ممارسو السحر والأعمال السفلية ، قد يكونوا أقرب إليك مما تتصور ، فهل خضت تجربة مع أحدهم من قبل ؟ قد تكون ممن لا يؤمنون بتلك الأمور ، نظرًا لكونك لم تشاهد بعينيك ، أو أنك ممن يقولون أن الأمر ، قد لا يتعد المصادفات مع البعض ، وأن السيطرة العقلية والنفسية على الناس ، هو ما يجعلهم يتصورون في وجود مثل تلك الأمور ، ولكن حاتم خاض تلك التجربة بنفسه ليؤكد لنا ، أن هؤلاء متواجدون بيننا بالفعل . يروي حاتم وهو مهندس في بداية العقد الثالث من العمر ، أنه كان يدرس بالخارج لفترة من الوقت ثم عاد مرة أخرى ، ليمكث بمنزل والده ، قبل وقت قصير من سفره مرة أخرى ، في تلك الفترة بدأ حاتم في التعرف بجيرانه . وكانوا جيمعًا ممن يمكنك وصفهم بالطيبة ، بشوشون ودودون ، عدا تلك العجوز التي تجاورهم ، كانت تتشح دائمًا بالسواد ، وينطلق الشر من عينيها ، فتشعر وكأن الجحيم قد فتح أبوابه أمامك فجأة ، وبالفعل لم يكن أحد بالمنطقة يسأل عنها ، أو يحاول الاقتراب بل بالعكس ، كان الناس يهربون من المكان ، إذا ما شاهدوها ويستعيذون بالله من الشيطان ، عند رؤيتها . وكانت العجوز مريبة بالفعل ، كان الفضول يأخذ حاتم ليراقبها عن كثب ، فلاحظ أنها دائمًا ما تصعد على سطح المنزل ، قبيل الفجر من كل يوم ، وتأخذ في الدوران حول نفسها ، وكأنها تؤدي رقصة ما ، قد تكون مريضة نفسية ؟ هكذا حدّث حاتم نفسه . حتى أتت تلك الليلة المشؤمة ، كان حاتم يقف خلف نافذة شرفته ، وفجأة لمح العجوز تهبط من منزلها ، في نفس التوقيت قبيل الفجر ، وقد وضعت قطعة من القماش تحت إبطها ، وتلفتت يمنة ويسرة ، ثم انطلقت في طريقها ، وهي تتدثر الظلام .
كانت العجوز في طريقها نحو المقابر ، وبخفة قليلة تبعها حاتم في الطريق ، وهو يتخذ من الظلام حلة له ، حتى وصلت العجوز صوب مقبرة ما ، وقامت بالحفر ثم وضعت قطعة القماش ، ويبدو أنها شعرت أن هناك من يراقبها ، فرفعت عينها فجأة ، إلا أن حاتم كان يتخفى منها ، وانتظر حتى انتهت مما تفعل ، ورحلت ثم ذهب هو ، وحفر في نفس المكان ليرى ما يوجد بالقماش . كان افتراض حاتم على أقل تقدير ، أن تلك العجوز قد وضعت ورقة بها أحد الأعمال ، إلا أنه بعد أن استخرج قطعة القماش ، تفاجأ بوجود بقايا جنين في القماش ، وقد خرجت أحشاؤه وتم حشو بطنه بطلاسم غريبة، فامتعض بشدة وشعر بالغثيان وتقيأ ما في بطنه ، ثم عاد إلى منزله وفي اليوم التالي روى لوالده ما حدث ، فامتقع وجه الرجل وظل يردد الشهادتين في هلع واضح . في تلك الليلة نام حاتم ، ولكنه استيقظ فجأة على حركة غريبة في غرفته ، هو مستيقظ ولكنه لا يستطيع تحريك أطرافه ، مع شعور أن هناك أحدًا معه بالغرفة ، ثم شاهد خيالاً مظلمًا ، فبدأ يتمتم (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ، وظل يتمتم بها ، حتى سمع صرخة مكتومة شديدة . بعدها اختفت العجوز ، ولم يشاهدها أحد ثانية ، ثم بدأ يشم الناس رائحة كريهة آتية من منزلها ، فهاتفوا رجال الشرطة ، الذين اقتحموا المنزل ، ولا يوجد أثر للعجوز ، ولكن ما لفت الأنظار هو وجود كلمات ورسوم غريبة ، على كل حوائط الشقة ، وعددًا من الأوراق التي كتب عليها طلاسم غريبة ، وباقتحام الحمام ، شاهدنا أمورًا اقشعرت لها أبداننا . فقد كانت هناك الكثير من الأوراق الممزقة بأرض الحمام ، وعليها آيات من القرآن الكريم ، مكتوبة بطريقة معكوسة ، وهنا انتبه أحدهم إلى أقدام ، تخرج من أسفل ستارة ما بالحمام ، فرفع واحد من الوقوف الستار لنجد الحائط مكسورًا ، وفي منتصفه جسد العجوز ، جزء منه داخل الحائط والآخر بالخارج ، ويبدو بشدة أن هناك ما كان يجذبها نحو الداخل ! فجأة سأل أحد الوقوف أأنت حاتم؟ اندهشت بضع ثوان ثم أجبته نعم ، فأخبرني بوجود الكثير من الأوراق والطلاسم ، التي تحمل اسم حاتم ، أصر والدي على أن أغادر قبل أن يحين موعد سفري ، وسافرت بالفعل ولكن دون أن يحدث لي شيئًا ، أكثر مما حدث من قبل ، فكانت تجربة مرعبة حقًا ، إلا أنني ظللت أتساءل ، يا ترى ماذا كانت تنوي العجوز أن تفعل ؟