تنتشر عمليات نقل الأعضاء في العصر الحالي ؛ نظرًا للتقدم العلمي الهائل في مجال الطب والجراحة ؛ وهي عمليات تُجرى من أجل إنقاذ مريض عن طريق نقل عضو سليم من شخص متوفي أو أخر متبرع .يمتد تاريخ تلك العمليات المختصة بنقل الأعضاء إلى الرومان والفراعنة الذين قاموا بنقل الدم في العلاج ، وحدثت الانتقالة الضخمة في انتشار عمليات نقل الدم ؛ حينما اكتشف “كارل لاندشتنير” فصائل الدم المختلفة عام 1900م ، ثم اكتشاف معامل النسناس فيما بعد ؛ مما نتج عن تلك الاكتشافات انتشارًا هائلًا في عمليات نقل الدم ؛ التي أصبحت تُنفذ لعشرات المرات كل يوم داخل المستشفيات المهمة .حدث فيما بعد تطور سريع في مجال علم تصنيف الأنسجة في صناعة المواد الكيماوية التي تعمل كمضادات للمناعة ؛ والتي تعمل أيضًا على إيقاف رفض الأنسجة المنقولة ؛ مما أدى إلى ازدياد شديد في عمليات نقل الأعضاء .تمكن الأطباء من نقل العديد من الأعضاء من شخص سليم إلى أخر مريض أو من متوفي إلى مريض ؛ مما ساهم في إنقاذ مئات الألوف من المرضى الذين يعيشون بعد العمليات الجراحية بعمل الأعضاء التي تم نقلها أمثال القلب والكبد والرئة والنخاع والكلى والبنكرياس ؛ تبعًا لحالة كل مريض .يتم نقل الأعضاء في الغالب من أحد ثلاثة مصادر رئيسية وهم : شخص متبرع ؛ جثة متوفي ؛ حيوان ، ومن المؤكد أن نقل عضو من شخص متبرع يكون موقوفًا على بعض الأعضاء المعينة التي يمكن نقلها مثل الكلى ؛ لأن الإنسان يُمكنه أن يعيش بكلية واحدة فقط ، ويُمكن أيضًا نقل النخاع أو الدم من المتبرع ، وتُقام الآن التجارب والأبحاث من أجل الوصول إلى التمكن من نقل فص واحد فقط من كبد الشخص المتبرع إلى المريض ، ولكن لا يُمكن نقل القرنية أو القلب وغيرهم من الأعضاء .تُعتبر عملية نقل الأعضاء من الحيوانات لها العديد من المشاكل والعيوب ؛ لذلك تم تحديد مسارها في الوقت الحالي عن طريق نقل بعض صمامات القلب في بعض الأحيان من الخنزير إلى شخص مريض .وتُعد جثث الموتى هي المصدر الرئيسي لغالبية عمليات نقل الأعضاء ، وقد ورد خلافًا في الرأي فيما يتعلق بنقل الأعضاء أو بعضها من جسم المتوفى ؛ مثل مسألة نقل القرنية وهو ما يندرج تحت بند أخلاقيات المهنة ؛ مما أدى إلى وقف العديد من العمليات التي قد تُعيد الإبصار للعديد من المكفوفين عن طريق تلك العمليات الجراحية التي يتم فيها نقل القرنية من المتوفي إلى المريض .وذلك لأن الوفاة هي وفاة جذع المخ وليس توقف القلب عن العمل ؛ لأن جذع المخ هو المسئول الرئيسي عن عمل كل أعضاء الجسد ؛ وهو الجزء الذي لا يمكن إعادته للحياة ؛ لذلك تتطلب عمليات نقل الأعضاء وفاة جذع المخ فقط دون باقي الأنسجة ؛ مما يجعل قضية الوفاة ونقل الأعضاء عملية خلافية .