أن يقتفي أثرك بعض الأشخاص ، فهذا أمر غاية في الملل والخطر أيضًا ، فلا يتخيل أحد نفسه موضع ترقب وترصد من الآخرين ، ولعل أكثر من يعانون من هذا الأمر هم فئة المشاهير ، حيث يلاحقهم أرباب مهنة الصحافة بدعوى الحصول على الانفراد ، ولعل ما حدث في أحد الأيام ، مع ساندرا بولوك هو خير دليل .حيث اقتحم أحدهم منزلها ، وظل يطاردها ، فلجأت للاختباء في مهرب الطوارئ داخل الدولاب ! ثم أبلغت رجال الشرطة ، ولكن ليس الفنانون فقط هم من يتعرضون ، لمثل هذا الترصد وهناك العديد من الأشخاص العاديون ، قد واجهوا مثل هذا الأمر أيضًا .الصفير المرعب :
بدأت جاكلين البالغة من العمر ، ثمانية عشر عامًا والمقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية ، أن تسمع صفيرًا آتيًا من خارج منزلها ، كان هذا الأمر في عام 1959م ، حيث بدأ شخص مجهول في وضع أصابعه داخل فهمه ، و البدء في صفير متواصل من أمام نافذة حجرة جاكلين .تكرر الأمر كثيرًا ولكن في كل مرة كانت جاكلين ، تسمع الصفير وعندما تقف خلف النافذة لتعرف من الفاعل ، لم تكن تر أي شخص بالخارج ، استمر الأمر مرات عدة حتى تصاعد في أحد الأيام ، عندما اقتحم أحد الأشخاص المنزل ، فقامت الفتاة ووالدتها بإبلاغ رجال الشرطة الذين أتوا إلى المنزل ، ولكنهم لم يجدوا شيئًا .تواصل الصفير أمام نافذة جاكلين ، ليلة تلو الأخرى حتى تم إعلان خطبة الفتاة ، إلى رجل الشرطة هربرت بيلسوم ، ولكن لم يتوقف الصفير للأسف ، بل تزايد حدة وبدا وكأنه صوت جنائزي .بدأت جاكلين ووالدتها ، في تلقي اتصالات هاتفية تهديديه ، وقال المتصل للفتاة في إحدى المرات ، بأنه سوف يقتلها وينتزع أحشائها بالسكين الحاد ، إذا ما استمرت في إجراءات هذا الزواج ، مما تتسبب في هلع الفتاة ، خاصة أنها كانت قد بدأت تسمه تأوهات كثيرة تأتي بالقرب من نافذة حجرتها بالليل ، بالطبع مع إبلاغ الشرطة لمرات عدة ، تسرب الأمر إلى الصحف التي التقطت تلك القصة ، وبدؤوا يتوافدون ويخططون في الخفاء ، لالتقاط هذا الغامض المجهول ، والحصول على سبق صحفي بصورة عابرة له ، أو ضبطه متلبسًا ولكن شيئًا من هذا لم يحدث .قد يظن البعض أن الصفير ، ما هو إلا صوت يدور في رأس الفتاة ، ولكن في أحد الأيام وأثناء استضافتها لخطيبها هربرت وأحد الصحافيين ، وأثناء الحوار الدائر بينهم ، سمعوا جميعًا صوت الصفير آتيًا من الخارج ، لتنهار الفتاة وينطلق هربرت برفقة الصحفي يمشطون المنطقة حول المنزل ، في محاولة منهم لضبط هذا المجهول ، إلا أنهم لم يجدوا أحدًا على الإطلاق .عرض البعض على الفتاة أن تقوم بتغيير مسكنها ، وتذهب لقضاء بعض الوقت عند أحد الأقارب ، فقد بدأت أعصاب العروس في التحطم تدريجيًا ، ولكن ما أن ذهبت برفقة أقاربها حتى لاحقها صوت الصفير ، مرة أخرى ! ليعرض عليها هربرت قضاء بعض الوقت في منزله ، ولكن عندما ذهبت جاكلين ، تلقت والدتها اتصالاً من مجهول ، يخبرها فيه بأنه يعلم بوجود جاكلين لدى هربرت في منزله !تم الزواج لجاكلين وهربرت في أكتوبر من نفس العام ، ولم ينفذ هذا المترصد تهديداته ، ربما لأنه كان في دائرة عمل هربرت أو أنه أراد تكديرهم لفترة ثم توقف ، أو أن هربرت قد علمه ولم يشأ أن يفحص عن الشخص ذاته ، وقد ظن البعض بأنه شخصًا كانت جاكلين على علاقة به ، وجن جنونه عندما أعلنت خطبتها ، ولكن الأمر كان قد بدأ قبل أن تتعرف جاكلين إلى هربرت .برر البعض ما حدث بأنه جن عاشق ، أراد أن يحيل حياة الفتاة إلى جحيم مقيم ، ولكن لم يستطيع أحد أن يثبت شيئًا في تلك القصة .