أن تقيم في مكان مهجور ، منذ أعوام خلت ولأكثر من ستمائة عام ، لابد أن تتوجس ريبة ، وأن تعلم بأنك تشارك عشائر الجن مكانهم ، ولكن هل حقًا من يسكن الأماكن المهجورة ، الجن فقط؟ هل الكيانات المظلمة والسفلية ، لا تسكن تلك الأماكن ؟ قد تكون تجربة السيدة ولايات محل من أشهر التجارب ، التي دفعت البعض لتصديق أن الجن يشاركون البشر بالأماكن المهجورة ، وتلك هي قصتها . في عام 1975م ظهرت في شوارع نيودلهي ، سيدة عجوز وغريبة المظهر ، تسير في محطة السكك الحديدية ، وتصيح في الجميع بشكل مريب ، بأنها واحدة من أبناء العائلة الملكية القديمة ، وأنها قد تمكنت من العودة ، للحصول على كامل مستحقاتها في أملاكها . في البداية استغرب المواطنون ، والحكومة ولكنهم تركوها ، تقل ما تشاء لفترة دامت لعشر أعوام ، على أمل أن تتوقف ، ولكن ولايات محل ، لم تستسلم وظلت تطالب بحقوقها في العودة ، لأرضها واسترداد أملاكها . أثبتت الاستكشافات أن ولايات محل ، كانت بالفعل حفيدة لآخر حاكم ، في الهند وكان اسمه ، واجد علي شاه ، وكان له من الممتلكات ما يغطي الهند كاملة ، والتي آلت لملكية الحكومة وبالتالي ، لم يكن باستطاعتهم أن يردوها كاملة إلى ولايات محل . وكان التصرف في هذا الوقت ، بعد تفكير عميق في حل أزمة ولايات محل ، هو أن يتم منحها مكانًا ضخمًا لتعيش فيه ، كتعويض مؤقت حتى يجدوا حلاً أكثر إرضاء . قصر ملشا محل : بحلول عام 1985م تم منح قصر ملشا محل ، للسيدة العجوز ولايات محل وابنها وبنتها ، هذا القصر الذي يقع على أطراف مدينة نيودلهي ، ولا يسكنه أحد منذ أكثر من ستمائة عام ، حيث كان هذا المبني قد تم تشييده في عام 1600م ، وكان مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا ضخمًا للغاية ، يرتاده كل سكان المنطقة ، واعتبره المواطنون ملجأ للفنون والألوان ، والتواصل الاجتماعي فيما بينهم . حتى أتت فترة الحكم البريطاني ، وبدأ تهجير هذا المكان بالقوة ، فرفض الكثيرون وتمسكوا بتواجدهم داخل المبنى ، حتى قتل الكثيرون وماتوا داخله ، وتم دفنهم في أرض المبنى في مقابر جماعية ، وظلت دماؤهم في المبنى طيلة الستمائة عام المنصرمة ، وظل ملشا محل مهجورًا بما فيه . كانت السيدة ولايات قد سكنت هذا المكان ، هي وابنيها بدون خدم أو مياه أو كهرباء ، أو أية وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي ، وكانت ولايات عدوانية للغاية ، ولا ترغب في اقتراب أي شخص من هذا المكان . عقب مرور فترة من الوقت ، لاحظ الناس وجود سكان آخرين للقصر ، وهم اثني عشر كلبًا ضخمًا ، ظهروا في أحد الأيام فجأة من العدم! وكانت تهاجم كل من يحاول الاقتراب من المبنى ، مما دفع الكثيرون للامتناع عن الاقتراب منه . وظلت ولايات داخل هذا المبنى ، لا تخرج منه هي وابنها وبنتها حتى عام 2008م ، بدأ الجميع يسمعون أصواتًا غريبة آتية مكن داخل المبنى ، وتظهر من فوقه نيران كأنه المبنى يحترق ، ثم تختفي مرة أخرى كما بدأت وحدها ، حتى الكلاب بدأت في الاختفاء واحدًا بعد الآخر ، وفي النهاية وجدوا جثة ولايات محل منتحرة خارج المبنى . ظلت ولايات محل داخل المبنى ، لا يعلم أحد كيف تأكل أو تشرب أو تعيش ! ولهذا ظن الكثيرون بأن لديها كنز ما ، مما دفعهم لنبش قبرها عقب وفاتها ، ولهذا سحب ولديها الجثة وأحرقوها داخل المنزل . مر عام كامل وماتت الابنة ، ولم يعلم أحد بوفاتها سوى بعدما قام شقيقها ، بوضع الجثة خارج المبنى ، ليظل المنزل صامتًا لفترة من الوقت ، بدون كلاب أو نيران أو أصوات غريبة تصدر من الداخل ، حتى شاهد رجلين غريبين عن المنطقة ، جثة الابن ملقاة على الطريق في عام 2017م ، وقد تعفنت بشكل غريب .
تم دفن جثة الابن ، وظل كل ما بالمنزل على حاله فالأكواب ظلت في مكانها ، وكذلك الأطباق على المنضدة ، حتى الأسرّة كانت وكأن أحدهم ، قام من عليها للتو !! ورائحة العفن تملأ المكان ، بعد فترة عاد نباح الكلاب مرة أخرى ، يظهر من بين جدران المبنى ، وكل من ذهب لهذا المكان من المستكشفين ، أقروا أنه وبعد غروب الشمس ، لابد من رؤية بعض الظلال السوداء ، والتي تملك أجسادًا بين الحيوانات والبشر ، ولها أطراف طويلة ، تدخل وتخرج من هذا المبنى تحديدًا . ويعد ملشا محل Malcha mahal ، من أكثر وأضخم الأماكن المسكونة بالأشباح على مستوى العالم ، ويزوره الجميع لهذا الغرض .