يضرب هذا المثل في الضيف الثقيل ، الذي يثقل على الناس في زياراته ، فقد يذهب إليهم كل يوم ، أو في أوقات غير مناسبة من اليوم ، ويسبب لهم الحرج والضيق دون أن يشعر أو يهتم ، وقد حسنا الله سبحانه وتعالى على إكرام الضيف حينما قال رسوله الكريم من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه.ولكن من الضيوف من لا يحسن للمضيفين ، ولا يراعي حرمة البيت الذي دخله ، ويسبب الأذى لأهل البيت ، وقد نهانا الرسول صلّ الله عليه وسلم عن فعل ذلك ، وقال في نصيحة له هذا المثل زر غبا تزداد حبا ، ويقصد بذلك زر يومًا وغب يومًا عن الزيارة.قصة المثل :
هذا المثل للرسول صل الله عليه وسلم ، أن تزور يومًا وتدع الزيارة يومًا أخر ، ويقال عنها لقد أغب الزيارة ، والغاب من اللحم ما قد بات ليله ، ويقال عنه غب الشيء أو مغبته ، وغب المطر هو أول أوقات انقطاعه .وقد أنشد الشعراء في معنى هذا المثل وقالوا : وقد قال النبي وكان برا * إذا زرت الحبيب فزره غبا .وقال غيره :أقلل زيارتك الحبيب * تكون كالثوب استجده
وأمل شيء لامرئ * ألا يزال يراك عندهالعبرة من المثل :
يعلمنا هذا المثل أن الضيف المحبوب هو الذي يقل الزيارة ولا يثقل على مستقبليه ، فإذا كان الإنسان زائرا خفيفًا أحبه الناس ، واستساغوا قدومه ، وأصبح مرحب به في أي وقت ، ومن تعاليم الدين الإسلامي أن يود المسلمون بعضهم ، ويتزاوروا ولكن دون إثقال .