قرر جحا أن يذهب ذات يوم إلى حمام المدينة ، ولم يكن قد ذهب إليه من قبل ، فارتدى ملابسه البسيطة التي يرتدها عادة ، وذهب إلى الحمام ، لكن الخدم هناك نظروا إليه باحتقار شديد ، وناولوه قطعة صغيرة من الصابون ، ومنشفه قذرة.وبعد أن انتهى جحا من حمامه ، جلس ليستريح لكنه لاحظ أن الزبائن الآخرين يلفون أجسامهم بمناشف كبيرة وناعمة ، وتقدم إليهم المشروبات والحلوى المحشوة بالعسل ، لم يسعد جحا بالطريقة التي عومل بها ، ومع ذلك منح كل خادم من العاملين بالحمام دينارا من الذهب عند مغادرته للمكان .ففرح الخدم كثيرًا ، وشكروه على كرمه ، ثم قالوا لبعضهم البعض : ما أكرم هذا الرجل ، على الرغم من فقره وملابسه المهلهلة ، وبعدها قرروا أنهم سوف يعتنون به أشد العناية عند حضوره للحمام المرة المقبلة .في الأسبوع التالي ، ارتدي جحا ملابسه البسيطة كالعادة ، وذهب إلى الحمام ، وعندما رآه الخدم تذكروا كم كان كريمًا معهم في المرة السابقة ، فعاملوه معاملة ملك متوج ، وأحضروا له الصابون المعطر والمناشف البيضاء الجميلة الناعمة ، وبعد الحمام قدموا له المشروبات الساخنة ، والعصائر الباردة ، والحلوى اللذيذة .ولكن جحا عند مغادرته الحمام في تلك المرة منح الخدم أصغر عملة نحاسية وجدها معه ، وهنا تعجب الخدم ، وتغيرت وجوههم إلى الدهشة والإحباط .ابتسم جحا وقال لهم : العملة النحاسية كانت نظير زيارتي الأولى للحمام التي عاملتموني فيها ، وكأنني متسول ، أما الدنانير الذهبية التي أعطيتها لكم في زيارتي الأولى فهي نظير الخدمة المميزة التي حصلت عليها اليوم ، وأضاف جحا : لا تحكموا على الناس بمظهرهم ، ثم ترك الحمام وهو يصفر سعيدًا.