رواية عروسي الصغيرة الفصل الثامن عشر والاخير


بعد مرور اسبوعين...
وقفت امام المرأة تتأمل تفاصيل فستانها بانبهار...لا تصدق ان اليوم هو يوم زفافها... زفافها على احب الناس لقلبها... لقد تمنت هذا اليوم كثيرا... ودعت ربها كثيرا ان تعيشه... وها هو حلمها اليوم يتحقق وسوف تعيش اليوم هذا بكل تفاصيله...

تذكرت يوم اخر يشبه هذا اليوم وان اختلفت التفاصيل... يوم اصبحت به زوجة لرجل لا تعرف عنه شيئا... يومها لم تكن تعرف انها ستعيش مع هذا الرجل اجمل قصة حب...
تقدمت رانيا منها وهي تبتسم بسعادة قبل ان تقول بفرح:
العريس ينتظرك في الخارج... يجب ان نخرج اليه..

قبضت شمس على كف يدها وقالت بتوتر وملامح مشدودة:
انا قلقة للغايةة...
ربتت رانيا على كفي يدها وقالت:
لا تقلقي عزيزتي... كل شيء على ما يرام...

تقدمت شمس متجهة خارج الغرفة لتجد الجميع في انتظارها...تأملت رائد وهو يقف امامها مدهوشا بها وبتفاصيلها التي تاق لرؤيتها...
كان مبهورا بعروسه الجميلة... بجمالها الخلاب وفستانها الرائع...
احتضنته شمس بنظراتها العاشقة وهي تتأمل وسامته المعهودة ببذلته السوداء الانيقة...
اقترب منها رائد اخيرا وقبض على كف يدها ثم طبع قبلة على جبينها...

تحرك العروسان خارج المنزل متجهان الى قاعة الحفل حيث سيتم الزفاف اخيرا وسط زغاريط المدعوين ومباركاتهم...
كان يوما خياليا للغاية ورائعا حلم به الاثنان طويلا وحققاه بعد وقت طويل جدا...

دلفت شمس الى الغرفة الخاصة بها في الجناح الفخم الذي تم حجزه لهما مسبقا...
وقفت في وسط الجناح وفستانها الضخم يحيط بها من جميع الجوانب...
شعرت برائد يدلف الى الداخل ويغلق الباب خلفه...
التفتت اليه واخذت تراقبه وهو يخلع سترته ويرميها على السرير قبل ان يقترب منها ويهمس لها:
حبيبتيى...

منحته ابتسامة خافتة قبل ان يكمل بدوره وهو يحرك كف يده على جانب وجهها:
لو تعلمين كم انتظرت هذا اليوم طويلا...
قبلت كف يدها وقالت بنبرة سعيدة:
وانا انتظرته كثيرا ايضا...
حقا...؟!
سألها وهو يحيط خصرها بذراعيه لترد بابتسامة:
حقا...

هم بتقبيلها الا انها منعته وهي تقول:
لاغير ملابسي اولا...
زفر باحباط وقال:
ولكن...'
قاطعته بجدية:
لا يوجد لكن... دقائق واكون جاهزة...
ثم سارعت بالذهاب الى الحمام بعدما حملت معها حقيبة صغيرة تحوي بعضا من اغراضها...
اخذ رائد يدور في انحاء الغرفة وهو ينتظر خروج شمس من الحمام...

بعد حوالي عشر دقائق خرجت شمس وهي ترتدي قميص نوم اسود اللون قصير يصل الى منتصف فخذيها يغطيه روب طويل من الدانتيل الاسود...
كان قميص النوم رائعا بشكل جعل رائد يقف مبهورا غير مستوعبا لما يراه...
كانت شمس تشبه شعلة نارية متوهجة تشع نورا وجمالا...
اقترب منها بخطوات بطيئة ثم قبض على كف يدها واخذ يتأمل قميص نومها المغري برغبة كبيرة...
شمس...

