قصة جزيرة سردينيا

منذ #قصص منوعة

تُعد جزيرة سردينيا ثاني أكبر جزيرة موجودة بالبحر الأبيض المتوسط بعد جزيرة صقلية ، تقع في غرب إيطاليا وتُسمى أيضًا جزيرة سردانية أو سردينيا ، وتخضع للحكم الذاتي وتوجد بالقرب من الجزيرة الفرنسية كورسيكا .يعود تاريخ اسم سردينيا إلى كلمة “سارد ” ، وترجع إلى العهد ما قبل الروماني ، ومن المعتقدات السائدة أن ذلك الاسم له معنى ديني لأنه كان يتم استخدامه كوصف للبطل الديني سردوس باتر أو ما يُعرف باسم الأب السرديني .ذكر المؤرخ التاريخي ابن الأثير أن المسلمون قاموا بغزو جزيرة سردينيا أربع مرات خلال فترتي حكم الأمويين والعباسيين ، وقد حصدوا منها الكثير من الغنائم ، ولكنهم لم يستطيعوا فتحها خلال تلك الغزوات ، وتم غزوها للمرة الأولى خلال عام 92 هجريًا أثناء حكم الوليد بن عبد الملك .قام موسى بن نصير بإرسال جزء من قواته بعد فتح الأندلس إلى جزيرة سردينيا ، وكان غزوها يسيرًا حيث لم توجد مقاومة تمنع الجيش من الغزو ، وهناك وجد جيش موسى بن نصير كميات كبيرة جدًا من النفائس الثمينة من الذهب والفضة ، فاغتنموا كل الخيرات التي وجدوها ، ولكن السفينة التي حملتهم في طريق العودة إلى الأندلس قد غرقت .أقدم فيما بعد عبد الرحمن بن حبيب الفهري على غزو تلك الجزيرة ، وكان ذلك في العهد العباسي تحت حكم أبو العباس السفاح خلال عام 135 هجريًا ، غير أن بعض الجنود قاموا بتخريبها ، وذلك حتى أعطوه جزية فغادرهم وقاموا على إعادة استصلاح الجزيرة .قام الأمير الإفريقي المنصور بن قائم العلوي بإرسال أسطول إلى تلك الجزيرة عام 323 هجريًا خرج من مدينة المهدية ، ففتحوا في طريقهم مدينة جنوة ، غير أن بعض الفرق قامت بأعمال تخريبية داخل الجزيرة ، ثم رحلوا وتركوها مدمرة .بدأت الغزوة الرابعة لجزيرة سردينيا عام 406 هجريًا ، حينما علم المجاهد العامري بغياب ملك الجزيرة وأسطوله المُكون من 120 مركبًا ، فذهب إليها من مدينة دانية ، وقام يفتحها وأسر الكثير من سكانها ، ولكن البيزنطيون قد أعدّوا جيشًا هائلًا لمحاربة الجيش الإسلامي ؛ ودارت المعركة الشديدة بين الطرفين ، وهُزم المسلمون في تلك المعركة ، وتم أسر ابن المجاهد العامري وشقيقه ، وعاد إلى دانية مهزومًا ، وكانت تلك هي آخر الغزوات التي ذكرها المؤرخ ابن أثير عن جزيرة سردينيا .يوجد بالجزيرة ثمانية مقاطعات وهم : مقاطعة ساساري ، مقاطعة كالياري ، مقاطعة أوريستانو ، مقاطعة أولبيا تيمبيو ، مقاطعة كاربونيا اغليسياس ، مقاطعة نوورو ، مقاطعة أولياسترا ، مقاطعة ميديو كامبيدانو .أصدر ملحق الاتحاد الثقفي تقريرًا عام 2014م يُفيد بأن نسبة التعليم داخل الجزيرة بلغت 99% ، وخُمس هؤلاء المتعلمين من النساء ، وقد تم إنشاء جامعتين على أرض جزيرة سردينيا وهما جامعة كالياري وجامعة ساساري .من المشاهير الذين عاشوا بجزيرة سردينيا المفكر الإيطالي “أنطونيو غرامشي” ، ولاعب كرة القدم “بييترو باولو فيرديس” ، والأدبية الإيطالية “غارتسيا ديليدا” ، وغيرهم الكثيرين ممن أصبحوا اعلامًا مشهورة ، وهناك على الجزيرة يعيش نوع من الحيوانات يُعرف باسم أيل الكورسيكي الأحمر.تُعتبر جزيرة سردينيا من الأماكن السياحية التي تتميز بجمالها ، وروعة مناخها ، وبها العديد من المنتجعات السياحية الرائعة ، لذلك تلقى الجزيرة إقبالًا سياحيًا قويًا من شتى بلدان العالم .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك