شاهد الكثيرون منا فيلم القلب الشجاع braveheart ، وهو فيلم أمريكي صدر في عام 1995م ، وهو يروي قصة نضال بطل قومي اسكتلندي ، دافع عن بلده ضد الانجليز ، إبان فترة العصور الوسطى وحاربهم ببسالة منقطعة النظير .تلك القصة التي تكررت كثيرًا ، في أكثر من بقعة في العالم ، وقد يكون هذا هو السبب في تعاطف ، الكثيرين مع السير وليام واليس ورفاقه ، الاسكتلنديين ممن وهبوا أنفسهم لتحرير الوطن.نبذة عن فيلم braveheart
تاريخ الإصدار : ١٩ مايو ١٩٩٥م
إخراج : ميل غيبسون
مدير فريق التمثيل : باتسي بولوك
الموسيقى من تأليف : جيمس هورنر
المخرجون الفنيون : ناثان كرولي ، نيد مكلولين ، دانيال تي دورانس ، كين كورت ، جون لوكاس .
بطولة : ميل غيبسون ، صوفي ماركو ، كاثيرين مككورماك ، باتريك ماكجوهان ، انجس ماكفادين.
مدة العرض : 177 دقيقة .
الميزانية : 54 مليون دولار ، والإيرادات 202 مليون دولار.وقصة هذا الفيلم ليست مثل الحقيقة ، حيث انتقد العديد من المؤرخين ما تم تناوله من أحداث ، بالفيلم والتي أقر ميل جيبسون مؤلف ومنتج ومخرج وبطل الفيلم ، بأنه قد ذهب إلى الواقع ليصبح جيدًا من الناحية الدرامية ، وأنه أراد أن يكون هناك شخص طيب ، خلال الأحداث .قصة الفيلم :
تحدث الفيلم عن طفولة السير وليام ، والذي شهد مقتل والده وشقيقه عندما اعترضا على الملك إدوارد الأول ، وتمردا على خططه في الاستيلاء على العرش الاسكتلندي ، ولكنه ينشأ برفقة عمه خارج اسكتلندا ثم يعود إليها ، مزارعًا بسيطًا ليلتقي بحبيته القديمة ، ويتزوجا سرًا حتى لا يقعا تحت طائلة قانون حق السيد ، والذي يمنح الحاكم الانجليزي الدخول بالعروس في ليلتها الأولى قبل الزوج ، وما أن علم الجنود الانجليز بأمرمها ، حتى اعتقلوهما وقتلا العروس ، لينتقم منهم واليس ويقتل الشريف الانجليزي ، ليلتف حوله العديد من الاسكتلنديين ، ضد الإنجليز ويفوزوا بأولى معاركهم في سترلينج .ولكنه سرعان ما انهزم ، بسبب خيانة بعض قادة العشائر الاسكتلندية ، وتتوالى أحداث الفيلم حيث ينتقم منهم واليس ، عقب تكوين جيشه ، ثم يقومون بالإيقاع به وتسلميه إلى الانجليز ويتم الحكم عليه بالإعدام ، ويتم جره إلى ساحة الميدان العام بلندن ، وتبقر بطنه وتخرج أحشائه ، في مشاهد مروعة ويسألونه إن كان يطلب الموت الرحيم ، إلا أنه يستجمع قواه ويصرخ بكلمة الحرية .القصة الحقيقية :
السير وليام واليس قائد اسكتلندي ولد عام 1272م ، وكان هو الفتيل الذي أشعل روح المقاومة ، بداخل مواطني اسكتلندا ضد المحتل الانجليزي ، فقاد السير واليس الجنود الاسكتلنديون في حرب الاستقلال الأولى باسكتلندا ، وهو الدور البارز الذي لا يستطيع أحد تجاهله في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الدولة .وفي الحقيقة أن الفيلم لم يقدم معلومات صريحة وحقيقية ، بشأن السير واليس فليس هناك ما خطه المؤرخون بشأن طفولته وصباه وزواجه ، وما تم تدوينه لم يكن سوى عدد من القصائد الشعرية ، التي تم كتابتها عن السير واليس ، وأجزم العلماء والمؤرخون فيما بعد ، بأنها لا تمت للواقع بصلة .كذلك فبطل الفيلم ومخرجه ميل جيبسون ، قال بأن ما قرأه بشأن واليس لا يضفي عليه تلك الرومانسية والشهامة ، التي مزجها ميل في الفيلم فقد كان مثل محاربي العصور الوسطى ، تنبعث رائحة الدخان من ثيابهم وكان وحشًا مفترسًا ، لا ينفك عن قتل البشر من خصومه دون رحمة .كذلك فعمل واليس مزارعًا فقيرًا ، هو عار تمامًا عن الصحة فقد كان من أسرة غنية ، وتملك قطاعات زراعية واسعة ، ولم يكن فقيرًا هذا بالإضافة إلى أنه لم يشاهد ، قتل شقيقه ووالده وهو صغير ، فالاحتلال الانجليزي لم يقتحم اسكتلندا ، سوى في عام 1296م أي كان واليس شابًا في الرابعة والعشرين من عمره ، لذلك فأحداث الفيلم في بعض محاورها لم تكن صحيحة .كذلك فالخطبة التي ألقاها واليس ، أمام الانجليز وطالبهم بالخروج من اسكتلندا هي محض خيال بلا شك ، فالعلاقات بين كل من انجلترا واسكتلندا كانت طبيعية تمامًا ، حتى وفاة ملك اسكتلندا الكساندر الثالث ، دون وجود وريث للعرش مما دفع القبائل الاسكتلندية للحروب فيما بينها ، طمعًا في العرش المتروك ، مما دفع الملك إدوارد الأول ملك انجلترا للتدخل ، والاستيلاء على العرش ، وأدى ذلك إلى عدد من التبعات من الغزو والحروب على مدار ثلاثة عقود عرفت باسم حرب الاستقلال الاسكتلندية الأولى .وفي الحقيقة لم يكن واليس شهمًا وشجاعًا كما صوره الفيلم ، وإنما قام بنفس أفعال الملك إدوارد حيث كان كلاهما وجهان لعملة واحدة ، أزهقا الكثير من أرواح الأبرياء بالقرى ، من الفلاحين والبسطاء ولم يكن لهم أهدافًا سوى ، إثبات النفوذ والقوة مهما كان الثمن .