تنتشر السجون في كل دول العالم وتختلف أساليب عقاب المسجونين بين بلدٍ وأخرى ، كما تختلف وفقًا لمدى بشاعة الجرم الذي أدين به المسجون ، ومن تلك الأساليب العجيبة والغريبة في العقاب هو ما ستقوم به دوله كازاخستان كعقاب للمدانين بجرائم جنسية ، وهدف هذا العقاب الجديد والمثير للجدل هو الحد من الحوافز الجنسية لمرتكبي تلك الجرائم ، وبالتالي تقليل فرصهم في ارتكاب جريمة أخرى مرتبطة بالجنس .إخصاء شاذ جنسيًا بتركستان :
بسبب كثرة حوادث اعتصاب الأطفال ، فرضت كازاخستان هذا العام عقوبة جديدة مثيرة للجدل على بعض المدانين جنسًيا في البلاد ، وهي الإخصاء الكيميائي ، وسيكون أحد المدانين باغتصاب الأطفال بمنطقة تركستان ، هو أول من يحصل على إخصاء كيميائي خاضع لإشراف وزارة الصحة الكازاخستانية ، بسبب مطاردته للأطفال والإعتداء عليهم باللواط ، ولم تكشف السلطات عن اسمه بعد ولكن سيكون أول من يتم إخصائه .والإخصاء الكيميائي هو عبارة عن حقنة لمرة واحدة من عقار سيبروتيرون Cyproterone ، وهو دواء مضاد للأندروجين ، حيث يحتوي على ستيروئيد تم تطويره لمحاربة السرطان ، ولا ينطوي على إزالة أي أعضاء جنسية مثل الإخصاء الجراحي ، فبدلا من ذلك سيتم حقن هذا الدواء الذي سيقلل الرغبة الجنسية لدى المدانين ، حتى لا يرتكبون جريمة جنسية أخرى .وستتم المعاقبة عن طريق الإخصاء من خلال وزارة الصحة في البلاد ، حيث سيتم تنفيذها داخل العيادات النفسية العصبية الإقليمية ، ففي وقت سابق من هذا العام أصدرت كازاخستان قانونًا ينفذ استخدام الإخصاءات الكيماوية ، وهي عبارة عن حقنات تهدف إلى منع مرتكب الجرائم الجنسية من ارتكاب جريمة أخرى ، وقد خصص رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف مبلغ 37 ألف دولار لتمويل 2،000 عملية إخصاء .فعلى مدى السنوات القليلة الماضية ، شهدت كازاخستان ارتفاعًا في الجرائم المرتبطة بالأطفال ، وتضاعفت عدد حالات الاغتصاب دون السن القانونية إلى 1000 بين عامي 2010 و2014م ، وفي حين اعتبرت الحكومة أن الإخصاء هو عقاب عادل للجريمة ، فهناك العديد من منظمات حقوق الإنسان التي عارضت هذه الممارسة ، وتجادل الباحثون في أمور حقوق الإنسان بأن هذا الإجراء قد لا يكون له التأثير المطلوب .وقالت نيوزيرانا رئيسة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة : ” أن الدول الأخرى التي لديها إخصاء كيميائي لم تشهد انخفاضًا في الجرائم الجنسية ضد الأطفال” ، كما أنه إجراء مكلف للغاية وما ينبغي لنا إنفاقه واستثمار أموالنا فيه ، هو خدمات لدعم ومساعدة الضحايا ، ومعظم الإخصاءات الكيميائية ليست دائمة بل يمكن حدوث عكسها .فيمكن أن تصل الأحكام بالسجن على جرائم الجنس ضد الأطفال في كازاخستان إلى 20 عامًا ، وقد يتم إدانة الأشخاص الذين يخضعون للإخصاء الكيميائي لأحكام سجن أقصر ، بسبب تقديمهم لهذا الاجراء وكازاخستان ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق هذه الممارسة لمعاقبة المولعين جنسيًا بالأطفال ، حيث تستخدم بولندا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا جميع هذه الإجراءات أيضًا .أشهر حالات الإخصاء الكيميائي في إندونيسيا وبريطانيا :
وقد أدخلت إندونيسيا الإخصاء الكيميائي في عام 2016م ، بعد موجة كبيرة من الغضب الوطني في أعقاب الاغتصاب الجماعي وقتل فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا ، وهناك واحدة من أشهر حالات الإخصاء الكيميائي كانت في عام 1952م عندما أدين عالم الكمبيوتر البريطاني آلان تورينج “بخيانة فاحشة” ، بعد أن وُجد أنه يمارس الجنس مع رجل .ولأن الشذوذ الجنسي في بريطانيا كان غير قانوني حتى عام 1967م وكانت عقوبة تورينغ على الجريمة هي الإخصاء الكيميائي ، فقد كان هذا العقاب المثير للجدل موجود على أرض الواقع لعقود من الزمن ، ومع تزايد عدد البلدان التي تطرحه ، قد لا يختفي في أي وقت قريب .