قصة البروفيسور المجنون

منذ #قصص نجاح

البروفيسور ويليام تشيستر مينور ، أو المعروف باسم دبليو سي مينور ، هو أحد أكبر جراحي العسكرية الأمريكية ، وأحد أكبر المساهمين في كتابة قاموس أكسفورد الانجليزي ، واشتهر البروفيسور ماينور ، بأنه مختل عقلياً ، وتم إيداعه بمصحة للأمراض العقلية عقب ارتكابه بضعة جرائم قتل ، وهذه قصته تفصيلاً . نشأته وحياته : يعد البروفيسور ماينور ، واحداً من أبناء جزيرة سيلان ، حيث ولد بها في عام 1834م ، قبل أن تُعرف باسم سيريلانكا ، وكان ابناً لأحد المبشرين بأشهر كنائس نيو إنجلاند ، ولديه إخوة غير أشقاء ، من بينهم توماس ت. ماينور ، والذي كان يعمل بمنصب عمدة مدينة سياتل بولاية واشنطن . وعندما بلغ ماينور الرابعة عشر من عمره ، أرسله والده إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، من أجل الالتحاق بمدرسة ييل ، حيث درس الطب وتخصص بعلم التشريح المقارن ، وذلك في عام 1863م . مهنة عسكرية : بدأ ماينور العمل مهنياً ، بصفته جراحاً حيث خدم في معركة البرية عام 1864م ، وظل يخدم بالجيش الأمريكي خلال فترة الحرب الأهلية ، وأثناء تلك الفترة بدأ ماينور يتجه إلى دور البغاء ، وبالطبع لاحظ رؤساؤه تلك السلوكيات المشينة ، وكثرة تواجده بمنطقة تواجد المومسات ، وقضاء الكثير من وقته برفقتهن ، فقاموا بنقله من نيويورك إلى فلوريدا في موقع بعيد عن طريق البغاء ، وذلك في عام 1867م . بحلول عام 1868م بدأ ماينور يظهر اضطرابات عقلية واضحة ، لاحظها كل من تعاملوا معه ، وتدهور الوضع وساء حتى أن الجيش ، قد اضطر إلى إرساله لمشفى سانت إليزابيث ، من أجل الخضوع للعلاج العقلي ، والتي ظل بها طيلة ثمانية عشر شهراً ، إلا أنه لم يظهر أي تحسن ملحوظ . الانتقال إلى لندن : انتقل ماينور لاستكمال حياته ، في لندن في عام 1871م ، وأثناء تلك الفترة عاد مرة أخرى ، إلى سلوكه في التجول مع المومسات والذهاب إلى منازلهن ، وخلال تلك الفترة كانت حالته العقلية قد ازدادت سوء ، فخرج في إحدى نوبات جنونه ، منطلقاً إلى الطريق العام وهو ظن ، بأن أحدهم يتربص به ، وأثناء ركضه قابل رجلاً يدعى جورج ميريت ، قام ماينور بإطلاق رصاص مسدسه عليه ، ظناً منه أنه يلاحقه ، وقد اقتحم منزله عنوة .

تم إلقا القبض على ماينور ، ولكن لم توجه له المحكمة اتهاماً ، نظراً لسوء حالته العقلية ، وتم إيداعه بمصحة لعلاج الأمراض العقلية بدلاً من السجن ، وبالطبع نظراً لأنه لم يكن يمثل خطراً كبيراً ، استمر الجيش في إمداده براتبه الشهري ، مما أمّن له حياة كريمة داخل المصحة ، جعلته استمر في كتابة بحوثه الطبية . مشاركته في كتابة قاموس أكسفورد : قام ماينور بمراسلة أحد أمناء المكتبات ، بعدما اطلع على إعلان من أجل المشاركة تطوعياً ، في كتابة قاموس أكسفورد الانجليزي ، فكان من أنشط المشاركين ، حيث قضى بقية حياته في هذا العمل ، وهو يستخرج كافة المصطلحات والاقتباسات ، وبحولها إلى مفردات انجليزية ، تقبل الاستخدام والتداول ، مستخدماً في ذلك الكتب التي قرأها مصدراً له . وفاته : ظلت حالته الصحية في تدهور ، بداية من عام 1891م ، وكان جيمس موراي ، القائم والمسئول عن مشروع القاموس يقوم بزيارته في المصحة للاطمئنان عليه . وفي عام 1902م ، تأخرت حالة ماينور كثيراً ، حيث كان يظن بأن هناك من يتربصون به ، ويسعون لاختطافه والهروب به إلى أماكن بعيدة ، رغبة في الانتقام منه ، ومرة أخرى ظن أنه قد قام باعتداءات جنسية على الأطفال ، فقام بربط عضوه الذكري ، وقطعه بالسكين الذي كان يستخدمه في عمله على قاموس أكسفورد . تدهورت حالته الصحية أكثر ، وتقرر نقله من المصحة في انجلترا ، إلى أميركا ليمكث بإحدى المستشفيات بها ، ويتم تشخيص مرضه باضطراب ذهاني ، لينتقل في عام 1919م إلى دار للمسنين في مدينة هارتفورد بولاية كونيتيكت ، ويظل بها حتى وافته المنية عام1920م .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك