كثيراً ما نسمع عن قصص النجاح والثراء التي تحول أصحابها من لا شيء إلى كل شيء ، ومن ضمن تلك القصص العظيمة قصة ثاني أغنى رجل في الصين والذي تبلغ ثروته قرابة 12 بليون دولار ، استطاع صنعها بعد 18 عام من النوم على الأرصفة والمثابرة والعمل الجاد . انه الملياردير زونج كينجهاو مالك شركة واهاها للمشروبات ، الذي ولد في أسرة فقيرة لأب مسن غير قادر على العمل وأم تعمل بمهنة التدريس عام 1945م ، كان زونج يعيش في فقر شديد حتى سن 51 عام ، حيث كان لا يستطيع شراء ثياب غير ثيابه التي بلت ، ولا حذاء حتى يتآكل حذاؤه من كثرة المشي في مزارع الملح التي عمل بها طيلة خمسة عشر عاماً . فعندما توفي والده ترك الدراسة واضطر للعمل ليخفف العبء على والدته ، بل انه اضطر في بعض الأحيان إلى الاكتفاء بشرب الماء لعدم توافر الطعام ، وقد عمل زونج بائعاً في إحدى البقالان مقابل أجر زهيد وتدهور به الحال بعد وفاة والدته وهو في سن السابعة وثلاثين ، حيث لم يجد مأوى له أو مكان يبيت فيه سوى أرصفة الشوارع وأسفل الكباري . ظل زونج هكذا حتى استطاع أن يجد عملاً في أحد مصانع العصير ، إلى جانب عمله بمحل أخر مملوك لنفس المصنع في إحدى مدارس الأطفال ، وكان يتقاضى حينها راتب يقدر بثمان دولارات ، وكي يحسن دخله كان يعمل حمالاً لدى بعض البقالات الأخرى ، وذات مرة قال له أحدهم عبارى جعلته يغير مجرى حياته . قال له : أنت رجل فقير ولا تملك المال أما أنا فأملكه ، وأستطيع أن أعطيك إياه ولكنى إن أعطيته لك ستقوم بصرفه ، وينتهي بك الحال كما كنت فقيراً من قبل ، لذا عليك أن تجد العمل الذي يوفر لك ما تصرفه وما تدخره أيضاً ، فكر زونج في تلك الكلمات كثيراً لكنه لم يجد الحل السحري الذي يجلب له الثراء إلى أن قرر ذات يوم أن يفعل شيء من أجل أطفال المدرسة التي كان يعمل بها لأنهم كانوا يذكرونه بالبؤس الذي يعيشه .
فاخترع وهو في سن الـ 51 مشروب مغذي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ، وأطلق عليه واهاها أي الطفل الضاحك وعندما عرض الفكرة رفض إنتاجها فقام بالاشتراك مع اثنين من المعلمين المتعاقدين واقترض مبلغاً من بعض أصدقائه ليبلغ قيمة ما جمعه 22 ألف دولار ، واشترى بهم مصنعاً صغيراً للقيام بتصنيع العصير الذي اخترعه . وخلال أسبوعين فقط أصبح منتجه معروفاً للجميع نتيجة للحملة الإعلانية التي قام بها ، فزاد الإقبال عليه مما جعله يبتكر مشروباً أخر للكبار ، وانتشر هو الأخر فبدأ ينوع في منتجاته وأنتج مجموعة جديدة من المشروبات تحمل اسم الشركة واهاها ، ونتيجة للأرباح التي حققها استطاع افتتاح محلات يوزع بها حتى أن إحدى الشركات المحلية طلبت منه أن يوزع منتجها نتيجة انتشار محلاته بالقرى الصغيرة . حصل زونج على مليون دولار من تلك الصفقة وكان هذا هو أول مليون يجنيه في حياته ، بعدها وسع زونج نطاق عمله وافتتح العديد من الفروع لبيع منتجاته ومنتجات الآخرين ، وفي عام 2006م عقد ثاني أكبر صفقات حياته حينما تعاقد مع شركة دانون العالمية واستثمرت لديه 70 مليون دولار. وخلال 18 عام عاشها زونج في الثراء مازال يقتصد في مصروفه ، ويصر ألا يغير حذاءه إلا عندما يهترئ لأنه مقتنع أن النجاح الذي يأتي بعد تعب وشقاء لا بد أن يحرص صاحبه على الحفاظ عليه ، ولا يكون نجاحه مدعاة للبذخ وهدر المال إنما للحكمة والتعقل في التصرف فيه .