همسها بخفوت قبل ان يقترب منها ويطبع قبل متفرقة على شفتيها ووجهها...
استجابت شمس لقبلاته وبادلته اياها بشوق ورغبة كبيرين...
حملها رائد بين احضانه وتقدم بها ناحية السرير..
تخلص من الروب ورماه ارضا ثم تبعه بقميص نومها قبل ان يتخلص من ملابسه ويندمج معها في حب ولهفة كبيرين ليذهبا سويا الى عالم اخر لا يوجد به سواهما...

بعد وقت طويل كانت شمس غارقة في احضان زوجها الذي يتأملها بسكون تام...
بينما هي تعبث بلحيته وتتأمله هي الاخرى بنفس السكون...
قطعت شمس هذا السكون وهي تسأله بتردد:
هل انت سعيد...؟!
اجابها:
وهل تشكين بهذا...؟! انا اسعد رجل بالدنيا يا شمس..

ابتسمت براحة قبل ان تطبع قبلة على شفته وتقول:
رائد... اخاف ان تمل مني يوما ومن تصرفاتي الطفولية...
ضربها على رأسها بخفة وقال بمزاح:
من ناحية تصرفاتك فهي فعلا طفولية...
ادارت وجهها نحو الجهة الاخرى وقالت بزعل مفتعل:
هكذا اذا...

الا انه ادار وجهها نحوه مرة اخرى قائلا:
لا تبعدي وجهك عني مرة اخرى يا شمس...
انا هكذا... وتصرفاتي هكذا... اذا لم يعجبك فتزوج باخرى تكون تصرفاتها عقلانية...
سوف أفكر في هذا الامر لكن ليس الان..
قالها وهو يغمز لها بعبث لتحمر خجلا قبل ان تقول باستيحاء:
حسنا... يكفي مزاح واخبرني...
بماذا اخبرك...؟!

سألها بعدم فهم لتجيبه بتساؤل اخر:
هل تحبني...؟!
تنهد بتعب وقال:
كم مرة علي ان اخبررك بأنني احبك...
وماذا عن زوجتك السابقة...؟!
مالذي ذكرك بها الان...؟!
هزت كتفيها وقالت:
هكذا...
نهى انتهت من حياتي يا شمس...
قاطعته بحدة:
لا تذكر اسمها امامي...

اكمل بنفاذ صبر:
انت من ذكرتي سيرتها في وقت كهذا...على العموم نهى انتهت من حياتي حينما طلقتها... وهي الان تعيش حياة سعيدة مع زوجها وابنها...
زفرت شمس انفاسها براحة ما ان عملت بأن نهى قد تزوجت وانجبت ايضا...
ثم ما لبثت ان ابتسمت له ليقرصها رائد من وجنتها ويقول بعبث:
هناك موضوع اخر يجب ان نتحدث به...
ما هو...؟!
سألته شمس بعدم فهم ليقبض على خصرها ويجذبها نحوه هاما بتقبيلها...

بعد مرور عدة اشهر...
دلف رائد الى شمس وهو يحمل بين يديه طفلته الصغيرة...
اخذتها شمس منه بلهفة وضمتها اليه ثم اخذت تقبل وجهها بخفة وشوق شديدين...
تأملها رائد بحب قبل ان يقترب منها ويطبع قبلة على جبينها قائلا:
الحمد لله على سلامتك حبيبتي...
ابتسمت شمس وقالت:
لقد جائت اخيرا...

نعم جائت شمسنا الصغيرة...
ماذا سنسيمها...؟!
لقد اسميتها وانتهى الامر..
رمته بنظرات مشتعلة وقالت:
اسميتها دون ان تأخذ رأيي...
اسميتها شمس يا شمس...
اختفى الغضب من عينيها وحلت محله الدموع ليضمها رائد الى احضانه ويقول:
لا تبكي يا شمسي... هذا وقت السعادة والبهجة وليس وقت الدموع...

ثم مسح دموعه باناملها وهم بتقبيلها الا ان صوت بكاء الصغيرة منعه من هذا ليزفر انفاسه بغيظ وهو يقول:
بدأنا من الان...

النهاية

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك