لا يعرف الكثيرين من
هو البطل باي فانج لي، ربما لم يسمع
البعض عن قصته البطولية، عاش باي فانج لي معظم حياته كسائق لعربية صغيرة يستقبل
بها الأشخاص في مدينة في الصين، وفي عام 1978م قرر أن يستقيل من عمله ويعود لموطنه
الأصلي في أحد الأقاليم الصينية وكان يبلغ من العمر حينها حوالي 75 عامًا.وهنالك وعندما عاد
لقريتيه الريفية التي نشأة فيها رأى الأطفال وهم يعملون جاهدين بالحقول والمزارع
فسأل نفسه عن سبب عدم تعليم الأطفال وذهابهم للمدارس بدلًا من العمل، فلم يكن
هؤلاء الأطفال يمتلكون ما يكفي من المال من أجل التعليم .لقد كانت تلك الإجابة
مخيبة جدًا للآمال وقرر التبرع بحوالي 25 ألف ين للمدارس الموجودة في بلدته وقد
كان هو كل ما يملك ولم تكن هذه نهاية قصته وفقد قرر العودة مرة أخرى لمدينة والعمل
في وظيفته السابقة كسائق، وقرر أن يستخدم عائد عمله للمساهمة مرة أخرى لدعم أطفال
قريته حتى يتمكنوا من استكمال التعليم .كان يلبس الملابس
القديمة والأحذية التي قد استغنى عنها أناس آخرون، ويقبل أن يأكل الطعام المتبقي
من الآخرين وحينما واجهه أولاده قال لهم ما هو الأمر العجيب فيما أفعله فهذا الطعام هو نتاج العمل الشاق
الذي يقوم به الفلاحون يقوم الناس بشرائها ورميها ثم أقوم أنا بتناولها مرة أخرى .أليس ذلك شيء مثالي
لتقليل النفايات في العالم، وكان يتابع عمله بكل جد وإصرار ويقضي ساعات في
الانتظار اليومي بجانب محطات القطار وقد تبلغ عدد ساعات عمله في أوقات 20 ساعة كانت
ابنته تقول أنه يقوم بالخروج للعمل في الفجر ولا يعود إلا بالليل وكان ما يكسبه
حوالي 20-30 ين ، وحين العودة لمنزلة يحفظ المدخرات بمكان أمن، وظل على هذا يجمع
المال للصغار.وقام برحلته الأخيرة
لإحدى المدارس الإعدادية ليخبر المدرسين والطلاب أنه لم يعد قادرًا على العمل وقد
بلغ مجموع ما تبرع بيه حوالي 50 ألف ين ساعد من خلالهم حوالي 300 طالب لاستكمال
دراستهم ولم يكن يطمح في أي شيء في المقابل بل كان يوصي الطلاب جيدًا على الدراسة
جيدًا، للحصول على وظائف جيدة لمساعدة بلدهم، ولدهشة عمله الأخر الذي لم يعلم عنه
أحد شيئًا كان بعض الناس يطلبون منه مراقبة سيارتهم لحين عودتهم لأنه كان دائم
التواجد بالمحطة واستطاع الحصول على 500 ين إضافي من هذا العمل، وتبرع بها لصالح
الطلاب.وتوفي في 2005م بعدما
دخل في غيبوبة لمدة 20 يوم وتم تشخيص حالته المرضية بسرطان الرئة وأثناء دفنه
تواجد كل أطفال القرية يبكون عليه عند القبر.