إذا ما كنت تهتم بالماورائيات والمسائل المتعلقة بالأشباح والأرواح والتلبس والقرناء وغيرها ، فقد تكون قد سمعت من قبل عن فتاة تُدعى إميلي سيج.إميلي سيج فتاة فرنسية كانت تعيش إبان فترة القرن التاسع عشر ، وكانت تعمل كمعلمة بإحدى المدارس الخاصة بالفتيات فقط ، وتميزت إميلي بمهاراتها المتميزة وأنها موهوبة وذكية ، وذات شخصية قوية ، ولكن لديها بعض المشاكل الماورائية الغريبة ، كيف ؟في عام 1845م ، وأثناء أداء إيميلي بمهامها الوظيفية بالمدرسة ، لاحظت الفتيات ظهور ظل غريب خلف إميلي داخل إحدى قاعات الدراسة ، ولم يكن واضحًا منذ البداية ولكنه خلال دقائق معدودة بدأ الظل يتضح رويدًا رويدًا حتى ظهر تمامًا في هيئة جسد سيدة ما ، لم تكن الملامح واضحة تمامًا ولكنه كان بنفس طول المعلمة إيميلي ، ثم اختفى في نفس الوقت بالطبع أصيبت الفتيات بالذعر والفزع وأبلغن الإدارة المدرسية ، ولكن لم يلق الأمر صدى لأنه من الصعب إثبات موضوع دقيق مثل هذا ، فتغاضت الإدارة عن الشكوى.وعقب مرور عدة أشهر من هذا الحادث ، ظهر الطيف مرة أخرى أثناء عمل إيميلي بالمدرسة ، ولكن في هذه المرة ظهر الطيف كاملاً مرة واحدة ، وكان نسخة طبق الأصل من المعلمة إميلي ، وحتى يمكننا التمييز بينهما سندعُ هذا الطيف بقرينة إميلي ، وهنا بدأت القرينة في التحرك داخل قاعة الدراسة وهي تقوم بتقليد كافة تحركات إميلي الأصلية ، ولكن دون حدوث صوت .وكان بالقاعة ثلاثة عشر فتاة يدرسون في هذا الوقت ، وبالطبع شعرت الفتيات بالفزع ، وانطلقن جميعًا إلى خارج القاعة ، وسط هرج ومرج ضخم للغاية ، والغريب في المرتين أن كل من كانوا بالمكان داخل القاعة قد شاهدن القرينة ، ما عدا إميلي نفسها هي الوحيدة التي لم تشاهد قرينتها نهائيًا ، بالطبع تم الإبلاغ عن الحادث في المرة الثانية وسط تلك الضوضاء الشديدة ، وفي هذه المرة بدأت الإدارة في إجراء تحريات دقيقة بشأن المعلمة إميلي.عقب القيام ببحث مضنِ من جانب الإدارة حول ماضي إميلي سيج ، اتضح لهم بأنها خلال ستة أعوام كانت قد فُصلت من تسعة عشر مدرسة أخرى ، قبل أن تستقر في المدرسة لديهم ، ولنفس الأسباب التي تم الإبلاغ عنها ، فأثناء تواجدها بالمكان تظهر القرينة ويتم الإبلاغ ، فتضطر إدارة المدرسة إلى فصلها ، حتى لا يشكو أولياء أمور الفتيات مما يحدث.ولكن آخر مدرسة قررت الاحتفاظ بإيميلي رغم الشكاوى لأنها من وجهة نظر الإدارة ، معلمة مثالية ونموذجية بالنسبة لهم ، وعلى مدار خمسة أشهر التي تم فيها إجراء التحريات ، تزايد عدد مرات ظهور القرينة ؛ فكانت تظهر أثناء وجبة الغداء خلف إميلي من أجل المراقبة فقط .وكانت تتجول أثناء نوم إميلي في الممرات أمام حجرة إميلي الخاصة ، وفي كل هذه المرات لم تستطيع إميلي نفسها رؤية تلك القرينة ولكنها أخبرت من حولها ، بأنها كانت تشعر بالدوار والإعياء الشديد ولكنها لم ترها ، وبدأ الناس ينسحبون من حياة إميلي ، حتى اضطرت للسكن في حجرة منفصلة عن باقي المعلمات الأخريات ، وذلك حتى الحدث الأخير.في إحدى قاعات تعليم فنون الحياكة للفتيات كانت الطالبات مشغولات في دروسهن ، وكانت إميلي بالحديقة تظهر من خلال النوافذ الموجودة بالقاعة ، وكان بالقاعة معلمة أخرى بخلاف إميلي ، هنا ذهبت المعلمة الأخرى إلى خارج القاعة ، وعقب مرور دقائق قليلة دخلت إيميلي سيج وجلست مكانها على المقعد ، في البداية لم تلحظ الفتيات ما حدث ولكن فجأة هتفت إحداهن مشيرة إلى الخارج ، إيميلي تجلس على المقعد ، وإميلي أخرى مشغولة بالحديقة!في هذه المرة قررت إحدى الفتيات أن تنهض وتلمس إميلي الموجودة بالقاعة ، وبالفعل مدت الفتاة يدها ولكنها عبرت خلال الجسد الجالس أمامها ، ولم يصدر منها أية ردة فعل ، ولكن الطالبة أصيبت بالهلع الشديد وانطلقت هاربة خارج المكان وتغيّبت في اليومين التاليين عن المدرسة ، وفي الأيام التي أعقبت ذلك الحادث سقطت طالبتين آخرتين مصابتين بالصرع ، وخلال أيام قليلة بدأ أولياء الأمور في سحب بناتهن من المدرسة ، ولم يكن هنا في هذه المرة أمام إدارة المدرسة ، سوى فصل إميلي من المدرسة.حاول العديد من الصحفيون التواصل مع إميلي للتحقق من الأمر ، ولكن إميلي كانت قد اختفت فعليًا اختفت تمامًا غرفة مدفوعة الإيجار ، وباب مغلق ، ولكنها غير موجودة على الإطلاق.لم يعرف أحد حتى الآن ما الكيان الذي أطلقنا عليه اسم القرينة ، وما الذي أدى لظهوره من الأساس ، وتم إطلاق اسم القرينة الشبحية على هذه الظاهرة أو Doppelganger ، وتعني هذه الظاهرة باختصار ؛ ظهور نسخة أخرى منك في مكان آخر وأنت حي ، تتعامل مثلك تمامًا ويراها كل من حولك عدا أنت شخصيًا ، ولكن إن حدث ورأيتها سوف تموت خلال ساعات قليلة .لا أحد يعلم مدى صحة تلك النظرية ، ولكن إميلي سيج تُعد إحدى الظواهر الكونية الغريبة ، التي لم يستطيع أحد أن يلق لها تفسير منطقي حتى الآن.