قصة هل يوجد مصاصوا دماء حقًا ؟

منذ #قصص منوعة

ويحل مساء سعيد ، هذه العائلة الأمريكية مجتمعة حول التلفاز ، الأب والأم يجلسان بحب على الأريكة بينما تستلقي البنت المراهقة على بطنها أرضًا ، مركزة على الشاشة ، وحده الابن العبقري ذو السنين السبع واقف كأنه يريد أن يقول شيئًا .فيلم السهرة :
تقاطعه أخته قائلة لأبيها بحماس : بابا ، خمن ، فيلم السهرة سيكون عن ماذا ؟ ، ضحك الأب ضحكة صغيرة قبل أن يجيب : أنا أتابع التلفاز معك أيتها الشقية ، لقد أعلنوها للتو..ضمت الفتاة الوسادة إلى صدرها قائلة : عن مصاصي الدماء ، أبي ، هل يوجد مصاصوا دماء حقًا ؟شجار الأطفال :
هنا أسرع الابن العبقري يقول لأبيه : أبي ابنتك هذه حمقاء ، ضربته أخته بالوسادة بينما الأب يضحك ، سقط الطفل أرضًا ، فساعده أبوه وحمله بين ذراعيه ، صرخ الطفل في أخته : هذا لا يمنع من أنك حمقاء .. وغبية ، أسرع الأب من الحد من هذا الشجار غير المريح قائلاً : كفى يا مايكي ، شرير ما تقوله عن أختك ، قال الطفل باستهزاء : إنها تخاف من الأشباح ، لم تنم البارحة بعد مشاهدتها ذلك الفيلم السخيف ، رغم إنه لا وجود لشيء اسمه الأشباح .تحدي الأخوات :
انطلق صوت أخته في حدة وتحدي : وما أدراك أنت يا ذو الرأس الكبيرة ؟ بأن الأشباح غير موجودة ؟ وكأنما كان مايكي ينتظر السؤال ، فأسرع بالإجابة : لأنه أيتها الغبية ، الشبح لا يمكنه أن يمشي على الأرض ويخترق الجدران ، إذا كان يمشي على الأرض فهو يطبق بقوة ، وإذا كان يخترق الجدران ، فهو لا يطبق أي قوة ، قالت الفتاة في استنكار غير فاهمة : ماذا تقول أيها المجنون ، وعن أي قوة تتحدث ؟مايكي وتفوقه وذكاءه الحاد  :
قال الأب وهو ينظر إلى ابنه في حب وفخر : هل تعرفين سارا ؟ إنه محق .. مايكي ملاكي العبقري ، بينما سارا تنظر لأخيها بحقد طفولي قال هو ساخرًا : إنها الفيزياء أيتها الغبية  ، قالت بتحد أكبر : عبقري ، وستقول أيضًا إن مصاصي الدماء غير موجودين ، اشتعلت عينا مايكي وقال بحماس : نعم سأبرهن لك ذلك ! تبادل الأم والأب نظرة خاصة ، ابنهما مايكي كان رغم سنه الصغيرة ، عبقريًا وبشهادة كل مدرسيه ، حتى أن مدرسة خاصة للمتفوقين في واشنطن أرسلت إليه للالتحاق بها .مصاصي الدماء :
قال مايكي لأبيه : أبي ماذا نعرف عن مصاصي الدماء ؟ وكأنما هي لعبة ، انطلق الكل يجيب : مصاص الدماء كائن ليلي ، ويتحول ليلاً إلى خفاش ، أو دخان أخضر ، ومصاص الدماء يخاف من الثوم ، والصليب والماء المبارك ، مصاص الدماء يمص ضحاياه عن طريق غرز أنابيه في أعناقهم ، كل من يمص دمه مصاص دماء يتحول بدوره إلى مصاص دماء ، لقتل مصاص الدماء تستخدم أسلحة فضية أو وتد من الخشب يدق على صدره ، والطفل لكل هذا يصغى بانصات معملا عقله .تساؤلات مايكي :
فجأة برقت عيناه وقال : أبي ، مصاص الدماء يتغذى على دماء ضحاياه الذين يتحولون بدورهم إلى مصاصي دماء ، لكن .. كم مرة يفعل ذلك ؟ فكر الأب وأخذ ينظر إلى زوجته كأنه يستنجد بها ، لتقول هي : حسب ما قرأت ، مصاص دماء يمتص ضحية كل شهر ، فكر مايكي الطفل لحظة ، ثم غاب في غرفته ،  حين عاد بعد لحظات بآلته الحاسبة ، كانت الفتاة منشغلة بالفيلم الذي كان على وشك البدء والأم والأب يتهامسان في حديث خافت .حسابات مايكي لمصاصي الدماء :
قال مايكي لأبيه وهو يخفي الآلة الحاسبة خلف ظهره : لنفترض أنه يوجد مصاص دماء في الاول من يناير عام 2006م أي قبل ثلاث سنوات ، تعداد العالم اذ ذاك ودون خطأ كبير ، 6 ملايين ، ثم أخذ الآلة الحاسبة وراح يقوم بعمليات رياضية تحت نظرات أبيه وأمه المترقبة ، قبل أن يقول : في الاول من فبراير 2006م سيكون لدينا مصاصي دماء ، وفي الأول من مارس 4 مصاصي دماء ، وبعد سنة .. وبعد ثلاث سنوات ..تصوروكم سيكون عدد مصاصي الدماء ، أكثر من 8 ملايين .. هل تصدقون هذا ؟!مصاصي الدماء يطاردون مايكي :
يا أبي لا وجود لمصاصي الدماء ، وإلا كنا كلنا مصاصي دماء ، ابتسم الأب ابتسامة هادئة وشعر مايكي برجفة عنيفة ، وهو يرى النابين الطويلين المميزين في فم والده الذي قال : آه .. حقًا ؟حوّل عينيه لوالدته جزعًا ، كانت تبتسم بذات النابين الطويلين ينزلان من فكها العلوي ، أخته أيضًا كانت تنظر إليه كاشفة عن نابيها ، وهي واقفة تنهض ببطء كدمية ميكانيكية ، لم يصدق مايكي ما يرى ، إنه كابوس ، أتكون حساباته صحيحة لهذا الحد ؟ هل يوجد مصاصو دماء حقًا ؟لا وجود لمصاصي الدماء :
أسرع يجري كالمجنون نحو غرفته وهو يطلق صرخات رعب ،أقلقت الأب بشدة وهو ينزع طقم الأسنان البلاستيكية عن فمه ، ويقول لابنته في عتاب شديد : كنت أعلم ، ما كان علينا مجاراتك في لعبتك الحمقاء ، بوضع هذه الألعاب البلاستيكية التي تجمعينها من علب رقائق الذرة ، ونهض على عجل هو وزوجته قائلة بخوف : لابد أن الصغير يموت رعبًا الآن ، لن أسامحك إذا وقع له شيء ، لن أسامحكما أبدًا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك