أرسل الله سبحانه وتعالى لوطاً عليه السلام إلى قوم لوط، ليدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحدهُ لا شريك له، ويدعوهم لترك الفواحش والمعاصي التي كانوا يرتكبونها فقد كان الرجال يتخذون الرجال شهوةً من دونِ النساء، وكانوا يجاهرون بهذه المعاصي والآثام ويقومون بها علناً أمام الجميع دون خجل أو خوف، فدعاهم لوط عليه السلام لتركها والرجوع للطريق الصحيح ولكنهم قابلوه بالصّد والرفض والأذى، ولم يؤمن معه غير قلةً قليلة من أهلهِ إلا امرأته كانت من الغابرين، وبعد ذلك حُكم عليهم بالطرد من القرية التي كانوا يسكنونها، فأرسل الله سبحانه وتعالى عليهم عذابه بيد جبريل عليه السلام الذي ذهب إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام ليبشره بابنه، وبعد ذلك توجه إلى لوط عليه السلام، وقام بقلب مدائن قوم لوط بطرف جناحه بأمرٍ من الله عز وجل، وجعل عاليها سافلها وخسفت بهم الأرض.
قرية قوم لوط
كان لوط عليه السلام والنبي إبراهيم عليه السلام يسكنان في ذاتِ القرية، والتي يُعتقد أنّها قرية بيت أيل القريبة من مدينة رام الله، ولكن غادرها لوط عليه السلام بعد ذلك باحثاً عن مدينة تتوفر فيها المياه والمراعي الخضراء الخصبة، فحطّ رحاله واستقر في سدوم وعمورة وهي عبارة عن مجموعة من القرى التي خسفها الله سبحانه وتعالى بعد دعوة لوط لهم، ومقابلتهم له بالصّد والرفض والأذى.
بحيرة لوط
أمّا مدينة سدوم فقد تحولت بعد الخسف إلى بحيرة منتنة خبيثة وثقيلة ذاتَ مياهٍ عالية الكثافة، ويُعتقد بأنَّ البحر الميت هو مكان الخسف بقرى قوم لوط، ويُعتبر البحر الميت أخفض منطقة على سطح الأرض، وتزيد انخفاضاً مع مرور الوقت نتيجة عدة عوامل، أمّا سبب التسمية بالبحر الميت فهو زيادة نسبة الملوحة فيه والتي تجعل منهُ بيئةً غير مناسبة لعيش الكائنات الحية مثل الأسماك وغيرها
حتى الآن تبقى قضية كون البحر الميت هو بحيرة لوط مجرد تنبؤات ولم تثبت حتى الآن، أمّا في حالة ثبوت ذلك فيفضل عدم الانتفاع من المنتجات المُستخرجة منها مثل الملح والمعادن والطين لكونها منطقةُ عذاب قوم لوط، أمّا إن لم يثبت ذلك وبقيت في موضع شك، فيمكن استخدام منتجاتها من ملح، ومعادن وطين، ولكن ينبغي على الزائر للبحر الميت الاعتبار والتفكّر في قصة لوط عليه السلام مع قومه، بالإضافة إلى الابتعاد عن مواطن العري والانحلال في شواطئها، وهناك عدة فتاوى ما=تعلقة بهذا الأمر يفضل أخذها من مصادرها إذا كانت مبنية على حقيقة.