال الياباني : واستمر القتال من 23 فبراير وحتى 28 فبراير عام 1945م بدحر للقوات اليابانية المقاومة ، واسترداد بعض القرى المحيطة بمانيلا ، وكانت المفاجأة من قبل القوات اليابانية ، تضحية الجنود بأرواحهم عن طريق تفجير أنفسهم بالقوات الأمريكية والفلبينية ، ولكن مع كل هذا ، استطاعت القوات المشتركة إعادة المدينة بعد إنهاء الاحتلال الياباني .