لم تكن تلك العائلة الأسترالية عائلة نموذجية ، بل على العكس كانوا عبدة يوم القيامة أو Doomsday Group ، وهم جماعة تتبع زعيمة كانت تدعي أنها تناسخًا ليسوع المسيح ، حيث كانت تقول عن تكوينها للجماعة : ” لقد كان علي أن أبدأ ذلك كانت تلك أوامر إلهية ، هذه كانت مهمتي وتلك كانت الرؤية الإلهية ” ، وتدعى تلك المرأة آن هاملتون بايرن Anne Hamilton ، وكانت تعيش خارج حياة المدينة المزدحمة في ملبورن باستراليا .حيث كانت تدير مجموعة من الناس في سرية شبه تامة ، لأكثر من عقدين تحت سيطرتها وهي امرأة كانت تؤمن بنفسها على أنها خلقت من يسوع المسيح ، وقد كانت تسرق الأطفال وتقيم الطقوس التي تنطوي على عقاقير مخدرة ، وكان التعذيب جزءًا من خطة آن هاملتون بيرن لخلق طبقة دينية ، تعرف باسم “العائلة ” والتي جمعت فيها ما يقرب من 500 عضو قبل أن تنحل في النهاية ، بسبب مراهقة ثائرة على كل ما يحدث .حياة آن هاملتون بيرن قبل العائلة :
بحلول الوقت الذي ارتفعت فيه آن هاملتون بايرن إلى السلطة كقائدة للعبادة مع جيش صغير من الأتباع ، جمعت ثروة وزيّنت نفسها بملابس وجواهر راقية ، وبدت كجزء اجتماعي حضري أكثر من كونها زعيم ديني زائف ، وكان موقع نفوذها وثروتها بعيدًا في مستوطنة زراعية صغيرة على بعد بضع ساعات خارج ملبورن .حيث ترعرعت وولدت والدة أن إيلفين إدواردز عام 1921م في ملجأ ، بعد تشخيص إصابتها بمرض انفصام الشخصية ، ولأن والدها كان يعاني من صعوبة الحصول على وظيفة ، لذلك أمضت هاملتون بيرن الكثير من طفولتها داخل وخارج دور الأيتام ، وبعد ولادتها لطفل واحد وفقدان زوجها في حادث سيارة ، بدأت هاميلتون-بيرن تزج بنفسها في اليونان .و في ذلك الوقت كانت اليوغا لا تزال غامضة في معظم العالم الغربي ، لكن هاملتون بيرن انجذبت إلى صلاتها بالدين الشرقي ، وبدأت في نهاية الأمر بتدريس اليوغا لربات البيوت من الطبقة المتوسطة في ملبورن ، وكانت تلك مهنة نموذجية في مهدها كمدرسة يوغا تتدخل في حياة الأسرة .وبحلول أوائل الستينيات من القرن العشرين ، بدأت الديانات الشرقية والصوفية بالزيادة ، كما أن هاملتون-بيرن بنت سمعة لنفسها في وسط ملبورن التي كانت مفتونة بالاتجاه الجديد ، وعندما التقت الدكتور راينور جونسون ، عالم الفيزياء الذي سرعان ما تقاعد ، تغير كل شيء لهاميلتون-بيرن.فقد أُسر جونسون بسحرها وفي حديثه عنها ، كتب جونسون في جريدته أنها “كانت بالتأكيد أكثر حكمة وأرقى وأكثر روح كريمة وسخية قابلتها من أي وقت مضى” ، وقد عرضت على الأطباء والممرضين والمحامين نظريتها التي كانت تسعى بها إلى عصر جديد من الحكمة ، ونظرت إلى اليوغا الساحرة لتوجيها .ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى رتبت لقاءات اجتماعيه أسبوعية ، لتوصيل رسالتها إلى أتباعها وهي خليط من الهندوسية والبوذية والمسيحية ، وبحلول أوائل 1970م كونت مجموعة وبدأت المجموعة في شراء الأطفال ، وبعض الأطفال كانوا من نسل أفراد العائلة ، لكن الآخرين تم اعتمادهم كذبًا .ولأن العائلة كانت مكونة من الأطباء والممرضين والمحامين ، فإن التعرف على أي روتين مرتبط بالتبني القانوني السليم كان أسهل بكثير ، وإجمالًا كان هناك حوالي 28 طفل يشكلون جزءًا من الأسرة ، وقد قيل لهم جميعا أن هاملتون- بيرن هي أمهم البيولوجية ، ولم تكن حياة الأطفال في الطوائف سوى طفولة طبيعة ، لأن “العمات” المعينة لهم كانت تهتم بالأطفال كما ذكرت سارة مور ، التي ولدت في الطائفة .وتحكي سارة مور بأنها تعتقد أن شيئًا واحدًا هو ما كانت تريده ؛ كان الكثير من الأطفال الصغار ، أو القليل من الأطفال الصغار المثاليين في فساتين صغيرة مثالية ، مع شعر أشقر صغير مثالي ، فقد جعلت أن حياة الأطفال عسكرية قاسية ، ويحكي ديف ويتاكر الذي نشأ في الأسرة ، أن كل شيء كان على ما يرام طالما أطعناها ويقول ويتيكر: ” بإنها ليست شخصًا تتجادل معه” .وإذا لم يكن الضرب كافيًا كان يتم إعطاء الأطفال بانتظام جرعات من الفاليوم ، لإبقائهم طيّعين حتى بلوغهم سن الـ 14 عامًا ، وكما كان يتم إعطاؤهم كميات كبيرة من LSD ، وكانت آن هاملتون-بيرن تحكي لهم عن أنها كانت تناسخ يسوع المسيح ، ومثل العديد من الطوائف كان الأطفال وأعضاء الطوائف الأخرى على اتصال قليل بالعالم الخارجي ، وكان كل شيء يتلقونه جزءًا من شعارات العائلة ، ومع ذلك فإن تلك الشعارات وصلت إلى نهايتها في عام 1987م .نهاية العائلة :
فقد كشف المستور في عام 1987م ، حيث طُردت سارة مور البالغة من العمر 14 عامًا من المجموعة بسبب سلوكها المتمرد ضد هاملتون-بيرن ، وذهبت في النهاية إلى الشرطة وأبلغتهم فقبضت عليهم السلطات ، وأُخذوا الأطفال إلى الحجز الوقائي وهربت هاملتون-بيرن من البلاد قبل أن يتم إلقاء القبض عليها في نهاية المطاف في عام 1993م بتهمة الاحتيال .بينما كانت تختبئ في Catskills في نيويورك ، والمثير للدهشة أنها لم تقضي أي وقت في السجن ، ولكن أُمرت بدفع تعويضات للعديد من الأفراد بسبب الإساءة النفسية التي أحدثتها لهم ، واليوم تجلس آن هاملتون-بيرن في دار لرعاية المسنين الذين يعانون من الخرف الشديد .وهي غير مدركة للألم والمعاناة التي سببتها لكثير من الأفراد ، وبالنسبة للأطفال الذين هربوا من عبادة العائلة ، فإن السيطرة القاسية التي مارستها هاملتون-بيرن عليهم ليست شيئًا سينسونه بسهولة ، حيث قالت عنها مور : “لقد غيرت عالمي بالكامل ، لقد كانت تقلبه رأسًا على عقب بين عشية وضحاها .