أدمنت قسوتك الفصل الخامس والعشرون والأخير




مرت ثلاثة أيام...
استعادت نايا بها صحتها قليلا...
اما كريم ما زال يبحث عن شادي بلا فائدة...
وفي صباح احد الايام في شقة عائلة مايا...
كانت والدة مايا وابنتيها تتناولان طعام الافطار حينما انتبهت سعاد على نايا الشاردة والتي لا تتناول طعامها لتهتف بها:
- نايا حبيبتي مش بتاكلي ليه؟!

اجابتها نايا بتعب:
- مليش نفس...
ربتت والدتها على كف يدها وقالت:
- كلي عشان خاطري...
اخذت نايا تتناول القليل من اللقيمات بينما اشارت سعاد لمايا قائلة:
- وانتي يا مايا، قررتي ايه ..؟!
ابتلعت مايا لقمتها وقالت:
- قررت ايه بإيه؟!
- هترجعي جوزك ولا لا...

تحدثت نايا قائلة:
- ارجعيله يا مايا، جوزك بيحبك وانتي حامل منه دلوقتي...
صمتت مايا لوهلة قبل ان تقول بجدية:
- هرجعله، هرجعله عشان ابني اولا، وعشان بحبه ثانيا...
ابتسمت الام براحة وقالت:
- كده انا ارتحت...
- اشمعنا؟! مانتي دايما كنتي بتكرهيه، !

اجابتها الام بجدية:
- كنت بكره تصرفاته، وكمان عشان معدن الناس بيبان وقت الشدة، وهو معدنه بان باللي عمله مع نايا...
نهضت نايا من مكانها وقالت:
- انا هروح ارتاح فأوضتي...
وما ان غادرت المكان حتى قالت الام بحيرة:
- اختك صعبانة عليا اوي...
ردت مايا:
- اللي مرت بيه مش سهل، اي وحدة مكانها مكانتش هتستحمل اللي مرت بيه...

اومأت الأم برأسها متفهمة بينما اكملت بجدية:
- هترجعي بيت جوزك امتى؟!
قالت مايا مازحة:
- عايزة تخلصي مني بالسرعة دي...
لترد الام:
- عايزة اطمن عليكم...
ربتت مايا على كف يدها وقالت:
- متقلقيش عليا، اطمن على مايا الاول، وبعدين ارجعله...

نهضت مايا من على المائدة وحملت هاتفها متجهة الى الشرفة الخارجية للشقة...
اتصلت بكريم والذي اجاب على اتصالها فورا لتسأله:
- عامل ايه؟!
اجابها بتنهيدة:
- كويس، بس انتي وحشاني. .
اجابته بإستيحاء:
- وانت كمان واحشني...
- بجد؟!

قالها كريم مصدوما لترد مايا:
- بجد وواحش ابنك كمان...
- طب مترجعي بقى؟!
- هرجع بعد ما اطمن على نايا...
ابتسم كريم براحة ثم تسائل بإستغراب:
- بس اشمعنا دلوقتي، اقصد ازاي سامحتيني...

أطلقت مايا تنهيدة صغيرة ثم قالت:
- يمكن اللي حصل مع نايا خلاني افكر كده، افهم الدنيا ماشية ازاي، وخلاني كمان اثق فيك من اول وجديد...
ابتسم كريم بسعادة ليهتف بها:
- بحبك...
ردت عليه بحب:
- وانا بحبك..

اغلق كريم الهاتف مع مايا ليدخل كمال اليه ويقول:
- كريم عندي اخبار سيئة...
- حصل ايه؟!
اجابع كمال بجدية:
- الواد اللي اسمه شادي...
نهض كريم من مكانه بسرعة وقال:
- حصله ايه ..؟!
اجابه كمال بأسف:
- لقوه عامل حادثة قوية وهو دلوقتي بالمستشفى...

اقترب كريم منه وسأله:
- وضعه ايه ..؟!
اجابه كمال:
- دخل فغيبوبة...
اعتصر كريم قبضة يده بقوة بينما اكمل كمال محاولا تهدئته:
- حاول تهدى يا كريم، جايز يفوق ويبقى كويس..
كريم ساخرا:
- تخيل رغم كل اللي عمله مش قادر ادعي عليه انوا يموت عشان لو مات جايز نايا هتضيع اكتر، انا وعدت نفسي انوا اجيبه راكع تحت رجليها...

- فاهمك، باذن الله هيفوق وهتعمل كل اللي قلته...
- ولو مفاقش، كده مستقبلها هيضيع...
شعر كمال بالشفقة لأجل صديقه فقال بنبرة مؤازرة:
- كل حاجة هتبقى كويسه، باذن الله...
عاد كمال وسأله بجدية:
- هتعمل ايه مع التاني اللي اسمه سعد؟!

اجابه كريم وقد تذكر لتوه امر سعد:
- تصدق كنت نسيته، عالعموم انا هتصرف معاه...
- عايز رأيي؟!
- ياريت...
- سيبه دلوقتي ولو عمل حاجة جديدة اتصرف معاه...
صمت كريم ولم يرد عليه بينما أخذ عقله يفكر بكلام كما بجدية...

بعد مرور اسبوعين
دلفت مايا الى فيلا عائلة كريم وهي تجر حقائبها خلفها...
استقبلتها منى قائلة:
- واخيرا شرفتي...
- فيه حاجة يا طنط؟!
تطلعت اليها منى بملامح ساخرة قبل ان تتحرك بعيدا عنها لتهز مايا رأسها بملل فهذه المرأة لن تتغير مهما حدث...
اتجهت غير مبالية بها الى غرفة نومها لتتجهز لإستقبال كريم...

وبالفعل غيرت ملابسها وارتدت فستان احمر قصير ووضعت مكياج ناعم على وجهها متهيئة لإستقباله...
دلف كريم الى الغرفة بعد يوم عمل شاق ليجد مايا امامه...
اتسعت عيناه بصدمة قبل ان يقترب منها ويقول:
- ده بجد ولا حلم...
ابتسمت مايا وقالت:
- لا بجد...
- رجعتي امتى؟!

اجابته بجدية:
- من حوالي ساعة، هي مامتك مقالتلكش؟!
اومأ برأسه نفيا وقال:
- لا مقالتليش، اصلا مشفتهاش...
قالت مايا بسخرية:
- كان استقبالها رائع حقيقي ..
احتضنها كريم وقال:
- مش مهم، المهم انك هنا...
ابتعدت عنه مايا وأخفضت رأسها خجلا ليرفع كريم رأسها ويقبلها بخفوت قبل ان يهتف:
- وحشتيني اووي يا مايا...

- انت اكتر...
- صحيح نايا عاملة ايه؟!
اجابته مايا بجدية:
- بقت احسن الحمد لله...
ثم اردفت متسائلة بتردد:
- انت لقيت شادي ..؟!
اوما كريم برأسه لتسأله مايا بسرعة:
- بجد، طب وعملت معاه ايه؟!
اجابها:
- للاسف عامل حادثة وحاليا فغيبوبة...
قبضت مايا على شعرها باطراف اناملها ثم قالت:
- ليه كده ..؟!

رد كريم محاولا تهدئتها:
- هيفوق باذن الله، وهياخد عقابه كامل...
- يارب...
اشار كريم نحو السرير غامزا لها:
- ايه رأيك ننام بقى؟!
ابتسمت بخجل ليحملها كريم ويسير بها نحو السرير يبثها اشواقه...

بين احضان كريم كانت مايا متمددة...
سألته بنبرة مترددة:
- كريم...
- نعم...
- هو انت عملت ايه مع سعد؟!
حاول كريم ألا يظهر غضبه فرد بهدوء:
- سبته لضميره...
- انا بتكلم بجد...
- وانا كمان بتكلم بجد...
رفعت مايا رأسها نحوه وهتفت بعدم تصديق:
- انت بتتكلم بجد، يعني سبته فعلا...

اومأ كريم برأسه لتتنهد مايا براحة وتقول:
- كده احسن، ربنا يبعده عننا ويحمينا من شره...
نهض كريم من مكانه وإرتدى بنطاله ثم اتجه الى الحماك ليأخذ دوش سريع...

اما مايا فارتدت فستانها ووقفت أمام المرأة تتأمل بطنها بحنو قبل ان تخرج غطاء رأس من الخزانة وترتديه فوق الفستان...
لطالما ارادت أن تتحجب مرارا لكن هناك شيء ما كان يمنعها واليوم تشعر ان هذا الشيء بدأ يتضائل تدريجيا...
وقفت تتأمل نفسها بالحجاب لتجد أنها أصبحت اجمل وأبرأ بكثير...
خرج كريم من الحمام ليتفاجئ بها بهيئتها هذه...
- اتحجبتي، !

قالها بعدم تصديق وهو يطالع وجهها البريء والذي أحاطته فجأة هبة ملائكية تليق بها...
- لسه، بس بفكر اتحجب...
ابتسم بسعادة بالغة وهو يقول:
- ياريت يا مايا، ياريت تتحجبي...
مسكت يده وقالت:
- لو انت عايز كده وحابب ده انا هتحجب...

قاطعها بسرعة:
- انا مش هجبرك على حاجة يا مايا، بس لو انتي حابة تتحجبي اكيد هكون سعيد بده اووي...
احتضنته مايا وهي تهتف اخيرا:
- هتحجب، عشاني اولا وعشان انت حابب كده ثانيا...
طبع كريم قبلة على رأسها وتنهد بارتياح وهو يفكر بأن حياته استقرت اخيرا...

النهاية

اراي دي النهايه معرفهاش وضع نايا ولا اي حاجه

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك