عن ابن عباس قال : لما رأت سارة إبراهيم قد شغف بأم إسماعيل غارت غيرة شديدة ، وحلفت لتقطعن عضواً من أعضاء هاجر ، فبلغ ذلك هاجر ، فلبست درعاً وجرت ذيلها ، فهي أول نساء العالمين جرت الذيل ، وإنما فعلت ذلك لتعفي أثرها في الطريق على سارة ، فقال إبراهيم : هل لك في خير أن تعفي عنها وترضي بقضاء الله عز وجل ؟ قالت : وكيف لي بما قد حلفت ؟ قال : خفضيها (*) ، فتكون سنَّة النساء وتبر يمينك . قالت : أفعل . فخفضتها فمضت السنَّة للنساء بالخفض منها .
وعن سعيد بن جبير قال ، قال ابن عباس : لما شبّ إسماعيل تزوج امرأة من جرهم ، فجاء إبراهيم فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته ، فقالت : خرج يبتغي لنا ، ثم سألها عن عيشهم ، فقالت : نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه ، فقال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له : يُغَيِّر عتبة بابه ، فلما جاء فأخبرته . قال : ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك إلحقي بأهلك .
*) الخفض للإناث كالختان للذكور .